لطالما شعرنا أن هناك أحلاما ضاعت في زحام هذه الحياة, ونشعر تارة أن أحلامنا الحالية صعبة المنال وتارة أخرى مستحيلة, إن هذه الرسائل السلبية التي تراود عقولنا ما هي إلا معوقات تمنعنا وتمنع عقلنا الباطن من تحقيق ما نصبو إليه, بل إنها أكبر ما يعترض أحلامنا . السبب وراء اختياري هذا العنوان لموضوعي اليوم هو رغبتي في الكشف عن أهم أسرار هذا الوجود , فهذا السر قد استخدم منذ آلاف السنين, فقد إستخدمه عظماء هذا العالم بداية من أفلاطون , ارسطو , أديسون , الغزالي وغيرهم, والشئ المميز في هذا السر أن معظم من استخدموه قد استخدموه بدون دراية منهم أو إدراك لأهميته أو كيفية القيام به, ومع ذلك أفرز لهذا العالم عددا كبير من الناجحين في كافة المجالات, ومن هذا المنطلق قررت أن أكشف عنه النقاب اليوم.
منذ بداية إدراك البشرية لهذا السر بدأنا نرى أمورا غريبة تحدث , كشفاء بعض المرضى من الأمراض المزمنة , وتحقيق العديد من الناس لأحلامهم المستحيلة والصعبة, وهنا علي أن أذكر أن البشرية لا يوجد في قاموسها كلمة “صعب” لأنها كلمة اخترعها البشر لتبرير ما لا يريدون القيام به وليس ما لا يستطيعون القيام به ؛ لأنه ليس هنالك وجود لأي شي لا يستطيع الإنسان القيام به في نظري . ولكن ما هو السر ؟ وعلى ماذا ينص ؟ في الحقيقة إن هذا السر هو قانون يدعى ” قانون الجذب ” وهو احد قوانين العقل الباطن, وينص على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو نتاج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذه الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه المرء. إن تأملت هاتين العبارتين التاليتين حتما ستتغير وتيرة تفكيرك بشكل إيجابي , أول عبارة هي : يمكنك أن تمتلك وتفعل وتكون أي شي تريده . و ثاني عبارة هي : يمكنني أن أحظى بما أختار مهما كان و لا يهمني ضخامته . إن تأملت هاتين العبارتين بتركيز ستشعر فورا بتدفق كم هائل من الطاقة الإيجابية إلى جسدك , وهذا هو قانون الجذب , فأنت إنسان وهبك الله طاقة روحية لا مثيل لها و إيمانك بذاتك و بها أول خطوات تطبيق هذا القانون . فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” تفاءلوا بالخير تجدوه . ” وهذا يعني إن قيامك بالتفكير في أمر إيجابي يجلب لك المزيد والمزيد من الأمور الإيجابية والعكس صحيح .فالأشخاص الأثرياء على هذا الكوكب كرسوا حياتهم بأكملها يفكرون فقط في كيفية جذب الأموال وعاشوا حلم الثراء وصدقوه , وبعض ممن إجتاح عقله فكرة الإفلاس والفقر خسر نقوده على الفور , فأنت كبشر أفكارك لها قوة جذب هائلة للأفكار المماثلة , وعند حدوث هذا يبدأ العقل الباطن في تصديق هذه الأفكار وفتح الملفات العقلية التي تلهمك للقيام بأفعال تساعدك في تحقيق ما تصبو إليه . إن أبسط طريقة لفهم هذا القانون هي إعتبار عقلك قطعة مغناطيس تقوم بجذب الشبيه لها بمعنى آخر : إن دارت في عقلك فكرة ما , فإنها بطريقة أو بأخرى تجذب لها أفكارا مشابهة . بالطبع تدور في ذهنك عزيزي القارئ الكثير من الأسئلة , وأهمها كيفية تطبيق هذا القانون, كل ما عليك فعله بضعة خطوات أولها التركيز على أحد الأفكار الإيجابية والإنتباه لخواطرك وأفكارك اليومية.
