د. محمد المعينى : الإمارات وضعت حلولا جذرية لمشكلات الماء والطاقة لنشر مبادئ السلام والأمن والإستقرار بين شعوب
انطلقت اليوم فى العاصمة الطاجيكية دوشنبه فعاليات المؤتمر الدولى حول دبلوماسية الماء والطاقة تحت شعار ” الماء يجمعنا ” وينظمه المعهد الدولى للدبلوماسية الثقافية بدبي بالتعاون مع وزارة الطاقة والموارد البشرية الطاجيكية ، ومنظمة الأمن والتعاون الدولي بأوروبا والسلك الدبلوماسى فى جمهورية طاجيكستان، إستمر المؤتمر على مدى يوم واحد وذلك بحضور النائب الأول لوزير الطاقة والموارد البشرية الطاجيكية سلطان رحيم زاده وعدد من الخبراء والمهتمين بالمياه والطاقة من وفود عربية وأجنبية ، بالإضافة إلى عدد كبير من العلماء والخبراء والمختصين في الشؤون المائية من مختلف أنحاء العالم. وقد شارك فى هذا المؤتمر من دولة الإمارات العربية المتحدة عدة وزارات ومؤسسات حكومية وغير حكومية منها وزارة الطاقة والصناعة ، ومؤسسة وطنى الإمارات ، ومركز لانتانا للفنون بأبوظبي ، وجمعية الإمارات للانترنيت الآمن ، ومن دولة البحرين شاركت مؤسسة زرى العالمي للاستشارات بالإضافة إلى خبراء من سلطنة عمان.
طرح المؤتمر عدة محاور هامه حول المياه من أجل التنمية والإستدامة، وسلط الضوء على دبلوماسية الماء لمعالجة المشكلات ووضع حلول جذرية لقضايا الإجهاد والأمن المائي التى تواجهه دول العالم . ودور القانون الدولى فى توزيع المياه توزيعا عادلا ، والتعاون الاقليمي في آسيا الوسطى بشأن قضايا المياه والسياسة التى تنتهجها جمهورية طاجيكستان نحو ممارسات المياه على المستوى الوطنى والاقليمى.
يهدف مؤتمر المياه والطاقة إلى خلق دبلوماسية سلمية فى التعاون بين الدول ووضع حلول مبتكره من اجل التعايش السلمي بين الشعوب، لنشر الأمن والسلام وتعزيز العلاقات على الصعيد الدولي وتحقق الأهداف المرجوة فى مجال المياه والطاقة والتنمية المستدامه.
بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية الأولي فى المؤتمر بكلمة لمعالى وزير الطاقه الطاجيكى القاها نيابة عنه سعادة سلطان رحيم زاده النائب الاول لوزير الطاقة والموارد البشرية ، تحدث فيها عن أهمية هذا المؤتمر من الناحية الإستراتيجية لدولة طاجيكستان وقال لقد اعتمدت دولة طاجيكستان فى اليوم العالمى للمياه العمل بالعقد الدولى ” المياه من اجل الاستدامه والذى بدأ العمل به منذ 2018 وحتى 2028 والذى تم اعتماده فى العام الماضى. وأكد أن الماء يوحدنا فنحن جميعا شركاء فى المياه ولنا حق الحياه، وأن هذا المؤتمر سيجعل الفرصه متاحة لتعزيز التعاون المشترك بين دول المنبع والمصب والاستفادة من تجارب الآخرين من أجل تنمية مستدامة وتبادل الخبرات في مجال أداره الموارد المائية ومصادر الطاقة المتجددة. وأشاد رحيم زاده خلال المؤتمر بمكتب برنامج المنظمة الدولية الاوروبية في طاجيكستان والمعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية في الامارات العربية المتحدة علي اعداد ودعم العقد الدولي للعمل “المياه من أجل التنمية المستدامة” ، 2018-2028 في اليوم العالمي للمياه.
