يأتي عيد الفطر المبارك في كل عام مختلفاً عن العيد الذي سبقه، من ودعنا ومن استقبلنا، وبأحداث تركناها وراءنا وبأحداث نتطلع لأن نقترب فيها من الفرح.
يأتينا هذا العيد بعد أزمات لم تخل منها دولة في العالم إلا ما ندر، أزمات سياسية، أمنية، مالية واقتصادية، وكنا نخشى أن تؤثر هذه الأزمات على أنماط الحياة الاجتماعية، لكن على الرغم من شدة هذه الأزمات وظلالها إلا أنها لم تثن أبناء الإمارات عن الاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك، بالفرح والأمنيات بأن تظل الإمارات دائماً بخير.
أمنياتنا بأن يستقبل أبناء الإمارات والأمتين العربية والإسلامية هذا العيد بفرح أكبر، فالأزمات مهما اشتدت لا ينبغي أن نمكنها من سرقة الفرحة من قلوبنا، أو تثنينا عن الابتهاج مع أطفالنا وأسرنا بعيد جعله الله فرحة للمسلمين في العالم كله، فالفرح والابتهاج بالعيد حق للجميع.
ندرك قيمة الوقت ولا بد من التذكير بأننا كوننا بشراً نعيش ضمن منظومة علاقات بشرية تتواصل وتنقطع، لا بد أن تمر لحظات تختلف فيها النفوس وتثور وتخطئ وتتألم أو تندم، لكن المهم أن تبقى القلوب متعانقة، فمهما اختلفنا أو ضقنا ذرعاً فلا بد أن نجعل هذه المرحلة عابرة لا نتوقف عندها طويلاً.
المحبة والتسامح والعفو أمور لا يلجأ إليها إلا إنسان حضاري في سلوكه، يعلن اعتذاره ويبادر لمن خاصمه، ليفتح صفحة جديدة، غير مبال بالناس التي ترى في ذلك ضعفاً وتراجعاً.
هناك نفوس غالية على قلوبنا، غاضبة وأخرى عاتبة لها أزمنة وأمكنة في ذاكرتنا، تستحق أن نمنحها في هذا اليوم أكثر مما تتوقع، تستحق أن نقترب منها، نصافحها ونعانقها صباح العيد بحب وصدق، ونطلب منها العودة إلينا ليعود الصفاء، فتمنحنا القدرة على العيش، ومواصلة الرحلة في عالم متسامح، يرسم البسمة على وجوهنا، وينسينا هموم الحياة وكدرها، كوننا إخوة وأحباء لا تصفو الحياة من دونهم.
كل عام وأنتم في أعين الفرح وفي رعاية الله وحفظه.