شهد مؤتمر “الفن الإسلامي في مواجهة التطرف” الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 21 إلى 23 مارس الجاري، عدد من الجلسات التي تناولت “فلسفة وجماليات الفن الإسلامي”، و”الفن الإسلامي والآخر”، و”تجارب في إحياء الفن الإسلامي”. ويشارك في المؤتمر باحثون من ثلاث عشرة دولة من أوروبا وآسيا وإفريقيا، ويدعمه المجلس الدولي للمتاحف والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم.
وجاءت الجلسة الأولى لمؤتمر الفن الإسلامي في مواجهة التطرف تحت عنوان “فلسفة وهوية الفن الإسلامي”. وأدار الجلسة سعد بن عبد العزيز الراشد، بحضوره الدكتور أحمد الشوكي من دار الكتب والوثائق المصرية، والدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، وحمدان كرم الكعبي من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وعبد الحليم مناع، من الأردن.

واستعرض الدكتور أحمد الشوكي تجربتهم في إعادة ترميم وافتتاح متحف الفن الإسلامي، بعدما تعرض لأضرار بالغة عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة والتي تقع في مواجهة المتحف. وقال إن متحف الفن الإسلامي واحدا من أهم متاحف الفن الاسلامي على مستوي العالم وكان يوجد به 100 ألف قطعة أثرية متنوعة، لافتًا إلى أنه من أقدم المتاحف على مستوى العالم ويعبر عن البيئة الموجود فيها ويغطي كافة أنحاء العالم الاسلامي.
وأضاف أنه في عام 2014 حدث وقع تفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدف مديرية أمن القاهرة وعلى بعد 20 متر فقط من المتحف ما تسبب في أضرار بالغة وأثرت على 179 قطعة أثرية موجودة، متابعًا:” أرى أن الحادث كان يستهدف أيضا تدمير تراثنا الإسلامي وليس مديرية الأمن فقط”.

وأشار إلى أنهم عملوا على عدة مواجهات لإنقاذ وترميم المتحف وبالفعل نجح الفريق المتخصص في ترميم 170 قطعة أثرية من أبرزهم محراب السيدة رقية، لافتًا إلى أنهم أيضا قاموا بعمل موقع إلكتروني وتطبيق على الهواتف للتعريف بالمتحف ومقتنياته فضلا عن زيادة عدد قاعات العرض والمعروضات التي بلغت 4400 أثرية.
بدوره تطرق الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، إلى فلسفة الفن الإسلامي والتي رأى أنها بمثابة تواصل بصري لحضارة قامت على التعارف.
وقال إن الفنان المسلم تجاوز فكرة تقليد الواقع إلى التجريد وقام بخلط التجريد بالطبيعة والعناصر الهندسية، لافتًا إلى هذا الفن يعبر بالنفس إلى رحابة السمو الانساني الروحاني وذلك حين يخلط الزخارف بالخط العربي الذي هو فن في ذاته مثل استخدام آيات سورة النور وكتابته على المشكاة.
وأضاف أن الفن الإسلامي مركبا يحتاج إلى من يفك ألغازه فمشاهدة لقطع فنية يوميا لا يولد إحساس بالملل بقدر ما يولد رغبة في معرفة ماهية هذه القطع. وتابع :”الفن يشبع رغبات المجتمع للتمتع بالجمال والفن الإسلامي لم يكن يمارس كفن للتعبير الفني بل اندمجت لكل شيء يستعمله الانسان في حياته”.
وأشار الدكتور خالد عزب، إلى أن الفن الإسلامي عاكس للصناعة الحرفية لأجل ذلك ينحت الفن تصوراته الجمالية بين المدرك الحسي ومداركه الخيالية تبعا للمهارة الذهنية وتشكل الصورة وحسن استقبالها، وأن الجمال والحسن حاضران بقوة عند فلاسفة الحضارة الاسلامية.

وتابع أن الفنان المسلم حريص علي الحركة وهنا تأتي جمالية هذا الفن الذي يتواصل الناظر إليه وحركة العناصر الزخرفية لا تشبع نظرة الناظر اليها بل يعود لها مرات. وقال إن الزخرفة كفن تحورت إلى اشكالها التجريدية وتركت المجال لخيال الفنان حتى وضعت لها قواعد من فترة إلى أخرى ومن عصر إلى عصر فهو فن لديه فلاسفة يقدمون رؤى فلسفية مع الانتاج الفني الفلسفي.
وفي كلمته تحدث حمدان كرم الكعبي، من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام عن خصائص وسمات الفن الإسلامي، حيث قال إن الفن الإسلامي هو فن راق يشرف ويحب أن يمتزج بالحضارات والفنون الأخرى. وأضاف أن الفن الاسلامي واحد من الفنون التي تشاركت مع الآخرين كثيرا ولم يكن مميزا فقط للمسلمين بل كان فيه مسلمين ويهود وحتى الديانات الأخري وامتزج مع فنون أخرى مثل الاندلس والمغرب العربي والدولة العباسية.