كما تحدث الدكتور محمد كامل المعينى رئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بدبي عن أهمية المياه فى نشر السلام والامن والاستقرار بين بلدان العالم فالمياه حق مكتسب لكل انسان في الحياة، والقاسم المشترك بين شعوب العالم فعليها تقوم الزراعة والصناعة ومنها تنتج الطاقة وتستدام التنمية .. وأكد المعينى أن مشكلات الماء خلقت وعي لدى الشعوب بأهمية ايجاد حلول دبلوماسية يستوجب على العالم الأخذ بها لحل النزاعات بين الدول، فبدلا من ان تكون الماء سببا للحرب والدمار تصبح مصدرا للرخاء والتنمية ..
موضحا بأن الخلافات حول هذا الأمر في كثير من البلدان على الرغم من وجود القوانين الدولية المنظمه لتوزيع المياه وتحسبا لتلك الخلافات فقد اطلقت دولة طاجيكستان ” العقد الدولى ” الماء من أجل الاستدامه 2018 / 2028 واسهمت فى تعميق مفهوم دبلوماسية الماء والقوة الناعمه لجذب الأطراف إلى عملية ادارة الموارد المائية في تنفيذ المشاريع التنموية وتوظيف تكنولوجيا حديثة ومبتكره من اجل تنمية مستدامة خاصة وانها تمتلك 60% من المياه فى آسيا الوسطى ..
وقال أن التغير المناخى يؤثر سلبا على كميات موارد المياه العذبة وجودتها مما يؤدى إلى تعريض بلدان ومناطق مختلفة من العالم إلى شح المياه وندرتها وينذر بوضع بيئى مثير للقلق ومن المتوقع أن تعاني 30 دولة على مستوى العالم من ندرة المياه فى العام 2025 منها 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، كما يعانى اليوم أكثر من 2 مليار شخص فى العالم من شح المياه ووفقا لتوقعات الخبراء فإنه بحلول عام 2050 يمكن أن يصل الرقم إلى 5 مليار شخص اى ما يعادل نصف سكان العالم .. ووفقًا لما ذكرته الأمم المتحدة حول أزمة المياه في العالم, فإن أكثر من 750 مليون شخص في العالم لا يحصلون على مياه الشرب الآمنة . وفى ظل النمو السكانى المتسارع الذي يفرض تحديات فى الضغط على الموارد المائية الأمر الذى يؤثرعلى العلاقات بين الدول ويؤثر على الزراعة والاقتصاد بشكل عام مما تنذر بعواقب وخيمة ..
مشيرا إلى أن دولة الإمارات وضعت حلولا جذرية لمشكلات الماء والطاقة ساعية بذلك إلى نشر مبادئ السلام والأمن والإستقرار بين شعوب العالم، وأسست لمنهج علمي متكامل في مجال البيئة لمعالجة قضايا الندرة والجودة، كتسخير طاقة الرياح والشمس، واستحداث وسائل تقنية متطورة وترشيد الاستهلاك ووضع استراتيجيات متكاملة ودعم وتعزيز المؤسسات الحكومية وحماية الهواء من التلوث ومكافحة التصحر والقيام بزراعة النخيل وإقامة محطات تحلية مياه البحر بإستخدام التكنولوجيا للحصول على مياه عذبه..
وعلى الجانب الاخر فقد تحدث الدكتور جمال السعيدي الناشط فى مجالات اقتصادية وتنمية الموارد البشرية ورئيس مجلس ادارة مركز تدريب القاده قائلا : أن المنطقة العربية تعانى من ندرة المياه وعلى الرغم من أن مصر والعراق وسوريا من دول المصب عليها أن تبحث عن استثمارات جديده فى المياه لتحقيق الامن الغذائى والمائى . واضاف أن دول الخليج تفتقد الى هذه المصبات وتعانى من نضوب المياه الجوفيه فقد إتجهت إلى عمل احتياطات كبيره لتحقيق الامن الغذائى والمائى من خلال إقامة محطات تحلية مياه البحر ، وترشيد استهلاك المياه لمواجهة التصحر وشح المياه نتيجة التغيرات المناخية وذوبان التكتلات الجليدية فى العالم بشكل كبير وجعل مخزون المياه يتغير فى بعض الدول ..
