بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سلمها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يزور القاهرة لبحث عدد من الملفات على رأسها الأزمة السورية.
ونقل الجبير إشادة خادم الحرمين الشريفين بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، فيما صرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس السيسي أكد على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات وخاصة مكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس السيسي قداستقبل الجبير، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وعصام بن سعيد وزير الدولة بالمملكة العربية السعودية، والسفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن وزير الخارجية السعودي نقل للرئيس تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذا تحيات كل من سمو الأمير محمد بن نايف ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وأكد وزير الخارجية السعودي على علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، مشدداً على قوتها ومتانتها، وأهمية تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، والذي يكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة بالنظر إلى التحديات المختلفة.
علاقات تاريخية وثيقة
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس المصري طلب نقل تحياته لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد وولي ولي العهد، مشيداً بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين. ونوّه الرئيس السيسي بضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مواجهة التحديات المختلفة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار. وأكد حرص مصر على أمن المملكة العربية السعودية وعدم قبولها أي مساس به.
وأضاف السيسي أنه يتعين تعزيز التكاتف العربي في المرحلة الراهنة، وذلك للبناء والتعمير وتحقيق المصلحة العربية المشتركة. ونوّه الرئيس بأن دعم التضامن العربي من شأنه حماية الدول العربية من الأخطار التي تهددها والتصدي لأية محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى العمل على استعادة الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب والمواجهات المسلحة.
كما تسلم الرئيس من الوزير السعودي رسالتين من خادم الحرمين الشريفين، تتضمن إحداهما الدعوة الموجهة للرئيس لحضور القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا اللاتينية التي تستضيفها الرياض خلال نوفمبر المقبل. أما الرسالة الأخرى فتتضمن إنشاء مجلس تنسيق مصري – سعودي للتعاون المشترك والارتقاء بمختلف أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات. كما اتفق الجانبان على تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين لتنعقد بشكل ربع سنوي بدلاً من عقدها كل عام، فضلاً عن إمكانية تكثيف وتيرة انعقادها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
أهمية الوصول لحلول سياسية لأزمات المنطقة
وتناول اللقاء الأوضاع الإقليمية في المنطقة، حيث توافقت الرؤى بين الجانبين بشأن مختلف القضايا الإقليمية التي تمت مناقشتها، وأكدا أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في تلك الدول توقف نزيف الدماء وتحافظ على كيانات تلك الدول ومؤسساتها الوطنية، وتصون سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها. وقد استأثرت الأزمة السورية بجزء مهم من اللقاء، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمة بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة وخيارات الشعب السوري من أجل بناء مستقبل البلاد، إضافة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، والبدء في جهود إعادة الإعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية بما يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ويشجعهم على الاستقرار فيه.