وأشار إلى أن الفن الإسلامي تفاعل مع كل الفنون وأخذ عصارة هذه الفنون وترك الآثار والفنون الأخرى ولم يدمرها واعتبرها فنًا يجب أن نتعلم منه وندرسه. وتابع :”فلاسفة المسلمين أدركوا أن علاقة الفنون بمقاصد الشريعة وأن التأمل في الجماليات يودي إلى الاتزان النفسي والعقلي”، مشيرًا إلى الأخطار التي تهدد حياة المجتمعات البشرية وعلى رأسها الارهاب، وأننا نحتاج إلى علاج جذري وفعال لهذه الظاهرة.
وتحدث الكعبي عن سمات ونشأة الفن الإسلامي قائلا :”النشأة الأولى للفنون الاسلامية تبدأ بأول آية نزلت على الرسول ، موضحًا أنه قائم على العبودية لله ليس قائم على الأساطير وهو فن وسيلة لمعرفة الله ومعرفة الطبيعة وليس غاية وأنه ركز على البعد عن تصوير الكائنات الحية وتصوير المخلوقات واتجه إلى تصوير أنماط هندسية وخط عربي.
بدوره قال عبد الحليم مناع، من الاردن، إن يد الإرهاب مست أهم متاحف الدول العربية والإسلامية الموجودة في مصر والعراق واليمن وسوريا وفلسطين. وأشار إلى أن الكيان الصهيوني في فلسطين أول ما قام بانتهاك التراث الإسلامي على أرض فلسطين وكذلك محاولات مس المسجد الأقصى منبر صلاح الدين الأيوبي. وطالب بضرورة أن يكون للفن الإسلامي مادة أكاديمية تدرس في جميع المدارس والمعاهد في كافة المراحل الدراسية وذلك لما يحمله الفن الإسلامي من قدرة على السمو بالنفس والاتزان النفسي والروحي والعقلي.
وجاءت جلسة حوارية أخرى تحت عنوان “جماليات الفن الإسلامي”، أدارها الدكتور محمد عبد المنعم الجمل، بحضور الدكتور كايد هاشم، من منتدى الفكر العربي بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور محمد حسن عبد الحافظ، عضو معهد الشارقة للتراث بالإمارات العربية المتحدة، والدكتور عاطف عبد الدايم، رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة الفيوم، ورينا ديواني، مشاركة من دولة الهند، والدكتور عاطف منصور، عميد كلية الآثار جامعة الفيوم.

وألقى الدكتور كايد هاشم من منتدى الفكر العربي بالمملكة الأردنية الهاشمية، ورقة بحثية بعنوان “الفن الإسلامي والتطرف: استعادة الدور والمفهوم”، مؤكدًا إن العالم العربي والإسلامي أصبح في حاجة ماسة إلى إحياء دور الفن الإسلامي للتأثير في حياة العرب وأفكارهم واستعادة الحس الجمالي، وتعزيز دوره في مواجهة الجمود والتطرف.
وانتقد إثارة الجدل على أنواع معينة من الفنون التي تصور الكائنات الحية من بينها النحت والتصوير بحجة أنها محرمة على الرغم من عدم وجود حكم شرعي في القرآن الكريم يحرمها، مشيرًا إلى أن هذه الآراء تؤدي إلى مزيد من التنافر ويستفيد منه خطاب التطرف لتبرير ممارساته.
وتحدث الدكتور محمد حسن عبد الحافظ، عضو معهد الشارقة للتراث بالإمارات العربية المتحدة، عن ورقة “الرؤية الصوفية لجماليات الفنون الإسلامية”، داعيًا إلى إعادة اكتشاف الدور الذي قامت به الصوفية في حماية المجتمع من التطرف والعنف وخاصة في صعيد مصر. وأشار إلى أن الحياة الإنشادية الصوفية في موالد الأولياء والقديسين استمرت على الرغم من انتشار الفكر الإسلامي المتشدد، مسلطًا الضوء على واقعة حضور عائلتين في صعيد مصر أحد جلسات الإنشاد الديني يمارسون الطقوس بحرية تامة على الرغم من وجود خلاف ثأري بينهما، وهو ما يعكس حالة السلام والتسامح الذي يدفع إليه التصوف.

واستعرض الدكتور عاطف عبد الدايم، رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة الفيوم، من خلال ورقة بحثية بعنوان “مظاهر الحب في الفن الإسلامي” المؤلفات التي تتحدث عن الحب والعشق، موضحًا أن التاريخ الإسلامي يزخر بالوقائع التي تروى قصصًا عن الحب. وأشار إلى أن الدين الإسلامي يحث على الحب حيث وردت كلمة الحب في اثنان وثمانون آية بالقرآن الكريم، كما ورد عدد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن مشاعر الحب بين الرجل والمرآة وكيفية التعامل معها.
