أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مساء اليوم الاثنين وقوفه مع الشعب الأردني وتقديره حجم الضغوط المعيشية على المواطنين.
وأكد الملك عبدالله الثاني أن الأردن يواجه “تحديات تتطلب التعامل معها بحكمة ومسؤولية”، معتبراً أن “على مؤسسات الدولة تبني أسلوب عمل يعتمد على الشفافية والمساءلة”.
وقال العاهل الأردني خلال لقائه عددا من مدراء الإعلام الرسمي ورؤساء تحرير صحف يومية ونقيب الصحفيين وكتّابا صحفيين: “المواطن معه كل الحق، ولن أقبل أن يعاني الأردنيون”.
وأعرب الملك عبدالله خلال لقائه “عن فخره بما شاهده من تعبير حضاري من الشباب الأردني في الأيام الماضية، والتي تعكس حرصهم على تحقيق مستقبل أفضل لهم”. وشدد على أن “كل الأردنيين يعملون من أجل مستقبل أفضل لوطنهم وكيف نمضي إلى الأمام بثقة وعزيمة”.
وأضاف في هذا السياق “ما رأيته خلال الأيام الماضية يجعلني أشعر بالسعادة وأتشرف بأنني أردني”.
وشدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة أن تقوم مؤسسات الدولة بتبني أسلوب جديد يرتكز على تطوير الأداء والمساءلة والشفافية، وإعطاء المجال لوجوه شابة جديدة تمتلك الطاقات ومتفانية لخدمة الوطن.
ولفت الملك عبدالله، خلال اللقاء، إلى أن “التحديات التي أمامنا والوضع الصعب الذي يمر به #الأردن يتطلب التعامل معه بحكمة ومسؤولية، وإذا أردنا أن نسير إلى الأمام كأردنيين فلا بد من أن نتعامل مع التحديات التي أمامنا بطريقة جديدة بعيدا عن الأسلوب التقليدي”.
واعترف بوجود “تقصير وتراخي لدى بعض المسؤولين في اتخاذ القرارات”، مؤكداً أن “هذا التقصير تم التعامل معه في حينه، حيث تم إقالة مسؤولين وحكومات بسببه”.
وقال العاهل الأردني في هذا السياق “اضطررت في الفترة الماضية أن أعمل عمل الحكومة. وهذا ليس دوري، أنا دوري أن أكون ضامن للدستور، وضامن للتوازن بين السلطات، لكن على كل سلطة ومسؤول أن يكونوا على قدر المسؤولية، والذي لا يستطيع القيام بمهامه عليه ترك الموقع لمن لديه القدرة على ذلك”.
وأكد أنه وجّه أكثر من مرة وعمل جاهدا للوصول إلى حكومات نيابية، إلا أن هذا لم يتحقق بسبب ضعف أداء الأحزاب.
وأضاف الملك أن الأردن واجه ظرفا اقتصاديا وإقليميا غير متوقع، ولا يوجد أي خطة قادرة على التعامل بفعالية وسرعة مع هذا التحدي، لافتاً إلى أن الأردن اليوم يقف أمام مفترق طرق، “إما الخروج من الأزمة وتوفير حياة كريمة لشعبنا، أو الدخول، لا سمح الله، بالمجهول، لكن يجب أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون”.
وأضاف أن المساعدات الدولية للأردن انخفضت رغم تحمل المملكة لعبء استضافة اللاجئين السوريين، واعتبر أن “هناك تقصير من العالم”.
وفيما يتعلق بمشروع قانون الضريبة، قال العاهل الأردني إن مشروع القانون جدلي، ولا بد من إطلاق حوار حوله، حيث أن كل الدول في العالم مرت وتمر بمثل هذا التحدي. وطلب من الحكومة توضيح مشروع القانون للأردنيين، لكن كان هناك تقصير في التواصل، حسب تعبيره.
وشدد الملك عبدالله على أن المواطنين عندما يدفعون الضريبة، يجب أن يشعروا أن هذه الضريبة ستنعكس على تحسين الخدمات المقدمة لهم، من مدارس أو مستشفيات أو نقل، لافتاً إلى أن مؤسسات الدولة تقدم خدمات لكن يجب أن تتحسن نوعيتها.
وأضاف أن حماية محدودي الدخل والطبقة الوسطى والعمل على تشجيع الاستثمار يجب أن يكون من أولويات المسؤولين.