|  آخر تحديث يوليو 1, 2017 , 18:48 م

“أنصفني أيها البحر”


“أنصفني أيها البحر”



تُفكر قليلاً ..

هل يحق لها أن تطلب ؟

ام أنها بلا حق لأنها منذ البداية كانت تعلم بأنها ليست بمكانها الصحيح ..

عندما تكون البداية مجردة من التفكير بالخطأ والصواب

لايوجد أي داعٍٍ للمطالبة بحقوق هي بالأصل مهدورة تحزن قليلاً وهي جالسة ..

وتدمع عيونها تارة ويبكي قلبها تارةً أخرى وتسأل ذالك البحر ..

أيها البحر أنصفني أنت.. أحببته دون أن أدري ..وتعلقت به من دون ذنب يجري

ورافقته رغم الأسى والعمر الذي يمضي .. إلا أنني بحاجته كأي طفلة تبكي .. وتحتاج إلى عناق يغنيها عن وحدتها التي تسري … غاب عني لأمور تخصه .. ومضى الوقت بعذر يرافقه .. وتدخل القدر دون إنصاف ليرسم لي واقع مريرا بعدم وجوده .. أصبحت أفكر هل يحق لي أن أشتاق له؟؟ أم لايحق لي لأني حكاية مرسومة على سحابة بيضاء تجوب السماء .. ما إن يرعد الشتاء حتى تلغيها أمطاره بعناء احتله الكثيرين وخاصة الغرباء .. وجاب تضاريسه كل قريب منه دون حياء .. وأنا أنظر إليه من بعيد دون أن أستطيع أن أصل إليه .. فقط أحبه .. أشتاق له … أعيش مع ذكرياته … ولكن … ألا يابحر تنصفني أنت ؟ وتطلب من ذاك القدر القاسي أن ينزلني على الأرض كي أكون معه؟؟ ألا تستطيع أن ترحمني كي أكون واقعاً لا حلم؟؟ ألا تعطيني نصيحة كي لا أحزن على غيابه وأنصت فقط لنبضاته من بعيد؟؟ ألا تجعلني بلمحة أنساه وأتركه لمن داس أرضه كي لاأغوص في حنيني إليه؟؟ أو !!!!! التمس لي عذراً وقلباً وساعةً كي أستطيع أن أتحمل الغربة والغياب عنه ..

وازرع في قلبي طمأنينةً كي أرتاح في يومي وأنام في ليله.. وأنتظره بشوق لأمسك بحنين أجزاءه قبضة تراب

وأخبئها داخل صدري لتنبت في قلبي زهرة العشق السرمدي .. وأنسى عناء الإنتظار لأبقى على أمل أن أرى

وطني خالياً من الغرباء .. وأراه أمامي كي أقتل كل حرقة على غيابه

واشتياق له بضمة صغيرة تلغي قوانين البشرية العمياء … اشتقت لك ..

هل سأراك أم ستبقى بعيد المنال …؟

يا وطني#

 

 

 

 

بقلم: منال عبدو جمعة – ( سوريا )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com