وألقت رينا ديواني، مشاركة من دولة الهند، ورقة بحثية بعنوان “جوهر الجمال في الفن الإسلامي”، مشيرة إلى أن الهند تعد مثال واضح للتعايش بين الأديان، هذا التعايش الذي استمر لسنوات طويلة وهو ما تعكسه الأفلام الهندية. وأوضحت “ديواني” إن الهند بها الكثير من مظاهر الفن الإسلامي والتي تظهر في المباني الإسلامية، والنقوش التي تم استخدامها في مبنى تاج محل، بالإضافة إلى الأواني وملابس التي تنتمي للحضارة الإسلامية.
وتحدث الدكتور عاطف منصور، عميد كلية الآثار جامعة الفيوم، عن المسكوكات الإسلامية من خلال ورقة بحثية عن “ثقافة الآخر وأثرها على الآثار في العصر الإسلامي”، مشيرًا إلى أن الرسول تلقى عملات من هرقل ملك الروم منحوت عليها صورته ومن الجهة الأخرى منحوت الصليب. وأضاف: “الرسول استقبل هذه العملات ولم وينكرها وما ورد عليها من نقوش، وتم تداولها فيما بعد وهو ما يدل على تقبله للآخر واحترام ثقافته وعدم إنكارها”، موضحًا أنه عقب ذلك بدأت الخلافات الإسلامية المتعاقبة على صك العملة منقوش عليها صور الخلفاء.
وتحدث في الجلسة الثالثة الدكتور أحمد أمين، أستاذ مساعد بكلية الآثار جامعة الفيوم، والدكتور عبد الرحيم ريحان بركات، من وزارة الآثار المصرية، والدكتور محمود الشافعي غزالة، الأستاذ بجامعة المنصورة. وأدارها الدكتور محمد على فرحات.
وألقى الدكتور أحمد أمين، أستاذ مساعد بكلية الآثار جامعة الفيوم، ورقة بحثية بعنوان “سياقات التأثيرات المتبادلة بين الفنين البيزنطي والإسلامي”، موضحًا أن الفن الإسلامي تفاعل مع الفنون السابقة له واللاحقة عليه، إلا أنه أطفى عليها روح الإسلام فبدلًا من استخدام الرسوم ذات الروح، الكائنات الحية، أصبح يركز عن الرسوم النباتية.
وأشار إلى وجه الشبه بين زخارف القباب في كل من العمارة البيزنطية والإسلامية، حيث كانت تعبر عن العقيدة، ولكن الاختلاف كان في طريقة التعبير عنها فالأولى تعتمد أسلوب تصويري، من خلال رسم صورة المسيح والسيدة العذراء، أما الثانية فقد اعتمدت على الأسلوب الخطي، مثل كتابة الآيات القرآنية.
وتحدث الدكتور عبد الرحيم ريحان بركات، من وزارة الآثار المصرية، عن التعايش في منطقة سيناء من خلال ورقة بحثية بعنوان “الفنون المسيحية والإسلامية بسيناء تؤكد قيم التسامح والتعانق بين الأديان”، موضحًا أن منطقة سيناء بها العديد من المواقع التي تكشف تعايش المسلمين والمسيحيين من بينها دير الوادي “دير سانت كاترين”، والتل الكيلاني بمنطقة الطور.
واستعرض بركات المواقع الأثرية والكنوز التي عثرت عليها البعثات الأثرية في تلك المنطقة، والتي أظهرت التعايش بين الديانات السماوية بالعصور المختلفة، مشيرًا إلى أن وزارة الآثار تمكنت من إزالة التعديات الواقعة على المناطق الأثرية على الرغم من الصعوبات التي تعرضت لها نتيجة رفض الأهالي إخلاء منازلهم.
وتحدث الدكتور محمود الشافعي غزالة، الأستاذ بجامعة المنصورة، عن التصور الإسلامي للجمال من خلال ورقة بحثية بعنوان “الفلسفة الإسلامية في الجمال والفن وأثرها في الفنون الإسلامية وكيف أثرت في فنون غير المسلمين”، موضحًا أن الدين الإسلامي حث المسلمين على الجمال سواء في مظهرهم الخارجي أو المباني ليكونوا خير سفراء له.
وأشار إلى أن الفنان المسلم حرص على إظهار الجمال من خلال الزخارف النباتية والهندسية بالإضافة إلى الحروف العربية وأصبحت تزين الجدران والأواني، مضيفًا إلى أنه أبدع في ذلك الفن حتى أصبح متفردًا به وخاصة الإبداع في الحروف العربية للبعد عن شبهة الوقوع في محظور ديني. وأوضح أن الفن الإسلامي انتشر بصورة كبيرة وهو ما أدى إلى تعرضه لفنون وثقافات متنوعة، إلا أنه حافظ على هويته ونجح في دمجها في فنونه.
وتحدث في الجلسة الرابعة الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، كلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتورة شهد زكي عبد الموجود، وزارة الآثار المصرية، وبرديس عبد الحليم الراجحي، من جامعة الإسكندرية، وإيناس أحمد الباحثة بجامعة الإسكندرية. وأدار الجلسة حمدان الكعبي.
