صاحب الأقلية، الذي- بالكاد- حصل على 5 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية التركية، من خرج من السباق في المرحلة الأولى، لعب بالأوراق والمواقف والمبادئ حتى استقر عند المكان، الذي سيحقق له منافع ومصالح أكبر !
تغيرت لغة الخطاب، واختلفت تقاسيم الوجه، واستبدل الاتجاه، بعد أسبوع من الأخذ والرد، استقر «سنان أوغان» عند تحالف أردوغان، من يراه الأقوى، والأكثر حظاً في الفوز في انتخابات الدور الثاني الأحد المقبل، والمقابل ستظهر ملامحه، بعد الانتهاء من عمليات الفرز، وإعلان الفائز.
صدق «أوغان» أنه «صانع الملوك» في هذه المرحلة، فلم يتركها تمر دون مكاسب، فخلع رداء القومية المتشددة، وأصبح في طرفة عين حليفاً لمن كان يهاجمهم قبل بضعة أيام، ويعدد عيوبهم، ويدعو الأتراك لعدم مساندتهم، ومنع الأصوات عنهم، عكس المسار، وخاطب الذين صوتوا له بالأمس، وطلب منهم أن يصوتوا للذين كان يقذفهم بأقسى العبارات، ونسي شيئاً مهماً، وهو أن السياسي فقط هو الذي يتلون حسب متطلبات الاستمرار، بينما من أيدوه بالأمس يملكون حقهم القانوني في التصويت بناء على قناعاتهم، وليس اتباعاً لتوجهاته.
قد يفوز أردوغان في انتخابات الأحد المقبل، وقد يحصل أوغان على مبتغاه، وهو استمرار الوجود في الواجهة السياسية، ويسقط «كليتشدار»، فهذا هو المتوقع حالياً، فالمتمرسون قادرون على تحريك كل الأوراق، وخلطها بعناية وخبرة، ليحصلوا على الأغلبية، ولكن هناك حسابات أخرى عند أصحاب الأصوات، فهؤلاء هم الذين يملكون القرار الحاسم، بعيداً عن الحملات الدعائية، ودون الخضوع للمؤثرات الخارجية، فالناخب اليوم تحركه قناعته الشخصية، وليس توجيهات الحزب أو التحالف، ولن يكون هناك أحد بينه وبين الورقة الانتخابية، وتلك الستارة التي تفصله عن العالم، والصندوق هو الحكم.
موعد آخر، وتحالفات أخرى، ونتيجة لن تحسم بسهولة، فهذه هي السياسة، وتلك هي الديمقراطية، وهؤلاء هم الأتراك.
ولنا لقاء- إن شاء الله- مساء الأحد.
بقلم: محمد يوسف