تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الرابع من يناير، بذكرى مرور 19 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مقاليد الحكم في إمارة دبي.
وتعد هذه المناسبة علامة مضيئة في ماضي وحاضر ومستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحظى بخصوصية كبيرة لدى أبناء الوطن، لارتباطها بقائد استثنائي أذهل العالم بفكره الاستباقي وحجم إنجازاته المستدامة في شتى المجالات، إذ قدم سموه للعالم نموذجاً ملهماً ومدرسة متفردة في القيادة والريادة واستشراف المستقبل، ومنارة تستقي منها الأجيال مبادئ التميز وتحقيق المراكز الأولى في شتى المجالات، أساسها بناء الإنسان وصناعة القادة، وتحويل التحديات إلى فرص واعدة وإنجازات كبرى جعلت من دبي عنواناً عالمياً للازدهار والتنمية المستدامة، ونموذجاً رائداً للمدن الرقمية المتطورة التي تحرص على سعادة جميع المقيمين والزائرين.
في الخامس من يناير 2006، انتخب أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائباً لرئيس الدولة، ومن ثم تولى سموه رئاسة مجلس الوزراء، وأعلن عن تشكيل أول حكومة جديدة بقيادة سموه في فبراير 2006.
وبمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم في دبي في الرابع من يناير كل عام، حرص سموه على توظيف هذه المناسبة من أجل تقديم أعمال إنسانية ووطنية متعددة وإطلاق مبادرات، وتوجيه الشكر إلى الفئات من أصحاب الإسهامات البارزة في مسيرة الدولة التنموية وتقدمها، وطلب سموه في يناير 2011 من المهنئين بالذكرى الخامسة لتولي سموه مقاليد الحكم في دبي توجيه الميزانيات الإعلانية الخاصة بتلك المناسبة إلى الجمعيات الخيرية في الدولة، خاصة المشروعات التي تُعنى بالأيتام، في لفتة إنسانية تقديراً من سموه لهذه الفئة، وحرص سموه على الترحيب بـ30 يتيماً من أطفال الإمارات، التقاهم في منتجع باب الشمس الصحراوي بدبي، وقال لهم سموه: «جئت هنا إلى هذا المكان الصحراوي كي ألتقيكم كأولادي، فأنا اليوم والدكم».
ويتميز سموه بعزيمة لا تعرف المستحيل، وبإرادة ترسم في كل يوم إنجازاً جديداً على خريطة التميز العالمي لدبي ولدولة الإمارات بشكل عام، فرؤية سموه وتوجيهاته واستشرافه للمستقبل وضعت الإمارات ودبي على خريطة التفوق والإبداع الحضاري العالمي، في مسيرة سنوات من العطاء اللامحدود والريادة، مستنداً إلى المرونة والجهوزية للتعامل مع المتغيرات المتسارعة، والرؤية الثاقبة والبصيرة النافذة في استشراف المستقبل والابتكار وبناء الأجيال وقيادات المستقبل.
تكاد لا تنطق باسم محمد بن راشد، إلا وتسمع من حولك كلمة قيادة وإلهام، أو رؤية وفكر، أو جرأة وحلم.. وهذه صفات لا شك أنها تتطور مع الإنسان، ولكنها لا تأتي إلا بالفطرة، وتنبت مع الشخصية القادرة على تحويل الرؤية والفكر إلى واقع يراه الجميع، فتصبح القيادة ملهمة للجميع.
فيما نحتفل اليوم بقائد ملهم، تولى مقاليد الحكم والحكومة قبل 19 عاماً، غير أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يعود بنا إلى العام 1968، عندما كان شاباً يافعاً في مقتبل العمر، رأى فيه والده، المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، كل صفات القائد، فعيّنه رئيساً لشرطة دبي والأمن العام، كأول منصب عام يتقلده سموه، قبل أن يصبح وزير الدفاع الأصغر في العالم، مع قيام دولة الاتحاد في العام 1971.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائد ملهم ومدرسة فريدة في القيادة، واكب نهضة دبي ودولة الإمارات، وقاد من اليوم الأول عشرات بل مئات المبادرات ومشاريع التطوير على مختلف المستويات تحت قيادة، المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراهما.
على مدار السنوات الثلاثين الماضية، حققت التوجهات الاستراتيجية لسموه إنجازات استثنائية ونقلات نوعية في منظومة العمل الحكومي على صعيد دبي وكذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة، نائباً لرئيس الدولة ورئيساً للوزراء.
تحت قيادة سموه، شرعت دبي في رحلة غير عادية من النمو.. ولا يكاد يمر عليها عام من الأعوام ال19 السابقة، إلا وتتوقف عند مشروع بحجم وطن.. مشاريع جريئة تتحدى المألوف بأطول برج في التاريخ البشري، برج خليفة، ونماذج حية لمدن المستقبل، تجسدت فيها جميعاً قدرة محمد بن راشد على التفكير في المستقبل وتحويل الأفكار الطموحة إلى واقع.
إنجازات دبي لم تكن يوماً مجرد مآثر هندسية، بل تحولت مع محمد بن راشد إلى أيقونات ورموز من الإلهام، قادت مجتمع دولة الإمارات والمؤسسات والأفراد إلى حالة من النهوض الجمعي الذي حقق المستحيل في فترة زمنية قياسية.
طوال 19 عاماً كان التركيز على التنويع الاقتصادي من أكثر مساهمات محمد بن راشد ديمومة، وبما أن عائدات النفط وحدها لا يمكنها دعم النمو على المدى الطويل، فكان لا بد من تعزيز قطاعات مثل السياحة والطيران والخدمات اللوجستية والتمويل، ما جعل دبي مركزاً عالمياً للتجارة والابتكار، تجذب المواهب والاستثمار من جميع أنحاء العالم، رائدة في الاقتصاد الرقمي.
في السنوات الأخيرة، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الاستدامة والمرونة، مدركاً أهمية معالجة التحديات العالمية، ومواصلاً إلهام العمل في مجال الطاقة المتجددة والرعاية البيئية.
نحتفل بمرور 19 عاماً على قيادة محمد بن راشد آل مكتوم.. سنوات من العزم على بناء أمة مستعدة للمستقبل.
رؤية حاكم دبي ألهمت المنطقة بأكملها الحلم والنظر إلى المستقبل، حيث إن رحلة الإمارات العربية المتحدة بلا خط نهاية.. تتجه بسرعة نحو آفاق كبيرة و«بالرؤية والتصميم والوحدة، يصبح المستحيل ممكناً».
بقلم: محمد عبدالمجيد علي
رئيس التحرير
1 التعليقات
admin
2025-01-04 at 4:00 ص (UTC 4) رابط التعليق
مقال رائع وممتاز شكرا للكاتب والاعلامي المتميز محمد عبدالمجيد
محمد سالم الكعبي
(0) (0)