وقال الدكتور عبد العزيز صلاح سالم إن الإسلام وفنونه يتعرضان للعديد من الاتهامات دون رد، فالتراث يحمل العديد من الأدلة الدامغة على أنه يحمل مفاهيم الحوار والتسامح مع الآخر ويحمل الحوار الثقافي والتسامح والتعددية.
وأضاف أن الفن الإسلامي حافظ على خاصية الوحدة والتنوع في الزخارف المختلفة، فالبداية والنشأة تدل دلالة واضحة على اعتماد مبدأ الحوار في هذ الفن، وأن الفن الإسلامي عندما تحاور مع الفنون السابقة أخذ منها وسمح بوجود معطيات تعود إلى الحضارة القديمة، مثل الفن المسيحي في سوريا والفن القبطي في مصر بالإضافة إلى الفن الهندي والبيزنطي.
وفيما يتعلق بالصناع أوضح الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، أن الفن الإسلامي حمل العديد من أسماء غير المسلمين مثل صامويل بن موسي وموسي بن ميمون وكلها غير إسلامية وأحيانا كانت تنعت بالذمي، فوجود أسماء علي الفن الإسلامي يدل على المكانة الكبيرة التي كانت تتاح لغير المسلمين.
ورأى أن هناك مساحة للحرية كانت في الخلافة الإسلامية تتعلق برسم تصاوير للمسيح على تحف إسلامية في غاية الأهمية، مستعرضًا بعض القطع الأثرية الموجودة التي تدل على تأثر الفن الإسلامي بالفنون الأخرى فضلا عن وجود بعض القطع والتحف التي تعود لعصر الخلافة الإسلامية ما يدل على أنه كان يسمح للصناع بالعمل بحرية، مشيرًا إلى أن الغرب المسيحي قدر التحف الفنية الإسلامية ووضعها في أقدس الأماكن.
من جانبها تحدثت الدكتورة شهد زكي عبد الموجود من وزارة الآثار المصرية عن تأثير العمارة البيزنطية على العمارة الإسلامية في عصر محمد علي، مستعرضة بعض نماذج التأثر في المساجد الإسلامية بالفنون البيزنطية والمسيحية مثل متحف أية صوفيا وهو متحف مفتوح يحمل الزخارف المسيحية بجانب الزخارف الإسلامية بجانب ديانات أخرى.
بدورها قالت برديس عبد الحليم الراجحي، إن كل الفنون تتأثر ببعضها البعض ولا يمكننا أن ندرس فن أو حضارة معينة دون الرجوع إلى جذورها وأن الفنان المسلم حرص على توشيح النصوص بواسطة التصاوير وهو ما يسمى بفن المنمنمات الإسلامية.
وأضافت أن المتعصبين من المستشرقين والمتزمتين من الفقهاء استخدموا النصوص دون فهمها فهمًا حقيقيًا وقالوا أن التصوير يتعارض مع الشريعة الإسلامية لذا كان فن المنمنمات هو فن دنيوي ولا يستخدم في المصاحف ورغم ذلك أنهم لم يمنعوا استخدام هذا الفن في الجداريات والتحف الصغيرة. وأوضحت أنه كان في الاسلام تصوير ديني وصوروا لحوادث مشهورة.
وتحدثت عن تاريخ تزويق المخطوطات وعلاقاتها بصناعة الورق التي ترجع إلى الصين وكيف قاموا بتعليم المسلمين الرسم على الورق وكذلك الرسم، لافتة إلى أن الفن الإسلامي استوعب كل الفنون التي احتك بها من خلال الفتوحات الإسلامية.
من جانبها تحدثت إيناس أحمد، الباحثة بجامعة الإسكندرية، عن علاقة الفن الإسلامي بالفن الهندي، مستعرضة نماذج التأثر بين الفن الإسلامي الفن الهندي وبالتحديد في فن العمارة. وأشارت إلى أن هذه العمارة والديكورات كانت تستخدم في القصور والاقامة وتم استخدامها في المساجد وكانت هناك الكثير من القنوات التي ساعدت علي التعبير في الفترة ما قبل الاسلام في العمارة ولكي نحلل الدوافع جعلت المسلمين يتجهون إلى العمارة الهندية ويقومون بتقليدها سنجد أن الفنان المسلم نجح في اعطاء مزيج مميز لهم في عمارتهم.
وجاءت الجلسة الخامسة لمؤتمر الفن الإسلامي في مواجهة التطرف تحت عنوان ” الفن الإسلامي والآخر” . أدار الجلسة الدكتور مجدي جرجس، بحضور الدكتور أحمد رجب الأستاذ بكلية الآثار بجامعة القاهرة، الدكتور محمد الجمل، جامعة الإسكندرية، الدكتور سامي عبد المالك، والدكتور حسام العبادي الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والدكتورة رضوى زكي من مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية.

