الأمطار الموسمية التي تجتاح السودان منذ بضعة أيام، تسبّبت أمس، بحدوث فيضانات أودت بحياة 11 شخصا في بعض المناطق التابعة لولاية كردفان، ودمرت مئات المنازل، وفقاً لما نقلت وكالة بترا الأردنية عن مصادر بجهاز الدفاع المدني في حديثها لوكالة الأنباء السودانية، مضيفة أن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الموسمية بالولاية تسببت أيضاً بانهيار 375 منزلاً، وألحقت أضراراً بـ 935 منزلاً ومرفقاً حكومياً.
في الـ24 ساعة الماضية تصاعدت موجات الدمار في معظم الولايات السودانية، بعد أن ارتفع منسوب المياه في النيلين الأزرق والأبيض إلى مستوى تاريخي غير مسبوق منذ 100 عام، وتسبب في عشرات الوفيات وتدمير آلاف المنازل، وترك أكثر من 65 ألف أسرة بلا مأوى ما دفع الحكومة السودانية لاعتبار البلاد بأكملها منطقة كوارث، وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر. وتصاعدت موجة الدمار خلال الساعات الأخيرة، بعد أن جرفت المياه قرى بأكملها شمال الخرطوم وجنوبها، وغمرت المياه نحو 80 بالمئة من البساتين على شريط النيل الأزرق، والكثير من المحاصيل التي يعتمد عليها السكان بشكل أساسي في مداخيلهم، وارتفعت أصوات الاستغاثات من مختلف المناطق المتضررة في العاصمة الخرطوم، والمناطق المحيطة بها، إضافة للولايات الواقعة على ضفاف النيلين.
خبراء عزوا أسباب الفيضانات الكارثية وتخطيها الحدود التقليدية المعتادة كل عام، إلى سقوط أمطار غزيرة في المنطقة الاستوائية خلال مايو الماضي، حيث وصل منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا لأعلى معدل في التاريخ، وبدأت التحذيرات من كارثة بيئية قد يتسبب بها نفوق الآلاف من الحيوانات، مع خطر انتشار العديد من الأمراض المتعلقة بالمياه مثل الملاريا والتهاب الكبد الوبائي.
صور الفيضانات المأساوية في السودان انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها رواد تلك المواقع تحت وسم «من قلبي سلام للخرطوم»، كما ظهرت مقاطع تكشف هشاشة المباني السكنية التي انهارت جراء الفيضانات، وعمليات هروب السكان وقد غطت المياه أجسادهم.
المجلس القومي للدفاع المدني في السودان أعلن بدوره أمس ارتفاع حصيلة وفيات السيول والفيضانات، فضلاً عن غرق قرية كاملة، شمال العاصمة الخرطوم. ونقل موقع «الشروق أون لاين» عن المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني العقيد عبد الجليل عبد الرحيم، قوله: «عدد الوفيات ارتفع إلى 102 جراء السيول والفيضانات، فضلاً عن غرق قرية التمانيات بالكامل، شمال العاصمة السودانية». وأوضح أن عدد المنازل المتضررة من الفيضانات في زيادة مستمرة وبعضها انهار بالكامل، كما تعرضت مناطق جديدة بالخرطوم لأضرار فيضان النيل الأحد والاثنين، بينها منطقتا اللاماب (جنوب) وأم دوم (شرق).
ووفق وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة ««الأحداث» الخاصة، فإن جميع منازل قرية التمانيات البالغ عددها 350 منزلاً انهارت بالكامل، وأن السكان باتوا يقيمون في العراء ويحتاجون إلى خيام للمأوى.
وكشف خبير في شؤون الموارد الطبيعية في إفريقيا ما يجب على الخرطوم فعله لتخفيف الأزمة الحالية، وتقليل فرص تكرار الآثار المدمرة للفيضانات مستقبلاً.
وقال رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الإفريقية عباش شراقي لـ «سكاي نيوز عربية»، إن الفيضانات أمر متكرر في السودان، لكن هذا العام تخطت الحد الطبيعي.