هناك كلماتٍ تَحْمل بين طيّاتِها مَعانٍ كثيرة ومُرادفاتٍ عِدّة، وتُقال نَفْسُ الكلمة في عدّة مواقف وتكون بِمُجْمَلِ ومَضْمونٍ آخر، وكلّ ما كانت الكلمة نقيّة وغنيّة كل ما زادت مُرادفاتها ومناسباتها القيّمة في حياتنا… مثل الأمانة!!
وأقْرب ظِل للأمانة هو..النزاهة…فهي الصِدْقُ مع النّفْسِ أولاً ثم مع الآخرين،فالنزاهة قيمة إنسانيّة غنيّة وكريمة عندما تُثْري الفِكر والعمل بضمير نَقيّ أمين تكون قادرة علي حَسْم قوّة الإيمان من ضَعْفه، خاصة تحت ضغوط الحياة ومُغرَياتِها العنيفة، فهي الخُلق الذي يُبْقيكَ مُلْتَزماً ومُتّحِداً مع نَفسك وقَولُك وفِعلُك من الداخل والخارج،ومنها يستوي الإنسان ويُصبح “الصادق الأمين” كما أُطلق عل نبيّنا ومولانا مُحمد صلوات الله وسلامٌ عليه!!
وحالة أخري من الأمانة،وهي عندما نَثِقُ في شخص ونلقي في جُعبتِه ونستودعه كُل أسرارنا فنحن نَأْتَمنه علي حَياتْنا وسَتْرها حيث أنّ لكلّ شخص عَالَم يَخُصّه يحتاج فيه دائما لمساندة الآخر، وإذا أسَاءَ هذا الشخص الإئتمان،وأفشي الأسرار فَسَدَ الخَلْقُ، واُسْتِبْدِلَتْ الأدوار”بالخيانة”و”النفاق” وهو ما يَكفي لتَشْويه مجتمع بالكامل.
وإساءة الإئتمان ليست فقط في ستر العيوب والأسرار وإنّما أيضاً في حفظ الأمانات لديك دون الإقتراب منها أو مَسّها بِطَرْفةِ عَيْن،من الممكن أن تكون ودائع أعطاك إياها شخصاَ للحفاظ عليها،ويمكن أن تكون مهنة تَسْتوجب أمانتك بشرف وإخلاص،أو يكون مال يتيم تحافظ عليه حتي وقت استنفاعه به كما كُلِّفت بالامر أمام المولي عزّ وجلّ!!
وهناك أمانة القول والفعل والنيّة،فالأمانة هنا أيضاً لها مفهوم مُختلف بين الصدق والكَذِب،يُمْكن لِشَخْص أنْ يُفْسِد علاقة أو أسرة أو مجتمع بأسره لانّه لَيس أميناً بما يكفي فيما يقول أو يفعل أو فيما نَوَتْ هَواجِسه أنه فاعلٌ هنا وهناك!
وكما قيل أيضا دوماً ودائماً” أولادكم أمانة لديكم فحافظوا عليها”.. فالاولاد نعمة كبيرة و أمانة لدينا، علينا بأن نوجههم توجيهاً صحيحاً متزناً كما أمرنا الخالق وديننا الحنيف.. كما أن نفوسنا أيضاً المُهداه من ربّ العالمين أمانة غالية لها حقوقها ومراعاتها حق رعاية، فهي ليست ملكاً لك في النهاية.
الأمانة صفة حميدة إن توافرت في الإنسان وجدت فيه مئات الصفات المُمْتدّة علي جسور معانيها، فالأمانة تتضمن الإخلاص والصدق وحسن الخلق والفضيلة والإلتزام والسلام الداخلي والسعادة الشخصية،وبالتالي يفوز صاحب هذه المكارم بحب الله والناس من حوله في المجتمع ويسود الامن والأمان بكلِّ خُلُقٍ حَميد.