أعلنت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي – دبي للسياحة – عن أعداد زوّارها الدوليين خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث استقبلت الإمارة حوالي 8,36 مليون زائر لليلة واحدة، بنسبة نمو فاقت 3 بالمائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يعكس الدور الأساسي لقطاع السياحة في تحقيق النمو الاقتصادي للإمارة بشكل عام من خلال مساهمته الكبيرة في دفع عجلة إجمالي الناتج المحلي خلال العام 2020 وذلك باعتباره أهم الروافد الاقتصادية للإمارة وبالتالي ترسيخ مكانة دبي كأكثر المدن زيارة على مستوى العالم.
وفي تعليقه على هذه النتائج، قال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: “يعد قطاع السياحة أحد الركائز الأساسية لنمو وتنويع الموارد الاقتصادية في دبي، ونقيس نجاحنا بمدى قدرتنا على التقدم نحو تحقيق هدفنا والارتقاء بمكانة دبي لجعلها في طليعة المدن الأكثر زيارة في العالم، وذلك وفق الرؤية الطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”، ولذا فإن أولوياتنا تتمحور دائماً حول تعزيز الاستفادة من الفرص المتاحة وتمكين القطاع وتطوير قدراته حتى يتمكن من الإسهام بفاعلية في إجمالي الناتج المحلي وبصورة مستدامة. وتعتبر البيانات التي تم تسجيلها خلال النصف الأول من العام الجاري محفزاً رئيسياً لنا، كما أنها مؤشرٌ قويٌ على نجاح استراتيجيتنا في تنويع الأسواق المستهدفة ومواكبة تطلعات الزوار منها وذلك من خلال شبكة واسعة من العلاقات والشراكات في مختلف دول العالم، وكذلك شركائنا من القطاع الحكومي في دبي”.
وتستمر “دبي للسياحة” في حصد ثمار استراتيجياتها المخصصة للأسواق وحملاتها الترويجية التي تقام على مدار العام من خلال تحقيق نتائج ملموسة على مستوى الأسواق الرئيسية، وذلك في الوقت الذي زادت فيه جاذبية الإمارة كوجهة سياحية مميزة بفضل موقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين الشرق والغرب، ومن خلال ما تقدمه من عروض ومقومات سياحية تناسب مختلف شرائح الزوار من حول العالم. وما زالت الهند تحتفظ بموقعها المتقدم على قائمة الأسواق الرئيسية بعدد زوار بلغ 997 ألف زائر، وذلك على الرغم من تقليص القدرة الاستيعابية لرحلات الطيران من الهند، وتقلبات العملة المحلية. وفي الوقت الذي تستمر فيه دبي بالعمل على ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للزوار على مستوى العالم، تم إطلاق العديد من الحملات الترويجية الشاملة والمبتكرة في الأسواق الرئيسية بهدف تعزيز جاذبية الإمارة لدى الزوار من فئة العائلات والأزواج.
وانعكست جهود دبي بشكل ملحوظ في تعزيز حضورها لدى شرائح الزوار المتنوعة من الهند وذلك عبر نجاح برامجها المخصصة للسوق الهندية، ومن بينها النسخة الأخيرة من الفيلم الترويجي “كن ضيفي”#BeMyGuest، الذي حصد العديد من الجوائز العالمية المرموقة وهو بطولة نجم بوليوود العالمي شاروخان، وسجل 160 مليون مشاهدة في نسخته الثالثة في غضون أسابيع.
وعلى مستوى زيادة التدفقات السياحية إلى دبي من الهند، فقد ارتفعت نسبة الزوار من العائلات الهندية التي لديها أطفال بمقدار 10 نقاط، من 24 إلى 34 بالمائة، بما يسهم مباشرة في زيادة إجمالي الناتج المحلي نظراً لزيادة الانفاق. وتؤكد “دبي للسياحة” على التزاماها تجاه السوق الهندية من خلال التعاون الوثيق والاستراتيجي مع مجموعة من أكبر الأسماء التجارية في قطاع السياحة عبر أكثر من 30 شراكة تجارية تم إبرامها في السوق الهندية خلال النصف الأول من العام 2019 وحده، ومن بينها شراكات مع “توماس كوك”، و”كوكس أند كينج”، و”أس أو تي أس”، ووكالات السفر الإلكترونية مثل “ميك ماي تريب”، و”جويبيبو”.
وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بنسبة نمو بلغت 2 بالمائة على أساس سنوي، بعدد زوار بلغ 755 ألف زائر خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وسجلت نمواً ملحوظاً بنسبة 4,9 بالمائة خلال عطلة عيد الفطر، ما يشير إلى استمرار دبي في الحفاظ على جاذبيتها للعائلات السعودية والشباب.
وتحظى دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية خصوصاً، بالأولوية على جدول أعمال استراتيجية “دبي للسياحة” باعتبارها أسواقاً رئيسية، حيث واصلت الدائرة جهود توطيد علاقاتها مع قطاع السياحة في النصف الأول من العام 2019، لا سيما عبر البرامج الموحدة للتسويق والترويج والمبيعات. بالإضافة إلى تنفيذ رحلات تعريفية في دبي لكبار وكلاء السفر ومنظمي الرحلات السياحية من المملكة العربية السعودية، حتى يتمكنوا من تطوير برامج سياحية مخصصة لعملائهم. وفي هذا الإطار أبرمت -دبي للسياحة- شراكة استراتيجية مع “مجموعة سيرا”، إحدى الشركات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال تقديم خدمات السياحة والسفر لإطلاق مبادرات تهدف إلى تعزيز نمو أعداد الزوار من المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
احتفظت المملكة المتحدة بمركزها الثالث بعدد زوار بلغ 586 ألف زائر، على الرغم من توجه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي وانخفاض قيمة الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي مما أثر على حركة المسافرين من هذا البلد. وعلى الرغم من ذلك، حافظت دبي على جاذبيتها لدى شريحة الأزواج الذين مثلوا 56 بالمائة من الزوار، والعائلات التي مثلت نسبة 20 بالمائة، بزيادة وصلت إلى 3 بالمائة بالمقارنة مع النصف الأول من العام 2018. وبما أن الشريحتين تحظيان بتركيز كبير ضمن استراتيجية “دبي للسياحة” في سوق المملكة المتحدة، فإن النتائج تشير إلى نجاح نهج الحضور الدائم لدبي عبر الحملات الموسمية والترويجية المتخصصة، والاتفاقيات التي يتم إبرامها مع شركاء الدائرة في السوق البريطانية. ومن بين أبرز الأنشطة الترويجية التي تم تنفيذها خلال النصف الأول من العام الجاري حملة “فقط في دبي” بالتعاون مع ريد بُل لنشر مقطع فيديو ترويجي بالتعاون مع بطل استعراضات الدراجات الهوائية الشهير كريس كايل، والذي يظهر فيها النجم وهو يتجول بين العديد من معالم دبي الشهيرة، وقد سجل المقطع حوالي 5 ملايين مشاهدة خلال أسبوع واحد.
وتواصل دبي في استقطاب الزوار الصينيين بأعداد متنامية حيث وصلت نسبة الزيادة خلال النصف الأول من العام الحالي إلى 11 بالمائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغ عدد الزوار حوالي 501 ألف زائر صيني، ما يعكس نجاح استراتيجية “جاهزية دبي لاستقبال الزوّار الصينيين” التي جرى تطبيقها على مستوى المدينة لتنمية حصة الإمارة في واحدة من أكبر الأسواق المصدرة للزوار عالمياً. وتقوم هذه الاستراتيجية على ثلاثة ركائز، هي: البرامج التوعوية الموجهة مباشرة للزوار، وتخطيط رحلات مخصصة للزوار بالتعاون مع شركاء القطاع في الصين، بالإضافة إلى تعزيز تجربة الزيارة داخل المدينة وجاهزيتها لاستقبال الزوّار الصينيين، وتواصل دبي للسياحة تعزيز علاقاتها الثنائية من خلال العديد من الحملات الترويجية المصممة خصيصاً للزوار الصينيين وتقديم تجارب لا تنسى لهم في المدينة. ومن بينها اعتماد تطبيق البرنامج المصغّر “وي تشات”، والذي يعد أحد أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية في الصين، حيث تم العمل مع شركاء القطاع لتسليط الضوء على الوجهات السياحية الشهيرة في المدينة مثل برج خليفة. ويتيح التطبيق للمستخدمين الوصول إلى جميع المعلومات المتعلقة بأعلى برج في العالم وحجز تذاكر لزيارته. وتم إدخال المزيد من التحديثات على هذا البرنامج، وإعادة إطلاقه تحت اسم “مساعد دبي المصغّر”، والذي يقدم للزوّار من الصين إمكانية الاختيار من بين 10 جولات رقمية تشمل مجموعة من أبرز المواقع في دبي عبر هواتفهم الذكية. وهي الجولات الرقمية التي تسهم في توسيع قدرات المدينة وسهولة وصول الزوار إلى معالمها في إطار استراتيجية “جاهزية دبي لاستقبال الزوّار الصينيين”.
