يعرض الجناح الرئيسي بمهرجان «أم الإمارات»، أعمالاً فنية لحرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، تستكشف جماليات الثقافة الإماراتية من خلال فنون الشعر والخط.

تعرض الأعمال تحت عنوان «رسائل حب وسلام بحبر وورق»، التي تسلط الضوء على إنجازات المرأة في الماضي والحاضر، وتبرز جهودها في تحسين الواقع استلهمتها من سيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «حفظها الله»، حيث يقدم مهرجان «أم الإمارات» تحية اعتزاز وتقدير لإسهاماتها المجتمعية.

تعرض مجموعة الأعمال الفنية في قسم «الفن والشعر والحكمة» المخصص لإبراز الدور الفاعل للمرأة الإماراتية في تنشئة الأجيال على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة التي نقلتها لأبنائها من خلال الكلمة المسموعة والمقروءة، وسرد تاريخ الأجداد عبر أبيات الشعر والقصص، ومن هنا لعبت المرأة الإماراتية دوراً هاماً في حفظ قيم المجتمع من خلال التراث الشفهي، الذي تناقلته الأجيال عبر المجالس التي كانت بمثابة ملتقيات ومنتديات للتذكير بإرث الأجداد وقيم وأعراف المجتمع ونقلها للأجيال الجديدة، عبر القصص الشعبية والمرويات والأمثال والحكم والمواقف التي حملتها أبيات الشعر، وفي الوقت الحالي تستمر المرأة الإماراتية في لعب هذا الدور عبر الفنون المعاصرة التي تمزج ما بين قيم الأصالة والحداثة.

وبدأت حشود الجماهير بالتوافد على موقع إقامة فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان «أم الإمارات»، الذي انطلق يوم الخميس الماضي بعرض مبهر للألعاب النارية، والذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لمدة عشرة أيام على كورنيش أبوظبي.

ويمتد موقع فعاليات المهرجان على مساحة كيلومتر واحد على شاطئ كورنيش أبوظبي، وتضم مساحته هذا العام جزءاً من مشروع «عَ البحر» الجديد الذي طورته شركة «ميرال»، ويفتتح للجمهور لأول مرة. ويقدم المهرجان مناطق متخصصة هي، منطقة السعادة، ومنطقة التقدم، ومنطقة مطاعم الشاطئ والسوق، إضافة إلى الجناح الرئيسي الذي يحمل اسم جناح «أم الإمارات»، وتتمحور أفكاره حول قيم التمكين والمحافظة والتعاون والاستدامة والاتحاد، ونشر التسامح، التي أعلت من شأنها في مجتمعنا، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، حفظها الله، والتي تم تكريمها مؤخراً من قبل جامعة الدول العربية بمنحها وسام شرف ولقب «روح الإنسانية ونبع الخير والعطاء».

ويقدم المهرجان للجمهور من الصغار والكبار فعاليات وأنشطة مجانية تمزج المرح وبالتعليم، في منطقة «التقدم» عبر العديد من ورش العمل، ومن بينها ورشة عمل مشتل «اغرس وازرع»، التي تنظم بالتعاون مع معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، حيث يرحّب هذا المشتل الواسع بكل أفراد العائلة، حيث يمكنهم الاستمتاع سوياً بزرع البذور، وتلوين الأواني، وحصاد المنتجات الغذائية الشهية. ومتابعة استكشاف مسيرة البذور كونها أحد مكونات الغذاء، وفي منطقة «تحدي الطهاة» المجاورة سيستخدم أشهر طهاة أبوظبي منتجات المشتل من خضراوات وفواكه لابتكار أطباق شهية بطريقة مسلّية أمام الجمهور.

ويمكن لزوار منطقة «التقدم» أيضاً اكتشاف ما يختبئ تحت المياه في فعالية «حياة المرجان السرية»، والتعرف على الحيوانات والنباتات الرائعة التي تعيش في الشعب المرجانية، واكتشاف هذه المخلوقات الرائعة، وكذلك المشاركة في بناء الشعب المرجانية من خلال صنع مجسم لكائن بحري والاحتفاظ به. وتتيح ورشة عمل «اصنع طائرتك الورقية»، صناعة طائرة ورقية ملوّنة خالية من أي قطع بلاستيكية، تشجيعاً للحد من استخدام المواد البلاستيكية الملوّثة للبيئة وحماية الحياة البحرية الرائعة والمتنوّعة للخليج العربي.

