|  آخر تحديث مايو 17, 2018 , 1:38 ص

#روان_سالم | تكتب: “طاقة الحب”


#روان_سالم | تكتب: “طاقة الحب”



بسم الله الرحمن الرحيم , والصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله وصحبه اجمعين , فلنصلي جميعا على الرسول الأمين الذي بعث بالمحبة و اللين الى الناس أجمعين . لعل مقالي اليوم سيكون اجتماعيا بحتا يختلف عن سابقيه في كيفية العرض و الصياغة والمحتوى, فأتمنى ان ينال اعجابكم أعزائي .

 

الحب ,  ما هو الحب ؟  قد حاول العلماء كثيرا ان يجدوا معنى يناسب رقة و عذوبة هذا المصطلح , الا انهم لم يستطيعوا ايجاد  تعريف جامع مانع للحب و عرفه كل شخص كما يراه مناسبا وكما يشعر به ومن زاويته و خلفيته الخاصة . فما هو تعريف مصطلح الحب ؟ وما هي طاقة الحب ؟ هل للحب طاقة ؟ وهل للحب مخزون يمكن ان ينضب في يوم من الأيام ؟ سأحاول جاهدة ان اجيب على هذه التساؤلات من وجهة نظري اليافعة . الحب بشكل عام هو نقيض البغض و الكره , والحب هو الوداد و المحبة , فقد تقاربت أقوال المفسرين في تعريف مصطلح المحبة فعرفها القدماء بأنها ميل القلب او النفس الى أمر ملذ , والشعور بالانجذاب الى شخص معين . في الحقيقة كل منا يستطيع ان يجد تعريفه الشخصي للحب بناء على تجربته الشخصية ومن منظوره الخاص كما فعل العلماء , فالحب لا يقتصر فقط على الحب الأفلاطوني الذي ملأ سطور الشعر العربي القديم واصفا جمال المحبوبة , متغزلا في حدقة عينيها الجميلتين , ولا ذلك الحب الأسطوري الذي عاش شكسبير عمره محاولا سردهوتجسيده في قصائده ومسرحياته التي لن يطأها غبار الزمن و ستظل صالحة دائما للقراءة في كل زمان ومكان ,وهذا ما يميز أسلوب شكسبير الرائع . الحب هو أقوى طاقة في الوجود , بالحب تبنى أمم و تنهار حضارات , الحب هو الأساس المتين الذي تبنى عليه هذه الحياة , ومن منا لا يحب , من منا تخلو حياته من أشكال مختلفة للحب , فنحن نقف بين يدي الخالق خمس مرات لأننا نحبه ونحب لقاءه ونبغي مرضاته , ونعمل بلا كلل أو ملل لنكسب الرزق من أجل من نحبهم ومن أجل ان لا نحرم أنفسنا من حاجاتها ومتعها الشخصية لأننا نحبها ونحب دائما ان نظهر بصورة حسنة , فمن لا يحب نفسه سيجد صعوبة بالغة في ان يحب غيره , ما أقصده هنا ان الحب هو حجر أساس البشرية ولولاه لما كنا هنا اليوم . علينا أولا ان نتخيل عدة دوائر تدور حول بعضها البعض , بدايتها دائرة صغيرة جدا حولها عدة دوائر أكبر فأكبر. فلنبدأ أولا بالدائرة الأصغر حجما وتعتبر مركز اطلاق طاقة الحب , ان هذه الدائرة على الرغم من ضآلة حجمها الا أنها أساس الحب ومركزه وهي تمثل ” حب الذات ” , ان لم تحب نفسك فلن تستطيع امتصاص و ارسال طاقة الحب هذه , وحب النفس يحتاج لمئات المقالات حتى أستفيض في الحديث عنه . لكي تحب نفسك لا بد من أن تقدرها وترتقي في التعامل معها , وان تجبر الآخرين على التعامل معها بشكل مناسب و ان لا تلقي بها الى التهلكة.

