وضعت سيدة طفلة من رحم زُرع في جسمها بعد الحصول عليه من واهبة متوفاة، في واقعة طبية هي الأولى في أمريكا الشمالية والثانية على مستوى العالم.
وأعربت الدكتورة أوما بيرني، استشارية طبّ الأجنّة والأمومة في مستشفى «كليفلاند كلينك»، عن فخرها بالإنجاز الكبير، واصفةً صحة الأم وطفلتها بأنها رائعة، ومؤكدة أن كلّ شيء في الولادة سار على ما يُرام، لكن الطبيبة الاستشارية شدّدت على أن الأمر لم يتجاوز بعدُ حدود الدراسة والبحث الطبيين، لافتةً إلى أن مجال زراعة الرحم «يتطور بسرعة»، وأن «من المثير للاهتمام رؤية الخيارات المتاحة أمام المرأة في المستقبل».
وحدثت عملية زراعة الرحم وولادة الطفلة من الرحم المزروعة ضمن تجربة «إكلينيكية» مستمرة تُجرى في المستشفى تحت عنوان زراعة الرحم لعلاج عقم نجم عن عوامل متعلقة بالرحم، ما يتيح الأمل للنساء غير القادرات على الإنجاب في جميع أنحاء العالم من جرّاء عوامل تتعلق بالرحم. وتتأثر حالة واحدة من كل 500 امرأة في سن الإنجاب بجميع أنحاء العالم بهذه الحالة التي لا يمكن علاجها.
ففي يونيو الماضي، وضعت المرأة مولودتها بعملية قيصرية تحت إشراف فريق بحثي مؤلف من اختصاصيين في الجراحة وزراعة الأعضاء، والتوليد، وأمراض النساء، والخصوبة، وطب حديثي الولادة، والأخلاقيات الحيوية، والطب النفسي والتمريض، والتخدير، والأمراض المعدية، والأشعة التداخلية، ودعم المرضى والعمل الاجتماعي، وكانت الرحم زُرعت بعد الحصول عليها من واهبة متوفاة في أواخر عام 2017 وأصبحت الأم، وهي في منتصف الثلاثينيات من عمرها، حاملاً من خلال الإخصاب المختبري في أواخر العام الماضي.
وقال الدكتور أندرياس تزاكيس، جرّاح زراعة الأعضاء في المستشفى، إن عملية الولادة تمّت بطريقة طبيعية تماماً، مضيفاً أن الهدف من خلال هذا البحث يكمن في جعل هذه الحالات غير المألوفة عادية لدى النساء اللواتي يخترن هذا الحلّ، ونحن ممتنون لواهبي أعضائهم وعائلاتهم، فقد سمح كرمهم بتحقيق حلم مريضتنا بأن تُرزق بمولودة صحتها جيدة.
وأشار الدكتور توماسو فالكوني، أستاذ أمراض النساء والولادة في المستشفى، إلى أنّ الطبّ يتطوّر باستمرار، معرباً عن فخره بأن يكون جزءاً من فريق طبي مكرّس لرعاية المرضى رعاية متميزة، والإسهام في إحداث التقدّم في مسيرة التطوّر الطبّي، وقال: «تعكس التجربة الإكلينيكية تقاليد «كليفلاند كلينك» العريقة في الابتكار بالطبّ الإكلينيكي، وقد كان العمل الجماعي الذي تطلّبه هذا الإنجاز رائعاً».
ومنذ أن بدأت «كليفلاند كلينك» التجربة الإكلينيكية، أكمل الفريق 5 عمليات لزراعة الرحم، 3 منها كانت ناجحة فيما أدت 2 إلى استئصال الرحم. وحالياً، تنتظر امرأتان الخضوع لعملية نقل أجنّة، في حين يتمّ إدراج مرشحات أخريات لعمليات الزرع.