وقبل مغادرة منطقة «التقدم» يمكن للزوار التوجه إلى «شجرة الطيبة» لكتابة كلمة أو فكرة طيبة وتعليقها على شجرة الطيبة، من ثم مشاهدة كيف ستساعد تلك اللفتة اللطيفة هذه الشجرة على الازدهار لتستمر بالنمو طوال فترة المهرجان، كما يمكن لعشاق الفنون، المشاركة في ابتكار لوحات ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية الواقع الافتراضي في نشاط «فن الواقع الافتراضي»، حيث يمكن ممارسة فنون النحت والرسم والتلوين والابتكار على لوحات متعددة الأبعاد.

ولعشاق الإثارة والحماس يمكنهم تجربة «الطيران الحر» وخوض مغامرة مثيرة للتغلّب على المخاوف والشعور بتدفق الأدرينالين في العروق، عند القفز من مكان مرتفع جداً في سقوط حر على كيس سلامة ضخم مصنوع بواسطة أحدث تقنيات امتصاص الصدمات الأكثر أماناً، كما تقدم منطقة «السعادة» لعشاق التحمس والإقدام تجربة «جبل الشجاعة» بتسلق جبل من الشباك، إضافة إلى اختبار القدرة على التوازن خلال عبور جسر الشجاعة المعلّق على امتداد 20 متراً.

وللمزيد من المشاهد العلوية، يستمتع الأطفال بقضاء ساعات طويلة من دون أن يشعروا بالملل في لعبة «اكتشف الطبيعة» في منطقة السعادة، وهي لعبة تقدم لأول مرة في فعالية عامة في دولة، إذ يتسلّقون جداراً من الحبال للوصول إلى بيت الشجرة، ويعبرون الجسور لزيارة أصدقائهم في حصنهم على شجرة أخرى، ومن ثم ينزلقون معاً إلى الأسفل قبل أن يبدأوا بالتسلّق من جديد. كما تضم هذه المتاهة من المنصات المرتفعة مظلات واسعة يمكن للأطفال الجلوس في ظلها وتبادل الأحاديث. وضمن هذه اللعبة أيضاً، يمكن للأطفال المشاركة في نشاط «فنون وحرف»، حيث يمكنهم الاستمتاع بفترة بعد الظهر وابتكار أشكال جميلة في منزل الشجرة، وحياكة أنماط ملوّنة وجميلة لتزيين السياج، أو الابتكار في فن الباتيك أو صنع أوراق هوائية ملوّنة، أو المشاركة في نشاط «الورود المضيئة» لصناعة مصباح متعدد الأسطح، باستخدام مواد بسيطة مثل البطاقات والدوائر الكهربائية والمصباح الثنائي الباعث للضوء، حيث يمكن ابتكار وردة متوهّجة والتعرّف على العلوم الأساسية للهندسة.

يعد المهرجان جمهوره وزواره بقضاء أوقات ممتعة ومفيدة، عبر مجموعة واسعة من ورش العمل والمعارض الفنية والاستعراضات الموسيقية الترفيهية، إضافة إلى خيارات واسعة من الأطعمة والمشروبات، والتسوق في منطقة السوق، وغيرها من المناطق المتخصصة الأخرى.

«المهرجان في الحديقة».. ورش وفعاليات متنوعة

استضافت حديقة أم الإمارات فعاليات «المهرجان في الحديقة» التي تقام ضمن فعاليات البرنامج المجتمعي لمهرجان أبوظبي 2018 وذلك برعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان.

وشهدت فعاليات اليوم الأول افتتاح «سوق الأشغال اليدوية والحرف التقليدية» من مشروع «الغدير للحرف اليدوية» الذي يهدف إلى الحفاظ على التراث الشعبي الإماراتي وموروث الحرف والأشغال اليدوية، بالإضافة إلى ورش عمل تفاعلية ومناسبات مجتمعية وعروض لأفلام تُعبر عن الثقافة الغنية للهند ضيف شرف المهرجان لهذا العام كما شاركت ملكة الماريمبا الفنانة المصرية نسمة عبد العزيز الأطفال فرحتهم، وعزفوا سوياً على آلات الإيقاع.

ومع حلول المساء، أقيمت لزوار الحديقة ورشة عمل تعلّم الرقص الأكثر شهرة في بوليوود من خلال فقرة خاصة مع مدرب الرقص جيل تشوين، والتي أقيمت مساء أمس أيضاً تبعها عرض لفرقة راغو ديكسيت الشهيرة بحضور نفديب سينغ سوري سفير جمهورية الهند لدى الدولة، وقدمت الفرقة حفلاً موسيقياً ألهب حماس الجمهور، وهو العرض الذي يعتبر من أكثر العروض الحية تشويقاً في الهند، والذي وصفته مجلة الغارديان بأنه «أكبر الصادرات الثقافية في الهند»، حيث تم أداؤه في أكثر من 1500 حفل موسيقي في 30 بلداً.