كشف رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر، تفاصيل بأن أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا تجاهلوا معلومات تفيد بعدم قدرة قطر على تنظيم كأس العالم عندما كانوا بصدد التصويت لصالحها في سباق استضافة مونديال 2022، حسبما أوردت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، وسط ضغوط متزايدة على «الفيفا» للنظر في أدلة جديدة حول شبهات خاصة بملف المونديال، ولم يتم تناولها في التحقيق السابق.
وأكد رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر، في كتابه الذي صدر حديثاً باسم «الحقيقة»، أن فوز قطر بتنظيم المونديال، الذي اعتبره «حدثاً صادماً»، جاء نتيجة مزيج من التواطؤ وخرق قواعد الفيفا والضغط السياسي الذي مورس على عضو اللجنة التنفيذية ميشيل بلاتيني.
ولم يقرأ أحد من اللجنة التنفيذية التقرير المفصّل عن الدول المرشحة لاستضافة كأس العالم «لأنهم بالفعل قد قرروا مسبقاً اختيار قطر» حسب بلاتر. وأوضح أنه «إذا كنا قد قرأنا التقارير بعناية، كنا سنجد أنه من غير الممكن أن يقام كأس العالم في قطر».
وقال بلاتر إن بلاتيني اتصل به ليخبره بأنه اضطر لتغيير تصويته في اللحظة الأخيرة بعد مأدبة غداء عام 2010 مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وولي العهد القطري آنذاك تميم بن حمد. وتابع بالقول: «لا أعرف ولا أريد أن أعرف ما إذا كانت هناك علاقة بين فوز قطر باستضافة كأس العالم وما حدث بعد ذلك»، لكنه أيضاً لفت في كتابه أن القطريين أنفقوا مليارات الدولارات في فرنسا على عقد لشراء طائرات وصفقة لشراء نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم.
وكان بلاتر قد كشف قبل أيام عن معلومات في «الملف الأسود» لقطر في تنظيم المونديال، مشيراً إلى «تدخلات سياسية» من رئيس دولة أوروبية ساعدت في حصول الدوحة على تنظيم كأس العالم 2022، بحسب تغريدة له ذكرت أيضاً اجتماعاً تمّ بين بلاتيني وساركوزي، لكن في الكتاب أوضح الرئيس السابق للفيفا أن أمير قطر الحالي حضر اللقاء أيضاً.
جاء ذلك بعد الكشف عن وجود أدلة على قيام الفريق القطري الذي قدم ملف قطر لاستضافة كأس العالم بحملة تشهير بالمنافسين، وهو ما يعد انتهاكاً لقواعد الفيفا المنظمة للملفات المقدمة من قبل الفرق المختلفة. وقد نقلت صحيفة التايمز البريطانية عن مصدر مقرب من لجنة القيم والأخلاق التابعة للفيفا بعدم توفر المعلومات الخاصة بحملات التشهير القطرية بالمنافسين للتحقيقات التي أجريت مند أربع سنوات بهذا الخصوص. وأكّد هذا المصدر بالفيفا ضرورة إيقاف العناصر الرئيسة في الفريق القطري التي قدمت ملف قطر حتى يتم التحقيق في تلك المزاعم من قبل لجنة القيم والأخلاق.
ولكن المصدر يشكك في مدى استقلالية اللجنة التي أصبحت استقلاليتها محل شك في ظل قيادة الرئيس الحالي للفيفا جياني إنفانتينو. ومع ذلك أنكرت الفيفا أي تدخل للرئيس في عمل اللجنة. وكشفت صحيفة التايمز مند أيام عن قيام لجنة قطر التي قدمت الملف لاستضافة كأس العالم بكسر قواعد الفيفا عند نجاح ملفها عام 2010 لتنظيم كأس العالم على أراضيها، وذلك عندما دفعت لشركة علاقات عامة في نيويورك وبعض عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية السابقين للقيام بحملات دعائية تروج بأن ملفات الدول المنافسة لا تحظى بدعم محلي داخل بلادها.
واعتمدت الاستراتيجية القطرية للتأثير على قرار لجنة الفيفا على العمل من خلال شخصيات مؤثرة من أجل خلق انطباع عام داخل الدول المنافسة بعدم وجود تأييد شعبي لتقدم هذه البلدان باستضافة المونديال، وهي أحد المعايير الأساسية التي تؤثر في قرار الفيفا بشأن الاستضافة. وتضمنت الاستراتيجية أيضاً دفع أموال لشخصيات نافذة أو قادة رأي من أجل كتابة تقارير تدعو إلى التخلي عن حلم استضافة المونديال بدعوى «الأعباء المالية».