هذا بالإضافة الى التعاون مع منصة الدفع الإلكتروني “علي باي” التابعة لعملاق التجارة الإلكتروني الصيني “علي بابا”، ومنصة فليجي، وكذلك الشراكة التي أُبرمت مؤخراً مع منصة “تيك توك” لإطلاق أنشطة ترويجية. وعلى مستوى تطوير الكوادر البشرية العاملة في قطاع السياحة، أطلقت كلية دبي للسياحة في النصف الأول من هذا العام برنامجاً تدريبياً للموظفين الذين يتعاملون مع الزوار في مختلف القطاعات في دبي لضمان تقديم تجارب استثنائية للزوار الصينيين، الأمر الذي ساهم في الارتقاء بقدرات المدينة لتكون وجهة مفضلة للزوار الصينيين.
وجاءت السوق العُمانية التي تعتبر من أسرع الأسواق الرئيسية نمواً، في المركز الخامس، حيث حققت زيادة قوية بنسبة 28 بالمائة مع عدد زوار وصل إلى 499 ألف زائر، في دليل واضح على قوة تأثير الحملات والجهود الترويجية التي تطلقها -دبي للسياحة- في منطقة الخليج بشكل عام والسلطنة بصفة خاصة. لا سيما وأن دبي تعد وجهة رئيسية للزوار الخليجيين خصوصاً خلال موسم الأعياد. وبهدف الحفاظ على جاذبية وحضور دبي لدى الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي، تنظم (دبي للسياحة) سلسلة من الحملات الترويجية المستمرة التي تعرض محتوى مخصصاً لكل سوق. ومن بين هذه الحملات إطلاق حملة #ThisisDubai عبر منصة “تيك توك” العالمية لدعوة المستخدمين في دول مجلس التعاون الخليجي لمشاركة ما لديهم من قصص فريدة حول زيارتهم إلى دبي، وذلك للحصول على فرصة للفوز بعطلة رائعة في الإمارة. وقد نجحت الحملة في اجتذاب نحو 10 آلاف مقطع فيديو حققت أكثر من 30 مليون مشاهدة خلال وقت قصير.
وتمكنت دبي من الحفاظ على جاذبيتها بالنسبة للزوار الروس، حيث جاءت روسيا في المركز السادس بنحو 375 ألف زائر، وذلك استكمالاً للنجاحات التي تحققت في عام 2018 بناءً على ما تم طرحه من إجراءات مُيَسّرة للحصول على تأشيرة دخول لمواطني روسيا الاتحادية. وفي سياق متصل، تم ولأول مرة إنتاج فيلم دعائي بأسلوب تلفزيون الواقع بعنوان “إلى دبي مع الحب” بمشاركة خمسة من الأزواج المشاهير الذين قدموا للمشاركين في الفيلم أمثلة عن كيفية قضاء عطلة رائعة في دبي للمتزوجين حديثاً. وحققت المسابقة زخماً جماهيرياً كبيراً بين المشاركين، حيث عاد 60 زوجاً من المشاركين في المسابقة إلى دبي لقضاء يوم عيد الحب في 2019. وواصلت “دبي للسياحة” برامجها الترويجية خلال الفترة من شهر فبراير إلى فصل الربيع، والتي تضمنت رسائل مصممة خصيصاً لتوعية الزوار الروس بمقومات دبي السياحية، وذلك ضمن الحملة الموسمية التي تستهدف منطقة أسواق أوروبا وروسيا ورابطة الدول المستقلة.
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز السابع بعد روسيا بنحو 329 ألف زائر بارتفاع طفيف من 327 ألف زائر العام الماضي، مدعومة بجهود تسويقية وتأسيس علاقات شراكة جديدة مع خمس شركات متخصصة في مجال السفر والسياحة في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من العام 2019، وذلك لتعزيز الوعي بإمارة دبي والترويج للباقات السياحية والصفقات الخاصة التي تقدمها لزوارها من الولايات المتحدة.