وتحدث الدكتور أحمد رجب، عن الفنون الإسلامية في الهند التنوع واحترام الآخر، لافتا إلى أن الفنون والحضارة الإسلامية في الهند أمدتنا بآلاف القطع الفنية في الحضارة الاسلامية. وقال إن الفن الإسلامي استفاد من التنوع الكبير في الثقافة الهندية وتأثر بها وأثر فيها، مستعرضا نشأة الدولة الإسلامية في الهند متابعا:” دخل الاسلام الهند في بداية القرن الأول وكانت وقتها عبارة عن إمارات كثيرة وديانات ولغات مختلفة وبدأ الاسلام في تكوين إمارة صغيرة وسط هذه الإمارات وبدأت تتوسع دول إسلامية مثل الدولة الغورية التي أسسها شهاب الدين الغوري”.
وأضاف أن دولة المماليك في الهند هي أول دولة للمماليك في العالم وليس في مصر، ودلل على حديثه بتأثر الفن الإسلامي بالفن الهندي، بمسجد قطب مينار، الذي استعان بدعائم وأعمدة من معابد بوذية وهندوسية وغيرها ولم يجد غضاضة أو مشكلة في الاستعانة بهذه الأعمدة المنقوش عليها رسومات وزخارف فالفن الإسلامي مستوحى من الطبيعة والبيئة.
وأشار إلى أن الهنود استخدموا القباب والأبراج متعددة الطوابق في المعابد الهندية القديمة وأصبحت موجودة أيضا في المساجد والأضرحة في الفن الإسلامي وكذلك النجمة السداسية كانت موجودة في الهند قبل ظهور سيدنا موسي وكانت متواجدة بكثرة في الدولة الإسلامية.
وتطرق الدكتور محمد الجمل إلى الحضارة الإسلامية وعلاقتها بالحضارة الأندلسية في إسبانيا وكيف تأثرا ببعضهما البعض. وقال إن عظمة الفن الأندلسي خلال فترة الخلافة الإسلامية تتمثل في جامع قرطبة الذي يعتبر تحفة معمارية. واستعرض عدد من الصور للقصور والمساجد الاندلسية التي تعتبر مدخل في العمارة الإسلامية المتأثرة بالفن الاندلسي وعلى رأسها قصر الملك بيدرو الأول في اشبيلية.
بدوره تحدث الدكتور سامي عبد الملك عن اسهامات الروم والقبط في الحضارة الإسلامية، مشيرا إلى أن الروم والقبط ليس المقصود بهما الديانة في هذا الوقت ولكن سلطة الاحتلال، مبينا أن العرب موجودين في مصر قبل الفتح الإسلامي من خلال القبائل في سيناء.
وقال إن الأقباط كانوا عونا للعرب في افتتاح أول حصن وهو الفرمة كرها في الروم التي تعتبر سلطة الاحتلال حتى بعد اعتناقهم للديانة المسيحية، لافتًا إلى أن كسوة الكعبة قبل الاسلام كانت تصنع في مصر وحتي بعد أن استقرت الدولة الاسلامية بدأ الأمويون يكملون رسالة الفتح فاستعانوا ببعض الحرف وكان أهل الصنعة هم القبط خاصة فيما يتعلق بإنشاء الموانئ.
وتحدث الدكتور حسام العبادي عن التواصل الفني ما بين مملكة غرناطة وقشتالة ومدى التأثير والتأثر بينهما. مشيرا إلى أنه بعد سقوط الدولة “الموحدية” ظل الصناع والحرفيين في الاندلس تحت سلطة الدولة القشتالية. وأشار إلى أن الملك الفونسو العاشر في ممكلة قشتالة استعان بعمال مسلمين واعتنقوا المسيحية فيما بعد واستعان بهم في بناء قصره اشبيلية وبرزت أسمائهم باللغة القشتالية والعربية وكان الصناع مقربين من الملك وهذه المهن كانت متوراثة. وأوضح أن التأثر المتبادل بين المملكتين جاء أيضا في الاعلام والرايات وأسلحة الحروب.
وفي الجلسة السادسة التي جاءت بعنوان “الفن الإسلامي بين الرمزية والتجريد”، ألقى الدكتور طرشاوي بلحاج ورقة بحثية بعنوان “الفن من المحاكاة اليونانية إلى التجريد الإسلامي”، موضحًا أن الفن اليوناني كان يعتمد على أسلوب المحاكاة والتصوير للكائنات الحية، والتي تميز بقدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية بوضوح. وأضاف أن الفن الإسلامي خرج من هذا الأسلوب إلى التجريد، لأن التجريد يعطي حرية أكبر للإبداع والتأمل في الكون وهو ما يتماشى مع عقيدة التوحيد التي جاء بها الإسلام، هذا بجانب الإشكاليات التي تثار حول التصوير في الإسلام ووجود محاذير شرعية حوله.
