الوطن هو المكان الذي يولد فيه الشخص ويعيش فيه، وفي بعض الأحيان فإن الشخص ينتمي إلى المكان الذي يستقر فيه، فالإنسان يحب التواجد والعيش ضمن جماعاتٍ منظمةٍ، ولا يستطيع أن يبقى وحيداً، لذلك فأين ما استقر فإنه يبدأ بإنشاء مجتمعاً يقوده القوانين والأنظمة التي تساعد على حفظ الأمن والحقوق، وتساهم في توزيع الواجبات، ويقدم الوطن الهوية لأفراده التي تمكنهم من عبور دول العالم بسهولةٍ ومن دون تعقيدٍ، وقد لا يشعر بقيمة الوطن إلا من تركه وأصبح لاجئاً لا مكان يأويه، فترى مثل هؤلاء الأشخاص ينصحون من هم حولهم بضرورة الحفاظ على أوطانهم والابتعاد عن الانصياع خلف النداء الذي يقود لتضييعه منهم، فمثلاً نرى الشعب الفلسطيني ما زال إلى الآن يحاول تحرير وطنه حتى لو كان يعيش خارجه، كما أن من اضطر للسفر والاستقرار في بلدٍ آخر يحاول دائماً إيضاح أهمية الوطن والانتماء له.
يحتاج الوطن من مواطنيه الدفاع عنه والقيام بكل ما يفيده ويحافظ عليه، والابتعاد عن كل ما يسبب له الدمار، وكذلك المحافظة على ممتلكاته والمرافق العامة التي يسخرها لمصلحة أفراده، والمحافظة على الأموال العامة فيه، والابتعاد عن الفساد والسرقة التي تؤدي إلى ضياع مقدراته وثرواته، بل على المواطن زيادة قدراته وعلمه من أجل النهوض بوطنه وإيصاله إلى المراتب العليا، وتحقيق التقدم وتطوير التكنولوجيا الموجودة فيه للارتقاء به بين البلاد المتقدمة.
حب الوطن، حب انغرس فينا منذ الصغر ولا زال ينغرس في قلوب أطفالنا لنرى من هم أكبر منا سناً ونتعلم منهم كيف هو الحب الحقيقي في تضحيتهم بأرواحهم فداءً للوطن. لذلك يعتبر الوطن محفظة الروح، هو ذاك الهاجس الجميل الذي تحمله في زوايا القلب، غبار أمتعتك، وخبايا أنفاسك. لِتُغمض عينيك وتشعر بفيضانات الحنان والحب والرضا. هو أن تسكنه ويسكن قلبك. حتى وإن قسا عليك فلا مفر منه إلا إليه.
نعبر عن حبنا لوطننا المعطاء بالمحافظة على هويته، والتمسك بقيمه ومبادئه وأصالته، وترسيخ سماحته، وتعزيز ثقافته، والتحلي بوسطيته، والتجمل بالخلق الحميد، والسلوك الرشيد، فالأخلاق خير زينة، ولباس التقوى ذلك خير، لنكون بذلك خير سفراء لوطننا أينما كنا، فلا يأخذ الزائر والمقيم عن وطننا إذا تعامل معنا إلا أفضل انطباع، فإذا رجع إلى وطنه ذكر عن وطننا كل جميل، وإذا سافرنا إلى مكان عبَّرنا عن حبنا لوطننا في سلوكنا وتعاملنا، فنرسم عنه في المجتمعات أجمل التصورات، ونلتزم التعامل الراقي في مختلف المواقف والحالات، فمكارم الأخلاق من أبرز محاسن الإسلام، وقد بُعث نبينا عليه الصلاة والسلام لإتمامها، وأمر بالتزامها، ووعد على ذلك بأرفع الدرجات، وتحرص دولتنا على تعزيز التربية الأخلاقية، لكبير أثرها، وعظيم ثمرها.
أن النهوض بهذا الوطن الذي تحمل قيادته رؤية طموحة تتجاوز أن يكون في مصاف الدول المتقدمة في العالم كما هو حاصل الآن إلى أن يصبح أفضل هذه الدول في الذكرى المئوية لتأسيسه، يتطلب جهود كل أبنائه دون استثناء، فتحقيق مثل هذا الهدف العظيم لن يكون بالأمر اليسير ولكنه في الوقت نفسه ليس مستحيلاً إذا ما خلصت النيات، وتضافرت جهود كل أبناء الشعب، وقام كل واحد أيا كان موقعه بواجبه وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقة على أكمل وجه، كما أكد ذلك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عندما قال “المعنى الكامن في مبادرة صندوق الوطن هو أن كل فرد في المجتمع عليه مسؤولية تجاه مجتمعه ويمكنه الوفاء بها بصرف النظر عن إمكاناته أو مجال عمله لأن خدمة الوطن مجال فسيح يتسع للجميع”.
نعبر عن حبنا لدولتنا الإمارات بتعدد انجازاتها، والافتخار بنجاحاتها، والمحافظة على مكتسباتها، فالإمارات دولة فتية شامخة أبية، هي أرض الإنجاز، وصانعة النجاح بامتياز، أسستها قلوب جمعتها الوحدة والتلاحم، وأرواح ظللها التكاتف والتراحم، وغدت تاج فخر أهلها، وأينعت فيها حدائق السعادة، وارتفعت فيها صروح الريادة، وجرت فيها جداول التسامح، وفاح فيها عبير التعايش، وأضحت واحة الأمان، ومنبر الوسطية والإيمان، ومنارة التسامح والإحسان، وأرض البطولة والشجعان، وأطلقت منذ يومها الأول عجلة النماء والتطور، فدارت سريعاً، وأنجزت كثيراً، وهي حبلى بكل جديد، لتغدو الإمارات كنموذج رائد في النهضة والبناء والشموخ، حفظ الله دولتنا، ووفق قادتنا، وأدام علينا الخير والازدهار بفضله وكرمه.
بقلم: محمد عبدالمجيد على
1 التعليقات
عبدالله
2019-06-13 at 2:45 ص (UTC 4) رابط التعليق
طيب واذا كان “وطنك” يساهم بدور رئيسي في تدمير “وطن” غيرك، أليس من حق الشعوب شتم “وطنك” بل ولعنه صباح مساء؟!
(1) (0)