مع اشتداد المعارك في حلب وشن قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد غارات جوية على المدينة رغم تقدم قوات المعارضة فيها، نشرت تركيا قوات إضافية وعتاداً على امتداد جزء من حدودها مع سوريا غير أنها استبعدت وجود أي خطط فورية لأي تدخل عسكري، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مقتل مسؤول الإمداد في تنظيم «داعش» بغارة للتحالف في سوريا.
وقالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتاداً على امتداد جزء من حدودها مع سوريا، مع اشتداد حدة القتال شمال مدينة حلب. لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو نفى وجود خطط فورية لأي تدخل عسكري.
وذكرت أن الجيش التركي كثف إجراءات الأمن من خلال إرسال عتاد إضافي وجنود، بما في ذلك قوات خاصة في الأيام الأخيرة، وذلك بسبب القتال العنيف في المنطقة الريفية شمالي حلب.
وقال أوغلو «إذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي فسوف نتحرك على الفور، ولن ننتظر حتى الغد. ولكن من الخطأ التوقع أن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل الأحادي الجانب في الوقت القريب ما لم تكن هناك مخاطر».
وأضاف داود أوغلو أن الأسد -الذي تسيطر قواته والميليشيات المتحالفة معها على الأحياء الغربية من حلب- يتعاون مع «داعش» في مهاجمة المعارضة المعتدلة.
وقال إن السوريين في حلب لن يحصلوا على الإمدادات الأساسية مثل الطعام والدواء إذا أدى القتال إلى تقسيم المدينة. وتابع أن ذلك سيؤدي إلى تدفق جماعي جديد للاجئين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل أكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.
وأكد رئيس الحكومة التركية ان بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سوريا لحماية حدودها، وذلك على خلفية شائعات تتناقلها الصحافة بشكل متواصل عن تدخل عسكري تركي.
وأضاف أوغلو: «لا يجدر بأحد ان يتوقع من تركيا ان تدخل سوريا غدا أو في مستقبل قريب. إنها مجرد تكهنات» مشيراً الى ان «تركيا لن تنتظر حتى الغد في حال وجود تهديد على أمنها الداخلي» ولكن وفقا للوضع الحالي «فإن التدخل العسكري الأحادي الجانب ليس مطروحا». وأكد «لن ننجر أبدا الى مغامرة، فليطمئن شعبنا».
وتورد وسائل أعلام تركية منذ اكثر من اسبوع ان الحكومة تدرس القيام بعملية عسكرية في سوريا لإبعاد مقاتلي «داعش» من حدودها ومنع تقدم المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على جزء واسع من المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا.
وقام الجيش قبل بضعة أيام بتعزيز قواته على طول الحدود التركية السورية الممتدة على مسافة 900 كيلومتر.
ميدانيا، سيطر مقاتلو المعارضة وبينهم جبهة النصرة على نقاط عدة في حي جمعية الزهراء الاستراتيجي في غرب مدينة حلب بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهته، نفى الإعلام الرسمي السوري حصول اي تقدم، مؤكدا ان قوات النظام تمكنت من صد الهجوم.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تمكنت فصائل (غرفة عمليات أنصار الشريعة) من التقدم داخل حي جمعية الزهراء، حيث مقر فرع المخابرات الجوية والسيطرة على مبان عدة».
وأعلن 13 فصيلاً مقاتلاً غالبيتها إسلامية إطلاق «غرفة عمليات أنصار الشريعة» بهدف «تحرير مدينة حلب وريفها». ويضم التجمع جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) ومقاتلي الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية وكتيبة التوحيد والجهاد والفوج الأول وكتائب أبو عمارة وكتائب فجر الخلافة وسرايا الميعاد وكتيبة الصحابة وجند الله ولواء السلطان مراد».
وقال الناشط كريم عبيد من مركز حلب الإعلامي الذي يضم ناشطين إعلاميين معارضين، إن «أهمية الحي تكمن في انه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة وعلى قرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي».
وأفاد المرصد عن مقتل 35 مقاتلاً من الفصائل وعدد غير يحدد من عناصر قوات النظام.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري ان «الجيش أحبط محاولات تسلل المجموعات الإرهابية على محاور عدة في حلب».