وأوضح بلحاج إن الفن اليوناني بمجرد الاطلاع عليه سوف تصل إليك الرسالة التي يريد الفنان إرسالها، بعكس الفن الإسلامي فهو يسمح لكل من يشاهده بتكوين صورة خاصة به، مما يعني تنوع الأفكار والفهم حوله، مشيرًا إلى أن النوع الثاني والذي ينتمي إلى “التجريد” يعطي قوة أكبر للعقل البشري.
وتحدث الدكتور مبروك بوطقوقة، أستاذ في جامعة تبسة بالجمهورية الجزائرية وكاتب في جريدة السفير العربي، عن الإشكاليات التي تواجه الفن الإسلامي من خلال ورقة بحثية بعنوان “الفن في المخيال العربي الإسلامي بين الجمالي والمقدس”، موضحًا وجود علاقة مرتبكة بين الفن والدين على الرغم من وجود قواسم مشتركة فيما بينهم.
وأشار إلى أن الدين والفن ينتميان إلى النطاق الرمزي وليس المادي وهو ما يشكل الرموز والأفكار لدى الإنسان، كما أنهما تجربة روحية خالصة تغذي روح الإنسان وتدفعه إلى التعبير عن مشاعره، منتقدًا وجود صورة مغلوطة بأن الفن هو يعني الرقص والمجون وهو ما يستغله المتطرفين للهجوم على الفنون.
واستنكر الآراء التي تصف الفنان وخاصة صانعي الدمى والتماثيل بأنه يحاكي خلق الله ويحاول أن يتساوى مع صفه إلهيه، على الرغم من أن القرآن الكريم لم يتضمن حكمًا شرعيًا بتحريم النحت، مشيرًا إلى وجود إشكالية أخرى حول الفن الصوتي وتحريم الغناء رغم أن الرسول لم ينكرها أو يأمر صاحبته بمنعها.
وألقى الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس، ورقة بحثية نيابة عن الدكتور نادر محمود عبد الدايم، أستاذ بكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية، بعنوان “الرمزية في الفن العثماني”، مستعرضًا تأثر الفن العثماني بعدد من الأشجار والنباتات التي ظهرت في المباني والمساجد والأواني والمنسوجات. وأشار إلى تأثر الفن العثماني بشجرة السرو كما استخدمها الصوفيون في أشعارهم، نظرًا لطولها مما يرمز إلى السمو، كما تم استخدام زهرة التوليب، التي كانت مقدسة بالنسبة لهم واستهلكت بصورة كبيرة على مختلف العصور، حيث كانت ترمز إلى لفظ الجلالة، ووجدت إقبال كبير من قبل الصوفيين.
وتحدث الدكتور كمال عناني، رئيس قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، عن المئذنة من خلال ورقة بحثية بعنوان “التشكيل البصري للمئذنة نموذجًا لفلسفة الجمال في الفن الإسلامي”، مؤكدًا أن المئذنة علامة من علامات الإسلام فهي تعلن عن وجود المسجد مما يدل على وجود الإسلام في بقعة معينة من الأرض. وأشار إلى أن السلطان العثماني محمد الفاتح عقب فتحه القسطنطينية مباشرة قام بوضع مئذنة خشبية على كاتدرائية أيه صوفيا وهي دلالة رمزية فقط بأنها تحولت إلى الإسلام، ومن ثم بنى عدد كبير من المساجد ذات المآذن المرتفعة للإعلان عن تحول المدينة بأكملها إلى الإسلام.
وألقى علي سعيد حجازي، ممثل متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، ورقة بحثية بعنوان “الفن في الإسلام وتآلف الجميل والمقدس”، تحدث من خلالها عن كره المتطرفين للفن، بسبب حبهم للقبح وكرههم لكل ما هو جميل، وهي العقيدة التي يقوم عليها مفهوم التطرف.
واستعرض حجازي الصور الجمالية التي جاءت في القرآن الكريم والتي تعد من صور إعجازه، فقد احتوى على فن جمال يسر العين والروح، موضحًا أن اعتقاد المتطرفين بتحريم التصوير أمر خاطئ، فالقرآن الكريم لم يحرمها والرسوم حرم عبادتها وهو السبب الذي دفعه إلى تحطيم الأصنام حول الكعبة.
وجاءت الجلسة الحوارية السابعة تحت عنوان “الفن الإسلامي.. بين التذوق والتشكيل والتطبيق” وأدارتها الكاتبة فاطمة ناعوت، بحضور الدكتورة نرمين فتحي المصري، أستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، والدكتورة سلمى يوسف وهبة، أستاذ بكلية الفنون والتصميم جامعة فاروس في الإسكندرية، والدكتورة علا محمد، أستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، وإسلام أيمن الحسيني، باحث في كلية الآثار جامعة القاهرة.
واستهلت فاطمة ناعوت، الجلسة بالتأكيد على أن الفن هو جسرًا لتواصل الشعوب وعدم تفرقها، فهو خصيم التطرف والإرهاب، مشيرة إلى مقولة أفلاطون “علموا أولادكم الفنون ثم أغلقوا السجون”، حيث يعمل الفن على الارتقاء بالذوق والسلوك ويحد من مظاهر العنف ونبذ الأخر.
