قبل أن أسترسل في الحديث عن رحلتي إلى عروس البحر المتوسط، أتأسف وأعبر عن الحزن العميق الذي اعتراني عندما شاهدت في أجهزة الإعلام مناظر من المدينة الجميلة وهي غارقة بفعل السيول والأمطار التي اجتاحتها مرتين خلال فترة قصيرة مؤخرا، وأتمنى أن تعمل السلطات هناك بشكل عاجل لانقاذ ما يمكن انقاذه والحرص على تلافي حدوث مثل هذه الأزمة التي ألمت بمدينة الاسكندرية وأهلها الأعزاء.
توقفت في المقال السابق عند وصولي إلى فندق وندسور بالاس الذي يقع على الكورنيش وتحديدا ضمن ميدان سعد زغلول في محطة الرمل حيث قلب المدينة النابض بالحياة وأسواقها ومحلاتها التجارية، ولفت انتباهي الجو البديع والطقس الجميل رغم أن الإسكندرانيين كانوا يشتكون من ارتفاع درجات الحرارة هذا العام لكنها بالنسبة لي تعتبر أجواء لطيفة وجميلة لأنني كنت قادما من مدينة الدوحة المعروفة بشدة الحرارة والرطوبة القاسية في فصل الصيف هي وكل مدن الخليج العربي.
لن أنسى أبدا وقفة الأخ العزيز والصديق الفاضل الأستاذ محمد عبدالمجيد الكاتب الصحفي ورئيس تحرير هذه الصحيفة التي تطالعون فيها هذا المقال المتواضع، إذ انه كان على اتصال دائم معي منذ تحركي من مطار حمد وكان أول المتصلين عند وصولي إلى مطار برج العرب بالإسكندرية ليطمئن عليّ وحرص على مرافقتي في رحلتي داخل المدينة الجميلة.
بعد أن وصلت إلى الفندق أخذت قسطا من الراحة خرجت لأتمشى على شارع الكورنيش الذي كان مكتظا بالآلاف من الأسر التي حرصت على التنزه والترفيه في عطلة نهاية الأسبوع وبالأخص الأطفال الذين أشاعوا جوا لطيفا من المرح والسرور على طول الشاطئ، وبعد ذلك ذهبت إلى مطعم (فول محمد أحمد) الشهير حيث يمكن لمن يصور الإسكندرية أن يتذوق أشهى وجبة فول وفلافل في هذا المطعم الرائع ويستقبلك العاملون فيه بكل الترحاب والاريحية والمودة. بعدها عدت إلى الفندق في ساعة متأخرة من الليل ولكني لم أكن متعبا لذلك سعدت جدا بتناول كوب من العصير الطازج في الكافيه الذي يقع على السطح بإطلالات بديعة على البحر الأبيض المتوسط مع أنغام الموسيقى المختارة بعناية فائقة.
ومن اللطائف أن لأهل الإسكندرية الأعزاء لهجة محببة وجميلة مختلفة تماما عن لهجة المصريين وسكان القاهرة بالأخص، حيث يستخدمون مثلا كلمة “مشروع” للباص الصغير بدلا عن “ميكروباص” عند أهل القاهرة، كلمة “جني” بدلا عن “جنيه” ، و “بنحبوه” بدلا عن “بنحبه”.
كانت هذه حصيلة اليوم الأول وهو يوم الوصول إلى عروس البحر الـمتوسط، الأسبوع المقبل بمشيئة الله أقص عليكم مقابلتي للأخ العزيز محمد عبدالمجيد وجولتنا في ( مكتبة الإسكندرية ) و (قلعة قايتباي ).