وأوضح السعيدي أن إهتمام وزارة البيئة والتغير المناخى بالدولة بزيادة مصادر المياه لمجابهة خطر شح المياه فقد عملت على بناء السدود واتباع أنظمة الري الزراعي الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا و زراعة النباتات المتحملة للجفاف و الملوحة ، وتولي الإمارات اهتماماً بالمشاريع الإبتكاريه الهادفة إلى تحقيق الاستدامة كمختبر الذكاء الاصطناعي الذي يستهدف رصد التغييرات المناخية وتحديد مواقع تركيز الطاقة الشمسية ورصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات الهواء في الدولة وتحديد مستوى جودة المياه .. وأشار أن الماء يمس كل انسان موجود على الكرة الارضية، وما يحدث من احتباسات حرارية وما يصير فى منطقة الخليج يوثر على ندرة المياه وتلوثها وفى اعتقادى ان دولة الامارات بشكل خاص لديها خطط استراتيجية مع وزارة البيئة والتغير المناخى مستمده من رؤية الشيخ محمد بن راشد الى 2071 وبالتالى نتحدث عن 52 عام قادمة من الامن الغذائى والمائى فالماء كان سببا فى صراعات وحروب ولا زال لانه مصدر الحياه . مشيرا إلى أن الامارات منذ القديم لازالت تمد يدها للسلام والتسامح فى كل المجلات ليس حصرا موضوع المياه ولكن فى كل المجالات وهناك خطط لدى وزارة البيئة والتغير المناخى برؤية الدولة فى عام التسامح لتحقيق الامن المائى والدفع بإستثمارات جديده فى هذا المجال ..
وطرحت فرح البستكى رئيسة لانتانا للفنون بدولة الامارات والحاصلة على ماجستير الفنون والمتاحف من جامعة السربون بباريس عمل متحف عن المياه يوثق لكل ما هو مرتبط بالمياه من اغاني شعبية واحتفالات والاغاني الفلكلورية والتاريخ الفنى لحفظ تراث المياه من خلال القصص والذكريات حتى يتذكرها الاجيال القادمه قائلة : أن المتحف يعمل على توثيق الماضى والحاضر وارتباط الانسان بالماء ويساهم فى صنع المستقبل من خلال وسائل تعليمية متطورة وقصص اندثرت ولم تعد معروفه لدى الاجيال الجديده مثل قصة البحيرات السبعة أو بحيرة اسكندر وايجاد حلول لمشاكل المياه من خلال برامج تقدمها المتاحف بشكل يتناسب مع التطور بالاضافة الى نماذج من متاحف المياه بالعالم
وقالت زهره باقر الرئيس التنفيذى لمركز زرى العالمي للاستشارات بالبحرين : أن المياه ستظل صمام السلم والأمن الدوليين وحق من حقوق الإنسان الحتمية ومسار من مسارات التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الصراع والتعاون بين دول الجوار في ظل التحديات المتنامية للمياه التي هي ضرورة مطلقة فى استدامة الإنسان وبقاءه فلا يمكن أن يكون هناك نشاط بشرى دون استخدام المياه ..
وتحدثت منى موسى بالعلاقات الدولية فى مؤسسة وطنى الامارات وقالت أن وطنى مؤسسة وطنية من مؤسسات النفع العام تركز على الهوية الوطنية والمواطنه الصريحه والقيم الاماراتية وتعزيزها داخل وخارج دولة الامارات بين جميع الاجناس والاديان ..
واضافت ان مشاركتى فى هذا المؤتمر كان الهدف منه عرض بحث عن البيئة والاحتمالات التى يمكن ان يتعرض لها الافراد من جراء لو سمح الله حدوث اى تسريبات من مفاعلات نووية موجودة حول منطقة الخليج والتأثيرات الاقتصادية والصحية والبيئية واثر ذلك على تلوث المياه فى الخليج ..