كانت مسيرة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حافلة ومميزة بالقيادة والريادة والخير والعطاء الإنساني.
حيث أرسى، رحمه الله، ثوابت راسخة في العطاء الإنساني باتت نبراساً للأجيال، ممهورة في تقديم المساعدات للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين، في شتى بقاع الأرض، وترك إرثاً إنسانياً في العمل الخيري، وسيبقى اسمه خالداً في وجدان أبناء الإمارات، ومحفوراً على مئات المرافق الإنسانية والخدمية في شتى بقاع العالم.
ففي يوليو 2007 أصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قانوناً بتأسيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، تتركز استراتيجيتها في تقديم المساعدات في مجالي الصحة والتعليم محلياً، إقليمياً وعالمياً.
حيث تتولى المؤسسة توفر مشاريع التعليم المهني، والاحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية، وحماية الأطفال ورعايتهم، إضافة إلى توفير المياه، والبنية التحتية الأساسية مثل المدارس، والمستشفيات، للمجتمعات الفقيرة والمحتاجة.
مشاريع تنموية
ووصلت مساعدات المؤسسة منذ نشأتها لأكثر من 110 دول حول العالم، استفاد من خدماتها أكثر من 20 مليوناً و136 ألف شخص، وراعت المؤسسة عند تقديمها، وجود مردود تنموي مستدام للمساعدات التي تقدمها من خلال حرصها على تمويل وتنفيذ المشاريع التنموية المستدامة التي تستهدف الدول والمجتمعات والفقيرة.
كذلك تلبي النداءات الإنسانية التي تصدر عن الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية خلال الكوارث والأزمات. ومنذ إنشائها نجحت المؤسسة في بناء سلسلة مستشفيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في المغرب، ولبنان، وسقطرى، وجزر القمر، وكازاخستان وباكستان، وكذلك المساجد في القدس، وكازاخستان، والصين.
فضلاً عن العديد من المستشفيات التخصصية الأخرى في العديد من دول العالم،وإعادة بناء الجسور واستثمار مئات الملايين لأبحاث علاج الأمراض وبناء المراكز البحثية المتخصصة، وتسيير رحلات الحجاج لذوي الدخل المنخفض، وتنفيذ برامج المير الرمضاني.
وترسيخاً لأهمية العمل الخيري والإنساني، واستمراريته في تحقيق أهدافه الاجتماعية، واصلت المؤسسة العام الماضي عطاءها الإنساني للسنة السادسة عشرة على التوالي، مواصلة للنهج الذي أرساه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
حيث شهد العام الماضي نقلة نوعية في عملها الإنساني والإغاثي والتنموي من خلال مبادراتها على المستويين المحلي والخارجي مما جعلها تحتل مكانة متميزة على خارطة العمل الإنساني العالمي، شمل النشاط الإنساني للمؤسسة مختلف أنحاء الدولة.
وتنوعت هذه المساعدات والمبادرات الإنسانية لتشمل مشاريع عديدة منها إفطار الصائمين داخل وخارج الدولة إلى مساعدة المتأثرين من الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات والمشاريع التنموية الصحية والتعليمية.
مدارس التسامح
وعندما أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان 2019 عاماً للتسامح في دولة الإمارات، وانسجاماً مع هذا الفكر السامي، أعلنت المؤسسة في العام ذاته عن مبادرة إنسانية – تعليمية كبيرة باسم «مدارس التسامح».
وما زالت إلى الآن تعمل المؤسسة مع شركائها على توفير التعليم لعدد كبير من الإخوة المقيمين على هذه الأرض الطيبة وفق معايير وشروط معينة تسمح لهذه الفئة مواصلة تحصيلهم العلمي.
وفي العام الدراسي الحالي 2022 – 2023 بلغ عدد الطلبة من ذكور وإناث الذين يدرسون في مدارس التسامح 5775 طالباً وطالبة موزعين على 7 مدارس في الدولة في أبوظبي والعين وعجمان، كما نفذت المؤسسة مبادرات لدعم الأسر الإماراتية.
المير الرمضاني
وللعام الثالث على التوالي، نفذت المؤسسة مشروعها الموسمي المير الرمضاني 2022 لكافة الأسر الإماراتية المسجلة لدى وزارة تنمية المجتمع في أنحاء الدولة وهيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، حيث وصل عدد المستفيدين إلى نحو 50 ألف أسرة إماراتية من خلال 23 نقطة توزيع مع أكثر من 90 متطوعاً.وأطلقت المؤسسة مع بداية شهر رمضان المبارك مشروع إفطار صائم 2022 .
