العظماء يرحلون جسداً، تظل روحهم ترفرف فوق حيواتنا، يخلفون عبقاً كطيب المسك، يخلدون سيرة عطرة وذكريات لا تنتهي، يظلون غيثاً وخيراً لا ينقطع، رحيلهم عن الحياة يزيدهم ألقاً وتوهجاً، يكبرون يوماً بعد يوم وهم في الحياة الأخرى، علمهم وفضلهم يبقى سراجاً، ينير حياة وذكريات أحبائهم، مشيهم بين الناس بالحب والخير يرفعهم درجات، أفضال الرجال لا تموت، وتركتهم الحسنة لا ترحل ولا تنتهي.
يعد الحاج أحمد المرشدي المولود في العام 1930، من أوائل المواطنين الذين التحقوا بالعمل في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالشارقة، بجانب أنه كان أول مؤذن بالإمارة، عاش ونشأ في الشارقة في عهد المغفور له بإذنه الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة السابق طيب الله ثراه، فقد عمل المرحوم في مسجد العويس منطقة الشرق ومسجد العسيلي ومسجد خان صاحب، منطقة النباعة ومساجد أخرى في الشارقة، وفاضت روحه، وهو لا يزال يدعو الناس إلى زرع المحبة والألفة والتآزر والتآخي ويحثهم على التمسك بالقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي.
كان المرحوم المرشدي يجمع الناس على المحبة والتآلف والتعارف والتراحم والتلاحم الأسري والمجتمعي، منشرح الأسارير، توسم محياه بسمة دائمة، وشيخاً ناسكاً ذو مبادئ عالية وثابتة، عنواناً للمودة والإحسان والجود في داره ومساره، نهر حسن وطيب لا ينضب، ما خاب محتاج ولا سائل اعترض طريقه أو كان قاصده، درس أنجاله الكرام تعاليم ديننا الحنيف من القرآن والسنة النبوية الشريفة، وعلمهم أخلاق أسلافنا وعاداتنا الأصيلة السمحة، وعلقوها طوقاً في رقابهم، يسيرون على نهجها ليكونوا أسوة حسنة، وهاهو ابنه قاسم أحمد المرشدي “سفير التواصل الاجتماعي” صاحب المبادرة الطيبة والتطبيق الهداف والبناء “شبكة المرشد الاجتماعية والإخبارية” التي تساهم في إرساء دعائم التآخي والتلاحم الأسري وتوثق روابط التواصل والتلاقي بين الشعوب، يواصل غرس والده الجليل، ويكمل في طريق معلمه الأصيل، لينطبق عليه المثل “هذا الشبل من ذاك الأسد” ويكبر نسخة مصغرة من والده المرحوم.
كادر
في رثاء المرشدي
تلقيت بالأسى والحزن وفاة المرحوم أحمد المرشدي
صبرنا في وفاة الفقيد بأنجاله الكرام وبالله العزيز الواحد
هذا قضاء الله في خلقه وبأقدار الله كلنا نقتدي
كان الفقيد نعم المربي وكان خير والد
تقلد الفقيد العمل بالمساجد وكان من الرواد وأحسن قائد
سارع الفقيد في تفريج الكروب وكان للفقراء مساعد
في هجعات الليل يظل الفقيد راكعا وساجد
وهذه مساجد الشارقة والأوقاف خير شاهد
اجتهد الفقيد في المساجد وأخلص فيها وكان رائد
ستبقى أخلاق المرشدي مثالاً ما تعاقب الليل والنهار للأبد
اجتهد في تدريس القرآن والسنة وتمسك بأصول العقائد
عاش الفقيد زاهداً وراضياً بالله رباً ولله حامد
ربنا أسكن فقيدنا جنة الفردوس مع الأنبياء وفيها خالد
د. محمد الصاحي الزعابي
كادر
مرحوم “ياأحمد” تربيت على سآس
الدين والوافي وحب نبيّه
مرحوم يالمرشدي بك يرفع الرآس
وطرواك له معنى وشيفه وحيّه
مواقفك لا ما تنحصى ابقرطاس
واعزومك تبقى على الحق مبنيّه
تشهد الشؤن لسلاميه وجملة الناس
واحكومة الشآرقه ابسيره وجيّه
مرحوم ياحمد ابكل مقياس
يا راعي الحكمة وصافي النيّة
حزت المحبة والتواصل على ساس
وارفعتها عند النجوم الثريّة
شواهدك باقية مثل شمس لشماس
ومعزتك عند الشيوخ قويّه
وايقول راعي المثل كلمآت واحساس
من خللف لا ما مات ارسومه بقيّة
وهذي اعيآله على النهج جلآس
على عهد والدهم في كل وحيّه
عليك حفظ الله هؤمالك الناس
وفي روضت للخلد روحه هنيّة
تمت وصلوا عد ما هب نسنآس
على شفيع الخلق رسول البريّة
الشاعر – إبراهيم علي إبراهيم البلوشي
كادر
في رثاء أبو قاسم
البارحة عقب العلوم الوكيدة
أصبح علي الصبح والجفن ما بات
الشيخ أبو قاسم علينا فقيده
وعلى الخليج وكل سبع الإمارات
وحياتنا بعده حياة زهيدة
وصدورنا فيها من الحزن ضيقات
خال نهج منهاج دين وعقيدة
وما يعترف بأهل البدع والخرافات
وارياه دايم كلبوها سديدة
حكيم راي ومن كبار المقامات
واليا بغيته فاللوازم وليدة
ما يعتذر لا حان وقت المهمات
ومتواضع وكل الصفات الحميدة
ما هيب تتجمّع سوى فيه بالذات
يالله عسى ربّ يغفر لعبيده
يغفر له ذنوبه وكل الخطيّات
صحيح مات وهو علينا فقيده
لكنّ ذكره باقي حي ما مات
الشاعر- سعد بن الأشول القحطاني