ومن ثم جاءت ألمانيا في المركز الثامن بنسبة نمو 5 بالمائة وبعدد زوار وصل إلى 316 ألف زائر، تلتها باكستان في المركز التاسع بنسبة نمو وصلت إلى 3 بالمائة من خلال 253 ألف زائر، فيما قفزت الفلبين ثلاثة مراكز دفعة واحدة لتصبح بالمرتبة العاشرة من خلال 216 ألف زائر بنسبة نمو بلغت 29 بالمائة وهي تُعتبر الآن من أسرع الأسواق الناشئة نمواً هذا العام.
وفيما يخص النتائج وفقاً للمناطق الجغرافية، برزت دول أوروبا الغربية في النصف الأول من العام 2019 كمساهم قوي في أعداد الزوار لليلة واحدة بنسبة 21 بالمائة، وفي هذا السياق حققت السوق الفرنسية نسبة نمو وصلت إلى 10 بالمائة، بينما وصلت نسبة النمو من السوق الإيطالية إلى 5 بالمائة، والهولندية 1 بالمائة. كما بلغت نسبة الزوار من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي 18 بالمائة ودول جنوب آسيا 16 بالمائة. وشكلت منطقة شمال وجنوب شرق آسيا ما نسبته 12 بالمائة، الأمر الذي يعكس الاهتمام المتنامي في تلك الأسواق إزاء دبي.
وحافظت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على معدّل نمو ثابت بلغ 10 بالمائة، حيث جاءت السوق المصرية على وجه الخصوص في المرتبة الـ 13 بنسبة نمو وصلت إلى 10 بالمائة، أما منطقة رابطة الدول المستقلة ودول أوروبا الشرقية وروسيا فقد سجّلت نمواً بنسبة 9 بالمائة. وساهمت الأمريكيتان الشمالية والجنوبية بنسبة 7 بالمائة وأفريقيا بنسبة 5 بالمائة، فيما سجلت الأخيرة أسرع نسبة نمو من منطقة واحدة تجاوزت 9 بالمائة.
وقد تعزز الحضور الأفريقي من خلال الأرقام المضاعفة التي سجلتها السوق النيجيرية كواحدة من أسرع الأسواق الناشئة نمواً بنسبة 28 بالمائة، وبذلك تدخل للمرة الأولى ضمن أكبر 20 سوقاً مصدرة للزوار في النصف الأول من العام الحالي. وبلغت نسبة الزوار من منطقة استرالاسيا 2 بالمائة، في إشارة إلى جاذبية دبي كمحطة مفضلة للتوقف بالنسبة للمسافرين العابرين إلى مناطق بعيدة.
وشهدت الفترة بين شهري يناير ويونيو 2019 افتتاح العديد من الفنادق لتعزيز قدرات قطاع الضيافة في دبي ومواكبة تطلعات الزوار ومن بينها فندق “ستوديو ون” و”روف آت ذا بارك” في منتزه “دبي باركس آند ريزورتس” وفندق “فيدا إيمارتس هيلز” إلى جانب “ورلد أوف أستوريا” في مركز دبي المالي العالمي وفندق “دبليو” في النخلة جميرا و”بريمير إن” في الجداف.
وبلغ متوسط الإشغال في فنادق دبي خلال النصف الأول من العام الجاري 76 بالمائة، حيث سجلت المنشآت الفندقية 15,71 مليون ليلة سياحية خلال الفترة ذاتها بنسبة زيادة 5 بالمائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبلغ إجمالي عدد الغرف الفندقية في دبي 118,345 موزعة على 714 منشأة فندقية، حتى نهاية شهر يونيو 2019 بنسبة زيادة 6 بالمائة، ما يعكس ثقة المستثمرين الكبيرة بالقطاع السياحي. كما يدل هذا التناغم بين العرض والطلب على الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار الدوليين الذين يفضلون الإقامة في الفنادق ما يؤكد على أن قطاع الفنادق في دبي لا يواكب فقط الزيادة العددية، وإنما يتماشى مع احتياجات الزوار المتنوعة.
وشكلت الفنادق الفاخرة من فئة الخمس والأربع نجوم 34 بالمائة و25 بالمائة على التوالي من إجمالي عدد الغرف الفندقية المتاحة في الإمارة، ومثلت الفنادق من فئة النجمة الواحدة إلى ثلاث نجوم نسبة 20 بالمائة. فيما كانت نسبة الشقق الفندقية بكافة فئاتها الفاخرة والفخمة والعادية 21 بالمائة.