 

سامح نفسك ولا تلقي باللوم دائما عليك فكلنا نخطئ و الخطأ الذي ارتكبه آدم كان بداية البشرية فما بالك بنا نحن , تعلم من أخطائك , تقرب من الله و حاول ان تؤدي واجباتك الدينية على أكمل وجه , حينها فقط ستبدأ هالة الحب في ان تحيط بعالمك وتبدأ معها كل المشاعر الجميلة , فإن حدث خلل في مركز الحب هذا ستعجز عن حب من  هم حولك و ستجد صعوبة كبيرة في اطلاق طاقة الحب للعالم الخارجي , فلتبدأ من هنا , هذه هي نقطة الانطلاق . لننتقل الى الدائرة الأكبر حجما وهي دائرة الأسرة , هذه اللبنة التي تخلق الحب فينا منذ اولى لحظات ميلادنا , فعندما تحتضن الأم صغيرها بين ذراعيها الحانيتين يبدأ معنى الحب أن يتجلى في حياة الانسان , ويبدأ اطلاق هذه الطاقة العظيمة لتستمر في مسارها حتى يفنى عمر الإنسان , فهي تولد لحظة ميلادنا و من وجهة نظري فهي طاقة لا تنضب ولا تموت أبدا , فحتى بعد الموت تبقى ذكرانا في قلوب الأحياء , تبقى في أعمالنا و اسهاماتنا , لذلك حاول دائما ان تترك أثرا جميلا خلفك . لا أريد ان يكون كلامي نظريا مكررا , ولكن مقالتي بمثابة تذكير لكم بأهمية حب الأسرة , لا تنعزلوا عنها كثيرا , حاولوا قدر المستطاع الانخراط داخلها , فمع الأسف في عصرنا الحالي وبسبب الثورة المعلوماتية الهائلة أصبحنا أبعد بكثير عن بعضنا من ذي قبل , خصص يوميا نصف ساعة على الاقل للجلوس مع أسرتك والتحدث معهم في أحد الأمور , وان كان هناك أطفال في الأسرة حاول ان تأخذهم في نزهة ولو مرة واحدة في الشهر , حاول أيضا ان تقبل يد أمك دائما, فهي تعد نبض الحب الدائم الذي لا يتوقف , اذهب للجلوس مع أبيك , تحدث معه حول أحلامك البعيدة , فلن تجد في هذه الحياة أحدا يتمنى أن يراك دائما في المقدمة اكثر منه , احتضن اخوتك , بادر باللعب معهم , اشتري لزوجتك هدية ولو كانت بسيطة , او خصص شهريا مبلغا صغيرا ليوم واحد سمه ” يوم الأسرة ” حينها فقط ستشعر بهذه الطاقة العظيمة التي أتحدث عنها , استغل وجودك مع أسرتك دائما فلا يعلم أحد ما يخبيه لنا القدر.

