يبدو أن المعركة التي دامت ثلاث سنوات، والتي بدأتها شركات الطيران الأميركية «أمريكان إير لاينز» و«دلتا» و«يونايتد إيرلاينز» ضد شركات الطيران الرئيسية في الخليج «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران»، لم تسفر عن نتائج تذكر لقاء ملايين الدولارات التي أنفقتها على الحملات التي شنتها شركات الطيران الأميركية والاتحادات التابعة لها، وفقاً لتقرير نشرته مجلة«إيرترافيل اون لاين».
وقالت المجلة إن شركات الطيران في أميركا ففشلت في حملتها ضد شركات الطيران الخليجية، ومن الصعب رؤية النتيجة من أي منظور آخر.
على الرغم من ذلك، حاولت الشركات الأميركية الكبرى الثلاث، أن ترسم «صورة منمقة» لنتيجة مفاوضات الأجواء المفتوحة بين الإمارات والولايات المتحدة التي تم الإعلان عنها في منتصف مايو.
أما المحاولات التي قام بها البيت الأبيض من أجل تحقيق إنجاز، فقد جاءت بنتائج عكسية، عندما تحدث مساعد الرئيس، ومدير مجلس التجارة «بيتر نافارو» عن «تجميد للخطوط»، لكن سرعان ما أوضح البيت الأبيض في اليوم التالي، أنه كان هناك «تفاهم» بأن شركات الطيران الإماراتية لم تكن لديها «خطط حالية» لإضافة رحلات بموجب «الحرية الخامسة»، دون أن يتطرق لأي تجميد للخطوط.
ومع ذلك، أصبحت «الحرية الخامسة»، وبالطبع الحملة الأميركية بأكملها، غير ذات معنى في السنوات التي استغرقتها في محاولة لإثبات أن شركات النقل الخليجية كانت تنتهك اتفاقات الأجواء المفتوحة بسبب اعتمادها على الإعانات الحكومية. وهي مزاعم فندتها شركات الطيران الإماراتية بشدة.
وشهدت الحملة الأميركية غياب الجهد الموحد. بل العكس تماماً. فقد جوبهت بمعارضة من جانب شركات الشحن الأميركية والمستقلين، مثل شركة خطوط ألاسكا الجوية، وخطوط جيت بلو الجوية. وهذا يعني أن منظمة الضغط الأميركية، لم تتمكن من اتخاذ موقف، لوجود أعضاء على جانبي القضية.
كما لم تكن هناك رسالة واضحة وموحدة للكونغرس، الذي سئم من الرسوم الإضافية لشركات الخطوط الجوية الأمريكية وأوجه القصور في الخدمات، كما كان عليه أن يتخذ في الحسبان آلاف الوظائف التي تدعمها عمليات الشراء الكبيرة لطائرات بوينغ من قبل شركات الطيران الخليجية.
الأهم من ذلك، أن الشركات الأميركية الكبرى عجزت عن إثبات أي ضرر من قبل شركات الطيران الخليجية. على العكس من ذلك، فإن أمريكان، ودلتا، ويونايتد، هي الآن من أكثر شركات الطيران ربحية في العالم.
أما مجلة «الإيكونومست» البريطانية فقالت أيضاً إن شركات الطيران الأميركية فشلت في حملتها ضد الناقلات الخليجية بعد أن أعلنت الإمارات والولايات المتحدة عن اتفاقية من شأنها، أن تضع حداً لنزاع طال أمده حول مزاعم شركات الطيران الأميركية بتلقي كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران، دعماً غير عادل.
وقالت المجلة إن الجانب الأميركي أعلن أن الإمارات وافقت على عدم إضافة المزيد من الرحلات الجوية المسماة بالحرية الخامسة، وهي خطوط إلى الولايات المتحدة مصدرها ليس في دولة الإمارات.
لكن السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة قال عكس ذلك. ونقلت المجلة عنه قوله إنه «سعيد للغاية» لمواصلة الخطوط الجوية الإماراتية إضافة رحلات «الحرية الخامسة».
وقالت المجلة إن الجانب الإماراتي في الغالب على حق. فعند النظر إلى المضمون الحقيقي للاتفاقية، من الواضح أن شركات الطيران الأميركية لم تحصل على أي شيء تريده.
كان جل مسعاها وضع حدٍّ لرحلات الحرية الخامسة هذه، والتي تتقاطع مع عملياتها، عندما تنطلق طيران الإمارات والاتحاد للطيران، من وجهاتها الرئيسية إلى الولايات المتحدة عبر أماكن مثل أوروبا.
لقد حصلت شركات الطيران الأميركية على بعض العبارات التي يمكن أن تشير إليها بتحقيق مكاسب. فقد ذكر الجانب الإماراتي في الاتفاقية أنهم لا يخططون لإضافة خطوط جديدة «للحرية الخامسة». وقالت المجلة إن الادعاء الأميركي بتحقيق مكاسب جاء أجوف، لأنه لا يوجد ما يمنع طيران الإمارات والاتحاد من صنع مثل هذه الخطط في المستقبل.
وأضافت المجلة أنه على الرغم من استمرار قضيتها لسنوات، لم يكن لدى شركات الطيران الأميركية، الكثير من الأمل في التوصل إلى نتيجة أفضل في هذه المفاوضات، لأن جوهر مطالبهم ضد شركات الطيران الخليجية كان دائمًا عقيماً.
ناهيك أن شركات الطيران في الولايات المتحدة تمتعت بمليارات الدولارات من الإعانات الحكومية المختلفة على مر السنين، وقد وصمت بالنفاق من استهدافها شركات الطيران الخليجية.
وعلقت صحيفة «جلوبال أتلانتا» على الاتفاقية بأنها تشكل مكسباً لقطاع الطيران، إذ طالما أكد قادة هذه الصناعة إن صعود الناقلات الخليجية، وعلى رأسها الإمارات والاتحاد للطيران، حسنت من التنافسية، وكثفت عملية الوصول إلى مسارات، وتمخض عنها وظائف جمة في الولايات المتحدة.
ووفقاً للصحيفة، فإن وزارة الخارجية الأميركية كانت ذكرت في بيان لها عزمها الإبقاء على إطار الأجواء المفتوحة، الذي يعود بمنافع حقيقية جمة على شركات الطيران، والمطارات، والعمال، وصناعة السفر، من ضمن مزايا أخرى.
ومضت الصحيفة قائلة: إن «دلتا» وحلفاءها في الصناعة، مارست ضغوطاً على الحكومة الأميركية لسنوات بهدف تعديل، أو إلغاء اتفاقية الأجواء المفتوحة، لكنها فشلت في ذلك.