وألقت الدكتورة نرمين فتحي المصري، أستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، ورقة بحثية بعنوان “الإبدع الفني في الجداريات الإسلامية وتأثيره في فنون التصوير الجداري الغربية المعاصرة”، مشيرة إلى أن فكرة تحريم التصوير ليست وليدة العصور الإسلامية بل ظهرت في الديانة اليهودية والمسيحية عقب ذلك، من أجل تحقيق أهداف سياسية بعيدًا عن العقائد.
وأوضحت أن الفن الإسلامي ابتعد عن تجسيد الكائنات الحية ولجأ إلى التجريد للنباتات والأشكال الهندسية والرسوم التي تعرض أفكار فلسفية عن الخالق والكون، بالإضافة إلى الاعتماد بصورة كبيرة على الرمزية العددية فعلى سبيل المثال رقم 1 الذي يدل على الخالق ورقم 6 الذي خلق فيه الكون.
واستعرضت المصري نماذج من التصوير بالجداريات مثل فن الفسيفساء والزجاج المعشق والأرابيسك، في المساجد بدول إيران وأسبانيا والمغرب ومصر، مؤكدًة أن هذا الفن امتد حتى العصور الحديثة حيث مازال يستخدم في المساجد الكبرى، من بينها المسجد الكبير في فرنسا الذي شيد في القرن العشرين.
وتحدثت الدكتورة نرمين مصطفي أحمد، أخصائية فنون بوزارة الآثار المصرية، عن الخزف ذو البريق المعدني، من خلال ورقة بحثية تحت عنوان “إحياء الفن الإسلامي والنهوض به من خلال تجربة إعادة اكتشاف تقنية البريق المعدني وتطبيقها على الخزف الاستخدامي المعاصر”. وأشارت إلى أن الخزف كان منتشر قبل العصر الإسلامي فقد كان يصنع لاستخدامه كأواني طعام أو التخزين، إلا أن صناعة الخزف تطورت في العصور الإسلامية وتعددت استخداماته، مستعرضه مراحل صنع الخزف وتلوينه وأبرز الرسوم التي تزينه.
فيما أكدت الدكتورة سلمى يوسف وهبة، مدرس مساعد بكلية الفنون والتصميم جامعة فاروس في الإسكندرية، من خلال ورقة بحثية بعنوان “الفن الإسلامي وانعكاس أصوله الهندسية على تطبيقات التصميم الداخلي المعاصر”، أن الفن الإسلامي تميز بألوان الواضحة وعدم ترك مساحات فارغة في اللوحة الفنية، كما شكلت العناصر الهندسية جزء أساسي في تكوينه.
واستعرضت الدكتورة علا محمد، مدرس بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، استخدام التقنيات الرقمية في إنتاج المقرنصات من خلال ورقة بحثية بعنوان “دور الخوارزمية الرقمية في انتاج مقرنصات العمارة الإسلامية”، مشيرة إلى أن المقرنصات هي تجمع عناصر في شكل مستويات منحنية يتم وضعها في أركان الفراغ المعماري كعنصر إنشائي للوصول إلى التغطية القببية.
وأوضحت أن المقرنصات انتشرت في جميع الفنون الإسلامية وتميزت به المساجد قصور الملوك والخلفاء، وكانت تتضمن الرسوم الهندسية والنماذج النباتية، لافتة إلى أن هذه الحرفة اندثرت في الوقت الحالي نظرًا لصعوبتها فلا يقوم الحرفيين بتوريثها للأجيال التالية.
وأشارت إلى أن التقنيات الرقمية الحديثة نجحت في إنتاج المقرنصات في وقت سريع عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على الحرفيين، وفي الوقت ذاته تحاكي بصورة كبيرة أشكال المقرنصات التقليدية القديمة، مشددة على أن الزخارف الإسلامية تحافظ على رونقها حتى الآن إلا أن هذا الفن تعرض للاندثار مما يستدعي العمل على إحياءه مرة أخرى.
وعرض إسلام أيمن الحسيني، باحث في كلية الآثار جامعة القاهرة، ورقة بحثية بعنوان “التكامل الحضاري في الفن الإسلامي”، مؤكدًا الحاجة إلى إعادة صياغة لتعريف الفن الإسلامي بعيدًا عن الغلو والأفكار المغلوطة، لافتًا إلى أنه عقب الحرب العالمية الثانية ظهرت مصطلحات عن صراع الحضارات والتسامح الحضاري وهو أمر خاطئ فليس من الضروري أن تتفق حضارة مع أخرى.
وتناولت الجلسة الثامنة لمؤتمر الفن الإسلامي في مواجهة التطرف ” تجارب في إحياء الفن الإسلامي”. أدار الجلسة الدكتور مدحت عيسى، بحضور المهندس فريد العلي، رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية، الدكتور محمد حسام الدين الأستاذ بجامعة عين شمس، والدكتورة زينب عبد الحميد من وزارة الآثار المصرية، وولاء الدين بدوي مدبولي، متحف المنيل بالقاهرة، والدكتورة مريم الدزيري، من تونس.
