تعزيزاً لمساعيها الرامية إلى ترسيخ ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المستويات المؤسسية، أعلن مكتب “دبي الذكية” إطلاق “مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” في إطار استراتيجيتها الرامية إلى المساهمة في جعل دبي المدينة الأذكى والأسعد على مستوى العالم.
تهدف هذه المبادئ إلى الارتقاء بالخدمات الحكومية وتعزيز فرص تبنيها لحلول الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم مجموعة كبيرة من الإرشادات لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تعزز من تحقيق قيم العدالة والشفافية والمساءلة لدى الأفراد والمؤسسات المعنية بتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي في دبي.
وفي هذه المناسبة، قالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام دبي الذكية: “تمكنت دبي بفضل الرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة من ترسيخ مكانتها كنموذج عالمي يحتذى به في مجال تقديم الخدمات والحلول الذكية وتبنّي أحدث مخرجات التكنولوجيا بما يجسّد رؤيتها في ضمان رفاه مجتمعها وتحقيق الفائدة للبشرية بشكل عام”.
وأكدت أنه في ظل الإقبال المتنامي على تبنّي تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حول العالم، هناك تفهّم واضح للجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص، لضرورة وضع أطر قانونية وتنظيمية، بينما تظل هناك حاجة لمزيد من الجهود للوصول إلى مستوى النضج الكافي لوضع القواعد الثابتة، التي من شأنها تعزيز دور كافة العاملين في هذا المجال ومساعدتهم في الإشراف على الممارسات والمشاريع المستندة إلى تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي، دون أن تشكل هذه الضوابط تحدياً أمام جهود الابتكار والاستفادة من فرص التطوير.
وتكمن أهمية إطلاق “مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي”، في كونها خطوة استباقية تهدف إلى وضع منهجيات توضيحية ومادة توجيهية تستهدف كافة مؤسسات وهيئات القطاعين الحكومي والخاص في دبي.
إلى ذلك، أطلقت دبي الذكية أول أداة تقييم ذاتي معتمدة في مجال استخدام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تم تصميمها للتوافق مع مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تمكّن المطورين والعاملين في هذا المجال من تقييم امتثال مشاريعهم وتجاربهم في مجال الذكاء الاصطناعي للمبادئ التي تم وضعها.
وقد تم بناء المبادئ والإرشادات في دبي الذكية باستخدام مقارنات معيارية دولية، وبالتواصل وجمع آراء الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية مثل هيئة تنظيم الاتصالات، مركز دبي للأمن الإلكتروني، هيئة الصحة في دبي، هيئة الطرق والمواصلات، بلدية دبي، هيئة كهرباء ومياه دبي، دائرة الأراضي والأملاك، وشركة اتصالات، بالإضافة إلى كبرى شركات التكنولوجيا والابتكار الرائدة عالميا بما في ذلك مايكروسوفت، آي بي إم، جوجل، وبي دبليو سي.
وضمن هذا التوجه، تسعى دبي الذكية إلى تطوير مجموعة أدوات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال آراء العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الأبحاث التي تجريها دبي الذكية، لتبقى مواكبة للتطورات التكنولوجية. كما تعمل دبي الذكية على إنشاء مجلس استشاري يضم ممثلين رائدين وخبراء من القطاعين الحكومي والخاص، لمراجعة المبادئ والإرشادات وتطويرها بشكل مستمر.
بدوره، قال يونس آل ناصر، مساعد مدير عام دبي الذكية، المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي، إن الذكاء الاصطناعي هو أحد أكثر التقنيات التحويلية أهمية والتي قدمتها الثورة الصناعية الرابعة، حيث يمكن لهذه التقنية المتقدمة معالجة كم هائل من البيانات المتعلقة بالمدينة، ما يدعم تحقيق هدفنا الاستراتيجي الرئيس المتمثل في بناء مدينة ذكية بالكامل.
وأضاف: “من خلال تمكين المؤسسات من أدوات البيانات والابتكار، فإننا نؤهل دبي لتصبح مدينة المستقبل للذكاء الاصطناعي، الذي سيبسط العمل اليومي عبر توفير سهولة وسرعة الوصول إلى ثروة من البيانات تعتمد على المعلومات، الامر الذي يحقق نتائج بعيدة المدى في كافة مجالات الحياةـ، لذلك فإن وضع مبادئ وإرشادات توجيهية لنشاطات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أمر أساسي لتوفير قاعدة أخلاقية لهذا التطور. وهدفنا هو تقديم إرشادات موحدة يتم تحسينها باستمرار بالتعاون مع شركائنا، وصولا للهدف النهائي وهو اعتماد سياسات متفق عليها للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، ليس في دبي فحسب، بل في جميع أنحاء العالم”.
وستبدأ دبي الذكية مناقشات مع ذوي العلاقة في دبي حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، باستخدام مكونات التكنولوجيا المتاحة للعمل معا لتحقيق نهج موحد وتطوير مسؤوليات استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع تسليط الضوء على أهمية تعميم ونشر هذه المبادئ والإرشادات ليس فقط على المستوى المحلي بل والعالمي أيضاً، نظراً لأهمية الالتزام بمبادئ الذكاء الاصطناعي والنفع الذي تعود به على الإنسان بوجه عام.
وتعالج مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي القضايا الرئيسة المتعلقة بترسيخ مبادئ تنظيمية خاصة بالذكاء الاصطناعي، ومنها التحوّل السريع لواقع الذكاء الاصطناعي الذي أدى إلى نهج مجزأ في الأخلاقيات، بحيث تتعامل كل شركة مع القضايا الأخلاقية بطريقتها الخاصة. وتسعى هذه المبادئ إلى توضيح الغموض المحيط بمفهوم الأخلاق في الذكاء الاصطناعي؛ لا سيّما وأن هذا الغموض قد يؤدي – كما يعتقد البعض – إلى كبت الابتكار داخل المنشآت، التي تختار وقف جهودها البحثية تحسّبًا للإجراءات الحكومية المستقبلية، في حين تعزز هذه المبادئ الثقة بأنظمة الذكاء الاصطناعي وترسيخ دورها الذي بات واضحًا، مع توجّه الشركات نحو هذا المسار الجديد الموضّح عبر شبكة الإنترنت.