وبدأت بتوزيع الوجبات الرمضانية على العمال في المناطق الصناعية بأبوظبي والعين والظفرة، ووصل عدد الوجبات طيلة الشهر 1.656.000 وجبة إفطار للصائمين.ولتنفيذ المشروع على أكمل وجه تم التعاقد مع 66 مطعماً ومؤسسة تغذية ملاكها من المواطنين في أبوظبي والعين والظفرة لتساهم بذلك المؤسسة في تنشيط مبيعاتهم خلال الشهر الكريم.
وكذلك تم التعاون مع 191 أسرة إماراتية من مبادرة الأسر المواطنة، التي تسعى المؤسسة دائماً دعمهم ومشاركتهم في كافة المناسبات والفعاليات التي تنظمها وتشرف عليها، كما يشرف على المشروع 58 مشرفاً يتولون الإشراف والتنسيق والمتابعة اليومية في المناطق المستهدفة.
وتمت تغطية تكاليف العلاج للمرضى المعوزين والعاجزين عن تحمل نفقات العلاج قدمت المؤسسة الخدمات الصحية لـ 472 حالة تكفلت بعلاجهم في المستشفيات الحكومية والخاصة داخل الدولة خلال العام الماضي تعزيزاً لمبدأ الرعاية الصحية لجميع أفراد المجتمع وتنوعت المساعدات ما بين علاج عام والأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية.
ودشنت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مايو 2022 المرحلة الأولى لتشغيل أكبر مستشفى في الجمهورية اليمنية الشقيقة وذلك في إطار المبادرات الإنسانية لدولة الإمارات لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية من خلال تبني المبادرات الصحية النوعية التي تعنى بالرعاية الشاملة في ظل ما يعانيه القطاع الصحي من صعوبات.
كما تبرعت المؤسسة وبالتعاون مع سفارة الدولة لدى الأردن بجهاز طبي متطور لمركز الحسين للسرطان، يجنب المرضى مخاطر التسبب في جرح بالمجرى التنفسي والرئة.
بداية يونيو الماضي، توجت مدرسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الثانوية والفنية في مقاطعة مومباسا في كينيا كأفضل مدرسة واحتلت المركز الأول من بين أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة.
إغاثات عاجلة
وتحتل الإمارات منذ سنوات المراكز الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الخارجية في العالم.
والتي تستهدف العديد من الدول حول العالم، وقدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مساعدات عاجلة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة، ونفذت حملة مساعدة إنسانية بالتعاون مع قنصلية الإمارات في إقليم كردستان ومؤسسة بارزاني الخيرية، استهدفت النازحين واللاجئين الذين يستضيفهم إقليم كردستان، والبالغ عددهم 15 ألف شخص.
كما وصلت إلى ميناء مقديشو 11 أغسطس الماضي باخرة مساعدات إماراتية تحمل أكثر من ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة، لتوفير الاحتياجات الضرورية لنحو 2.5 مليون شخص ممن تضرّروا من موجة الجفاف في الصومال.
تنسيق لوجستي
وأرسلت الإمارات في 24 يونيو الماضي طائرة تحمل 30 طناً من المواد الغذائية العاجلة لمتضرري الزلزال في أفغانستان وذلك من خلال مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر، وبالتنسيق اللوجستي مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
كما شرعت المؤسسة في تنفيذ إغاثة عاجلة شملت مساعدات غذائية وطبية إلى السودان الشقيق، تحتوي على 380 طناً من المواد الغذائية الأساسية و4.5 أطنان من الأدوية، خصصت للمتأثرين والنازحين بولايات دارفور.
ونفذت المؤسسة سبتمبر الماضي إغاثة عاجلة عبارة عن مساعدات شملت 40 ألف سلة غذائية، 9 آلاف خيمة إيواء لإغاثة المنكوبين في ثلاثة أقاليم تضررت من الفيضانات والسيول في باكستان.
وفي 30 أكتوبر الماضي، وصلت إلى ميناء كراتشي في إقليم السند سفن تحمل 200 حاوية مزودة بمواد غذائية وطبية لدعم 500.000 أسرة ، تضرّرت من الفيضانات والسيول التي اجتاحت مناطق عدة في باكستان.
ومع نهاية 2022 ، واصلت المؤسسة في اليمن الشقيق، مساعداتها الاستثنائية، حيث أطلقت مبادرة إنسانية صحية جديدة لدعم نحو 16 مستشفى.