وقدم المهندس فريد العلي، عرضا عن تجربة مركز الكويت للفنون الإسلامية، قائلا :”إن تجربة مركز الكويت للفنون الإسلامية تجربة بدأناها بأهدف واضحة ومحددة ثم وسعنا نشاطتنا واهتماماتنا وضاعفنا الجهد مركز في المسجد الكبير”، لافتا إلى أنه تأسس في 2005 كجزء من نشاط ثقافي وديني لمسجد الكويت الكبير. وأضاف أن أهدافهم تشمل ثلاث محاور تتعلق بالفنون الإسلامية وهي التوعية والتدريب ثم التعليم ونشر الثقافة بعدما مرت فترة لم تحظي الفنون الاسلامية فيها لم باهتمام ما خلق فجوة بين الأجيال الجديدة والفنون الإسلامية وكان في الواقع من أبرز التحديات التي يتعين التعامل معها.
وأشار رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية، إلى أنهم بدأوا يقدمون للجمهور هذه الفنون من جديد على يد نخبة من استاذتها وكان أولها معرض ترانيم الحروف ثم توالت المعارض بالإضافة إلى العديد من المعارض خارج الكويت في الدول الأجنبيه بهدف نشر الوعي بالفنون الإسلامية.
وكشف أنهم أقاموا ملتقى دولي للفنون الإسلامية يقام في الكويت كل عامين، لافتا إلى المركز أقام 7 دورات متكاملة في كافة المجالات والتخصصات ويركز في كل دورة علي مجال معين من تطبقات الفنون الإسلامية كما أصبح الملتقى محل إهتمام محبي الفنون الإسلامية من كافة دول العالم وأصبح له مكانة بارزة علي الخريطة الثقافية. وقال إنهم حرصوا عل الإهتمام بكافة شرائح المجتمع خاصة الأطفال والنشئ من خلال ممارسة العملية متمثلة في ورش للأطفال بإشراف فنانين من الكويت.
بدوره تحدث الدكتور محمد حسام الدين عن دور الأجانب في إحياء الزخارف الكتابية علي العمائر المساجد في النصف الأول من القرن العشرين. وعرض تجارب لعدد من المهندسين الأوروبيين مثل ماريو روسي الذين ركزوا على الإستعانة بالفن الإسلامي في تصميم المباني خلال فترة النصف الأول من القرن العشرين مثل جامع الثورة بمصر الجديدة الذي استلهموا في زخرفته بالفن الإسلامي في العصر المملوكي وكذلك مساجد أبو العباس المرسي والقائد إبراهيم ومسجد المنتزه.
وقدمت الدكتور زينب عبد الحميد ورقة بحثية بعنوان تصاوير آدم وحواء في المخطوطات العثمانية ضد التمييز، تحدثت خلالها عن فن التصوير العثماني الذي يعبر عن روح التسامح الفكري والسمو الروحي ورفض التمييز ضد المرأة. وقالت إنها إختارت التصوير العثماني الملون لأدم وحواء للتأكيد على أن الفنان المسلم لم يكن يحض على التمييز ضد المرأة ويؤكد دور المرأة ومكانتها في الديانة الإسلامية وبدا ذلك جليا من خلال الصور التي تقف فيها حواء بجوار آدم.
وتحدث ولاء الدين بدوي مدبولي من متحف المنيل بالقاهرة، في ورقته البحثية عن الفن الإسلامي وإعادة إحياء الطراز الإسلامي في مصر ما بين القرن التاسع عشر والعشرين. وأشار إلى أن متحف المنيل نموذج حي على احياء التراث المعماري الاسلامي في الفترة ما بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وكان الغرض الذي أنشئ بسببه القصر كان إحياء للتراث الاسلامي وليس للسكن بحسب ما قاله الامير محمد على، واعتمد في تصميمه علي الحضارة الإيرانية وحاول أن يجمع في نقوشه والقيشان من تركيا ليطغي به جميع جنبات القصر بالاضافة إلى زخرفة الأرابيسك علي الشرفات لتضفي تنوع كبير في هذا القصر.
وتحدثت الدكتورة مريم الدزيري، من تونس، عن الإبداع في الفن الإسلامي كأداة للسمو النفسي فن المديح النبوي في الادب الصوفي، وقالت إن فن المديح النبوي لم يكن فن مستحدث بل ظهر في حياة الرسول، فالتقاء الفن بالدين قديم قد التاريخ، مستعرضة تجارب الصوفية في المديح النبوي في القرن السابع الميلادي في المنطقة العربية وإيران” فارس” حيث تبدأ منظومة المديح النبوي في مدح الله ثم الرسول ثم آل البيت ثم الخلفاء الراشدين ثم ختاما خطاب إلى الروح.