|  آخر تحديث مارس 21, 2018 , 20:38 م

ختام فعاليات الشارقة في “باريس للكتاب”.. حوار مفتوح مع الثقافة الفرنسية


ختام فعاليات الشارقة في “باريس للكتاب”.. حوار مفتوح مع الثقافة الفرنسية



على مدار خمسة أيام متواصلة، نقلت الشارقة المشهد الثقافي الإماراتي إلى قلب العاصمة الفرنسية باريس، حيث أطل الشعراء والمسرحيون والإعلاميون والفنانون التشكيليون الإماراتيون والعرب على جمهور معرض باريس للكتاب، الذي احتفى بالإمارة ضيفاً مميزاً على دورته الثامنة والثلاثين، ليقدموا خلاصات تجاربهم الإبداعية إلى جانب نخبة من الكتّاب والمثقفين الفرنسيين.

 

ونجحت الشارقة في فتح أفق الحوار مع الثقافة الفرنسية، ليس على مستوى دولة الإمارات، أو الخليج العربي وحسب، وإنما على مجمل الثقافة العربية والإسلامية، إذ أطل علم دولة الإمارات على جناح كبير وتوزعت شعارات المبادرات الثقافية الإماراتية ودور النشر والمشاريع على منصات تحمل نماذج من مؤلفات ومنشورات ومطبوعات باللغة العربية والفرنسية.

 

وتحوّل جناح الشارقة المشارك في المعرض إلى منصة للقاء الحضارة العربية مع الثقافة الغربية، إذ احتشد الجمهور الفرنسي على معزوفات الفنان الإماراتي فيصل الساري طوال أيام المعرض، حيث قدم على آلة العود وبمصاحبة فرقته مقطوعات موسيقية نقلت جماليات الموسيقى العربية، وعرضت خصوصية الإيقاعات الفنية للتراث الإماراتي، فاستهل عروضه بكونشيرتو “حلم زايد، احتفاءً بالذكرى المؤية لمولد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

 

وكان التراث الشعبي الإماراتي نموذجاً لواحد من أشكال التراث العربي أمام الجمهور الفرنسي، حيث اصطفت الفتيات الفرنسيات أمام سيدات إمارتيات ليجربن لباس الثوب التقليدي الإماراتي، ويتزيننَّ برسوم الحناء على المعاصم والأكف، ويشربنَّ القهوة العربية، فالشارقة خصصت ركناً مصمماً على طريقة الخيمة الإماراتية بالفرش، والبسط المطرزة، ليكون مجلساً لضيف جناح الإمارة.

 

وعلى منصة مخصصة للندوات والأمسيات الشعرية، التقى كبار المثقفين والكتاب الإماراتيين بنخبة من الإعلاميين، والكتاب، والشعراء الفرنسيون، إذ نظمت الشارقة، أكثر من ثلاثين فعالية ثقافية، منها الندوات، والجلسات النقاشية، والأمسيات، والورش، فشهدت المنصة حوارات حول مشهد الرواية الإماراتية والعربية والعالمية اليوم، وبحث خبراء في الإعلام الفرنسي إلى جانب رؤساء تحرير الصحف المحلية الإماراتية، دور الإعلام في توجيه الشارع، وصناعة تيار مقاوم للأفكار المتطرفة والإرهابية، كما استمع جمهور “باريس للكتاب” إلى نماذج من الشعر الإماراتي والعربي باللغة الفرنسية، وكان على موعد مع ورش حيّة لتنفيذ أعمال فنية تشكيلية.

 

وفي مشهد يؤكد مستوى الحراك الإبداعي، وحجم الرعاية والدعم الذي تخصصه إمارة الشارقة للمثقفين والكتاب، وقّع أكثر من أربعين كاتباً مؤلفاتهم الصادرة باللغة الفرنسية، لجمهور “باريس للكتاب”، فاتحين أمامهم فضاءً معرفياً على مستوى الشعر، والقصة، والرواية، حيث توزعت الكتب المترجمة على تلك الأجناس الإبداعية.

 

ولم تكتفِ الشارقة بكل هذه الفعاليات والأنشطة، وإنما خصصت حجرة إلكترونية مزودة بشاشات على (360) درجة، لتنقل زوارها في عرض تفاعلي، افتراضي إلى أبرز المعالم التراثية، السياحية في الشارقة، يعيش فيها الزائر أجواء المدينة سمعياً وبصرياً.

 

وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولوند، قد أعلن عن اختيار الشارقة لتكون ضيف مميز في معرض باريس للكتاب 2018، في شهر مارس من العام الماضي تأكيداً على مكانة الإمارة الثقافية الرفيعة على المستوى الدولي، وتقديراً من إدارة المعرض للإنجازات المميزة التي حققتها الشارقة، وجهودها في نشر الثقافة العربية والتعريف بها، سواء في فرنسا أو في مختلف أنحاء العالم.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com