والمقصود هنا أن لا تدع أي فكرة سلبية مهما كانت أن تجتاح عقلك , ثم تقوم بكتابة الفكرة أو الحلم في مكان ظاهر كشاشة الهاتف أو على المرآة , أو في ورقة في مكان ظاهر لتكون دائما أمام عينيك , فكتابة الأهداف خطوة في غاية الأهمية تساعد في ترسيخ المعلومات في العقل الباطن , فالعقل الباطن أو ما يسمى باللاشعور أو اللاوعي هو مخزن للخبرات التي نمر بها فهو لا يعي شيئا إلا ما تقوم أنت بإيصاله له, على سبيل المثال للتوضيح إن قمت بسماع صوت المطر والشتاء وأنت في منتصف فصل الصيف مع الاسترخاء والتركيز ستشعر في غضون سبع دقائق ببرودة أطرافك , ذلك لقيامك بإقناع عقلك الباطن انك في فصل الشتاء و أن الأمطار تتساقط في كل مكان . الخطوة الرابعة هي تكرار ما تريده بلفظ إيجابي وبصوت مسموع وكأنك تملكت ما تريد. كأن تقول ( أنا حصلت على المشروع ) وتقوم بتكرار اللفظ عدة مرات . إن قمت بتنفيذ الخطوات السابقة بتركيز , ستفتح أمام عقلك الباطن ملفات عقلية تساعدك في إيجاد طرق لتحقيق ما تريد ومن ثم العمل الجاد لتحقيقه . من المهم جدا عزيزي القارئ أن تزرع في قلبك اليقين بان الله سيكون معك وسيسدد خطاك وعليك أن تحمده دائما على كل شي مهما كان . الخطوة التالية أن تعيش الحلم وتمسكه وكأنه حقيقة بين يديك وتطلب الأفضل إلى أن تصل لدرجة الإقتناع , فإن كررت لفظ ” السرقة حلال ” لعدة مرات ستقتنع تدريجيا انها حلال بالفعل , وعندما تقوم بالسرقة لن تشعر بالذنب لأنك قمت بإقناع عقلك الباطن أنه أمر حلال , فمثلا قل لنفسك : بالرغم من أني أرغب في النجاح بتقدير ممتاز , فأنا أرى الشهادة إمتياز مع مرتبة الشرف , أو بالرغم من أنني أرغب في السفر إلى أوروبا فانا حجزت تذكرتي إلى هناك. تصديق ما سبق و الإبتعاد عن الأفكار السلبية قدر المستطاع هي أهم شروط تحقيق هذا القانون . فأنا من أكثر الناس إستفادة من هذا القانون في حياتي ونجاحاتي وأبسط ما قمت به كتابة مجموع الثانوية العامة الذي أرغب به على مرآتي وتصديق الأمر وكأنه حقيقة , حتى حصلت على نفس ما أردت , في جامعتي وحياتي لم تفارقني هذه الخطوات وبالفعل هي احد أسرار نجاحي ونجاح الملايين على هذا الكوكب . ولكن يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن هذا القانون لا يعبأ أن كنت تعتبر أحد الأشياء جيدا أو سيئا , أو ما إذا كنت تريده أم لا , إنه فقط يستجيب لأفكارك أنت مهما كانت . عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن أفكارنا لها قوة مغناطيسية عظيمة , فعلى سبيل المثال إن إستيقظت صباحا لتشرب الشاي , وقمت.. كرر هذه الجملة دائما وتأكد انك المتحكم في مجرى حياتك وأفكارك وان كل فكرة تفكر بها لها دور في تشكيل حياتك المستقبلية , قم بنسيان الماضي وتذكر أن الله قد نفخ فينا من روحه , هل لك أن تتخيل ما معنى ذلك ؟ معناه أنك قادر على زرع الأمل في صحراء جرداء , وحتما بالعزيمة والإصرار ستثمر أحلاما وأماني لطالما حلمت بها وكما قال ديل كارنيجي : كل الناجحين من الرجال والنساء هم من كبار الحالمين فهم يحلمون كيف سيكون مستقبلهم ويتخيلون كل تفاصيل فيه ثم يعملون كل يوم من أجل بلوغ رؤيتهم البعيدة هذه , ومن أجل تحقيق هدفهم وغرضهم هذا.. تأكد دائما أنك إنسان عظيم , وأن لك دور عظيم في هذا المجتمع وقوة ومكانة لم تكتشفها بعد وعليك إكتشافها . وأخيرا كن على يقين أنك تستحق الأفضل ببساطة لأنك مغناطيس حياتك , لأنك سر هذا الكون.
1 التعليقات
اسامة مختار
2015-07-18 at 5:46 م (UTC 4) رابط التعليق
ما أحوجنا لقراءة أنفسنا خاصة وأننا فى زحمة الحياة تتوه منا الأفكار ونحتاج لمن يذكرنا بها لا بد من قراءة أنفسنا من الداخل وذلك وفق ما تترجمه أعمالنا اليومية الأستاذة روان أبو شيته مقال ممتاز الكثير يبحث عنه ولن يقرأه إلا من لديه جاذبية لتك الأفكار اللا مرئية وأتذكر معك هذه المقولة ( إن العقل هو الذي يجعلك سليماً ، أو مريضاً تعيساً ، أو سعيداً غنياً ، أو فقيراً ) إدموند سبنسر ، وقبل كل ذلك قوله تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) والحديث الشريف الذى جاء فيما معناه رحم الله امرأ جعل من نفسه واعظاً .
(0) (0)