سامح من كانوا سببا في أحزانك يوماولا تنظر للخلف , صل رحمك , بادر بإرسال رسالة جميلة الى كل قائمة أصدقائك و أسرتك , فالتسامح والحب هي طاقات لا تراها بعينك المجردة ولكنك تشعر بها وتؤثر على كل مجريات حياتك بشكل لا يوصف , وحتما ستزيد من انتاجك على كافة الأصعدة . الجميل في طاقة الحب انها طاقة متبادلة , فعندما تفاجئ أخاك الصغير ولو بقطعة حلوى ستتبادلان بهذا طاقة تشعركما بالايجابية , فهي كما ذكرت طاقة مزدوجة و متبادلة . الحب عزيزي القارئ لا يتطلب المال الوفير , فكل ما يتطلبه كلمة , اهتمام او حتى دعاء . أتمنى بعد أن تقرأ مقالي هذا ان تبادربفعل معين يجدد فيك خلايا الحب وليس هناك وقت في العام كله أجمل من أيام رمضان , فالمحبة في هذه الأيام تثاب عليها أيضا . فلننتقل الى الدائرة الأكبر لكي لا أطيل عليك كثيرا , الدائرة الثالثة هي دائرة الأصدقاء و الجيران , من يتابعني دائما يعلم جل العلم انني أدرك حتما ان ليس كل من يتابعني او يبعث لي بكلمة جميلة أو إطراء جميل فهو شخص يحبني حب نقي صافي خالي من بعض الشوائب , فأنا أعلم جيدا انه ان كان حولك مئات الاشخاص الذين يبعثون لك بكلمات جميلة فإن مئة أو اقل منهم يحبونك حبا حقيقيا ولا يشوب مشاعرهم الحقيقية شائب , ومع ذلك لا أعير اهتماما لهذه الأمور , فأنا أٍسير بصفاء نوايايا تجاه الجميع , ليس من أجل الجميع فقط ولكن من أجلي ومن اجل ان تختالني طاقة الحب تلك وتحفزني على المضي قدما أكثر فأكثر , و مع علمي اليقين بشخصيات بعضهم الحقيقة الا انني اشعر بالشفقة تجاههم لانهم لا يعذبوا سوى نفوسهم البشرية الضعيفة التي تملؤها مشاعر الحقد و الكراهية لأي سبب كان فهم في الحقيقة لا يظلمون الا أنفسهم و ربما يضيعون أكثر أوقاتهم في كن مشاعر الكره للغير , و انا وقتي أثمن بكثير من ان أضيعه في افكار وترهات لا تفيدني ولا تفيد غيري في شئ . حب من حولك وفي ذاتالوقت حاذر فالأقنعة كثيرة , ضع حدود لتعاملك مع الجميع  , سر بسجيتك و حاذر السقوط , أبعث لأصدقائك رسالة تعبر فيها عن مدى إمتنانك لهم , رتب نزهة تتشاركون فيها الى أحد الأماكن سويا , لا تضع فرصة يمكنك فيها ان تنعم بطاقة الحب هذه , وان كنتي تجيدين الطبخ لما لا تبادري عزيزتي بإرسال طبق من صنع يديك لجارتك , انشري هذه الطاقة الجميلة أينما تذهبين , كوني كالوردة التي يتنسمها كل من مر بجانبها ليبقى عبقهاالأخاذ عالقا في الانفس و الأفئدة , فدعوة واحدة صادقة من شخص يمكن ان تغير مجرى حياتك للابد.

 

الدائرة الأخيرة هي دائرة الوطن

 

من يتابعني يعلم أيضا اني أعشق علوم التاريخ والسياسة و أتابع أخبار الساسة  وأقرأ سيرهم قدر المستطاع , لذلك انصحكم بزيارة المتاحف و الأماكن الأثرية و التاريخية في وطنكم  او في اي مكان تطأه أقدامكم , فهي تبعث طاقة عظيمة يعنونها الفخر والاعتزاز , ومن يستشعر قيمة الوطن ستختلجه طاقة حب عارمة تزلزل كيانه البشري , ربوا أطفالكم على حب اوطانهم , وان هذا الحب هو فوق كل شيئ عدا حب الخالق سبحانه , حاولوا غرس قيم الحب فيهم , فأوطاننا تستحق الحب أعزائي ان أوطاننا العربية دفعت الثمن غاليا لننعم نحن بحياة سعيدة و لأستطيع أنا كتابة سطوري هذه الآن . انتهت دوائري ولن ينتهي الحديث عن الحب حتى نهاية الزمان فالحب هو شيفرة الحياة , هو تلك المزرعة التي نستطيع اقتطاف ورودها التي لا تنتهي أبدا . سامح , بادر بالتعبير عن حبك لمن حولك قبل فوات الأوان و حاول دائما ان تستشعر أعظم طاقة في الكون ” طاقة الحب .

 

 

بقلم: روان سالم – (مصر)


1 التعليقات

    1. 1
      Ahmed

      البناء جيد جدا ، و عرض الفكرة(الدوائر) ممتاز اعتقد ان الأمثلة ممكن تكون أقوى من كدة بالذات في حب الوطن .

      (0) (0) الرد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com