|  آخر تحديث مارس 17, 2019 , 20:39 م

“أيها الظالمون .. رويداً رويداً


“أيها الظالمون .. رويداً رويداً



من الملاحظ فى أحوال الناس اليوم نرى أمرا عجبا من ظهور الظلم وتفشيه وتكشيره عن أنيابه .. وتمر على أنظارى وبحياتى حالات مرعبة من الظلم الظاهر والبين بين الناس وبعضها البعض والتى يقف المرء أمامها محتارا يضرب كف على كف من وصول الناس إلى هذا الحد من السوء والبشاعة .
ظلم الناس للناس من موجبات غضب الله تعالى وسخطه ، فهو الذى حرم الظلم على نفسه وتوعد الظالمين شر وعيد .. فالظلم بين الناس درجات ، فليس من ظلم وندم وطلب العفو .. كمن ظلم واستمر فى ظلمه فطغى .
فأصبح الظلم شئ عادى فى هذا المجتمع ، بل أصبح عادة الطواغيت وسنتهم وأصبح غاية بعض الحكام ووسيلتهم.
فهذا زوج يظلم زوجته ولا يبالى ..
وهذه زوجه تظلم زوجها ولا تبالى ..
وذاك آب لا يلقى بالا للظلم الذى يقع على أبناءه..
وآخ يظلم أخته ..
ومرؤوس يظلم مرؤوسيه ..
وتاجر يظلم من أستأمنه على ماله ..
وكبير يظلم من هو دونه ..
وهكذا تكبر الدائرة وتتضخم فإلى هؤلاء أوجه هذه الكلمات ، أيها الظالمون :
لا تظلم أحد إذا ما كنت مقتدرا .. فالظلم آخره الندم .
تنام عيناك والمظلوم منتبه .. يدعو عليك وعين الله لم تنم ابدا ولا تغفل عما يعمل الظالمون .
الظلم يجعل الإنسان يتجاوز حدودة ، وإستطالته بالجود على غيره ودون وجه حق وهو إحدى طبائع النفس البشرية الآمارة بالسوء ، فتظهره القوة – ويخفيه الضعف .
ولكن نسى الخلق أن الله سبحانه وتعالى حذر من الظلم أشد تحذير وبين آثاره وعواقبه ونتائجه المدمرة على الفرد وعائلته والتى تقع على أعز ما يملك الظالم .
فقال سبحانه وتعالى ” وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون “.
وقال سبحانه وتعالى ” إنه لا يفلح الظالمون”.
أيها الظالمون ،
إعلم إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، فإنه مهما كان ذليلا ضعيفا ، أو مهانا وضيعا ، فإن الله ناصره على من ظلمه ، وإنه قوى بالله سبحانه وتعالى ، فا الله تبارك وتعالى يرفع دعوة المظلوم إليه فوق الغمام ويقول لها( وعزتى وجلالى ، لأنصرنك ولو بعد حين ) ، والمظلوم لا ترد دعوته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ترد دعوتهم ، الصائم حثى يفطر – الإمام العادل – دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين ).
فإياك ودعوات المظلوم فإنهم يصعدن الى الله كأنهم شرارات من نار .
أيها المظلوم لا تهن إن عين الله يقظه لا تنام ، نم قرير العين واهنأ خاطرا .. فعدل الله دائم بين الأنام ، وإن أمهل الله ظالما .. فإن أخذه شديد ذى إنتقام ، وحط تحتها مليون خط ..
فنتحمل جميعا مسؤولية تفشى الظلم وسلب الحقوق ، حيث طغت المصالح الفردية للناس على فطرتهم فى الدفاع عن المظلوم وظلوا يبحثوا عن المصالح الشخصيه وربما أصبحت مصالح الناس تقضى من خلال الظالم لغيره لأنه يتمتع بالقوة والنفوذ من رئيس يشجعه على الظلم والطغيان ، وربما قد يعتبر الظالم مظلوم ويظهر امام الناس مصلح وصالح نتيجة لسياسة التضليل والتعتيم على أصحاب الحق .
أيها الظالم هل أعددت العدة ليوم الحساب ؟!!
أيها الظالم إن موعدك الصبح أليس الصبح بقريب ؟!!


1 التعليقات

    1. 1
      نعيمة برملة

      سلام و عليكم تهمني مواضيعكم و اود المشاركة في صحيفتكم الموقرة
      تهانينا الخالصة
      نعيمة ب

      (0) (0) الرد

اترك رداً على نعيمة برملة إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com