تمكنت دبي الذكية من قطع أشواط طويلة في مسيرتها الرامية إلى جعل دبي المدينة الأذكى والأسعد في العالم بدعم من شركائها الاستراتيجيين، واستطاعت أن تحقق تفوقاً نوعياً يدعم رؤية إمارة دبي لاستباق المستقبل والاستعداد لمتطلباته، وتوفر حالياً 1000 خدمة ذكية لإنجاز المعاملات بسرعة وسهولة وفي أي وقت، مدعومة ببنية تحتية رقمية متطورة جداً، وتم توظيف الابتكار التكنولوجي لتعزيز تجربة دبي وضمان فعاليتها وتأثيرها الإيجابي بحيث تقدم حلولاً ذكية ذات قيمة مضافة عالية يستفيد منها جميع المقيمين والزائرين.
وتعمل استراتيجية دبي الذكية على تحقيق أهدافها عبر تبني مبادرات عدة تخدم مختلف القطاعات مثل تقنية «بلوك تشين» التي تسهم في رفع كفاءة الخدمات والتعاملات الحكومية، فضلاً عن فوائدها العديدة للقطاع الخاص بمختلف مكوناته لاسيما الخدمات المصرفية، بما يترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إسعاد المتعاملين من خلال التركيز على تخطيط تجارب جديدة يكون الإنسان قلبها النابض تعكس تطور الإمارة من الجانب الذكي.
وانتهجت دبي الذكية نهجاً واضحاً حرصت من خلاله على إطلاق وتبني المبادرات والمشاريع الخلاقة التي تسهم في خدمة الإنسان والمجتمع، والاستثمار الأمثل للتكنولوجيا المتطورة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الخدمات لبناء مدينة ذكية ومتطورة وفق أفضل المعايير، تقدم أفضل مستوى للحياة لسكانها وتنافس مثيلاتها من المدن حول العالم، مقدمة لهم تجربة ملهمة استطاعت أن تجمع بفعالية ونجاح بين توظيف التكنولوجيا في تسهيل حياة الناس بكافة القطاعات مع مراعاة متطلباتهم الاجتماعية والإنسانية.
يجمع تطبيق «دبي الآن» 59 خدمة ذكية توفرها 27 من الجهات الحكومية والخاصة، حيث يعد محطة واحدة للخدمات الحكومية الحيوية، ويوفر التطبيق تجربة سهلة ومبتكرة تلبي احتياجات حكومة المستقبل، الأمر الذي يوفر للمتعاملين والجمهور أفضل مستوى من الخدمات في أي وقت ومكان وبأقل جهد، ويضمن تحقيق السعادة والرضا لجميع سكان وزوار إمارة دبي.
ومع تطبيق «دبي الآن» يمكن لسكان دبي الحصول على أهم خدمات المدينة، مثل تسديد الفواتير، وإعادة تعبئة الحسابات، وتجديد تسجيل المركبات، وحساب الزيادة الإيجارية والبحث عن أقرب محطة وقود أو صراف آلي، إلى جانب البحث عن الأنشطة التجارية، وحجز اسم تجاري وتجديد الرخصة التجارية، واختيار العيادة والطبيب المناسب. وعمل خطة اللقاحات ومعرفة المدرسة والجامعة الأنسب، ودفع الفواتير، وتتبع رحلات الطيران.
ونظراً للنجاح الكبير الذي حققه «دبي الآن»، أطلقت دبي الذكية منصة «دبي الآن» كخطوة جديدة ضمن سلسلة الخدمات والمبادرات الذكية التي تقدمها، وتعميماً لتجربة تطبيق «دبي الآن»، حيث تشكل منصة متكاملة على جميع الأجهزة الذكية، والتي توفر الخدمات الحكومية على مدار الساعة، وجاء إطلاقها ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في الوصول بدبي إلى مرتبة أذكى وأسعد المدن على وجه الأرض، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، لجمع كل خدمات حكومة دبي تحت مظلة واحدة.
وتتضمن المنصة 11 فئة للخدمات المقدمة، وهي: الأمن والعدل، المواصلات العامة، الدفعات والفواتير، التأشيرات والإقامة، قيادة المركبات، الصحة، الأعمال والتوظيف، التعليم، الإسكان، إسلام وفئة عام.
كما أطلقت دبي الذكية منصة «وظائف دبي»، التي طورتها بالتعاون مع دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، و«لينكد إن»، وتمثل الجيل الذكي من منصات التوظيف الرقمية لحكومة دبي وإدارة الكفاءات في المنطقة، ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تقديم خدمات حكومة دبي من خلال نافذة واحدة، حيث تتيح البوابة للباحثين عن عمل، إمكانية الاطلاع على الفرص المهنية المتاحة في الجهات الحكومية وتتيح المنصة من جهة أخرى لمؤسسات حكومة دبي استقطاب أفضل الخبرات في شتى المجالات.
وبلغ عدد المتقدمين لوظائف نحو 107 آلاف و524 مرشحاً، قدموا نحو 379,409 379 ألفاً و409 طلبات توظيف على منصة وظائف دبي الذكية، والتي تم إطلاقها في أبريل الماضي. وقدمت المنصة أكثر من 1130 فرصة عمل على مستوى دبي، عرضتها 38 جهة ومؤسسة حكومية في الإمارة.
وتوفر منصة «وظائف دبي» آلية ذكية للتعامل مع طلبات التوظيف، من خلال تقديمها الحلول المبتكرة لاستقطاب الكفاءات، بما يتسق مع الوسائل المبتكرة التي تطورها مؤسسة حكومة دبي الذكية، الذراع التقنية لمبادرة دبي الذكية، في شأن تغيير مفهوم التوظيف في دبي، من البحث عن وظيفة، إلى العثور على مسار مهني مستقبلي.
وأطلقت مؤسسة حكومة دبي الذكية خدمة «دبي آي دي DUBAI ID» بالتعاون مع هيئة الإمارات للهوية بهدف توفير البنى التحتية والخدمات المشتركة للجهات الحكومية لمساعدتها في توفير عوامل النجاح لوصول الجمهور إلى خدماتها بشكل سلس على مدار الساعة. حيث بلغ عدد المسجلين في دبي آي دي 155 ألفاً للاستفادة من أكثر من 640 خدمة، تقدمها 20 جهة.
تم تصميم تطبيق «الموظف الذكي» للأجهزة الذكية والأجهزة اللوحية خصيصاً لخدمة جميع موظفي حكومة دبي، التي تستخدم «نظم تخطيط الموارد الحكومية»، ويوفر لهم التطبيق بنسختيه العربية والإنجليزية والمتوافر على متجري أبل وغوغل بلاي، قائمة بالخدمات الذاتية المخصصة.
مثل: تقديم إجازة وإشعار العودة منها، والاستفسار عن: أرصدة الإجازات، وطلبات الإجازات السابقة، وسجلات الحضور والأذونات، والرواتب بما فيها الحصول على المعلومات ذات الصلة بالراتب، بما في ذلك كشوف الرواتب، ومراجعة التسلسل الهرمي لفريق العمل، أو البحث عن موظف والاتصال به.
ويوفر التطبيق أيضاً للمسؤولين إمكانية اعتماد طلبات الشراء والإجازات من أي مكان يكونون فيه وعلى مدار الساعة، إضافة إلى عرض الإشعارات للمديرين لاتخاذ الإجراء المناسب.
وبلغ عدد الجهات المشاركة في التطبيق 53 جهة حكومية، فيما يبلغ عدد الموظفين المستخدمين للتطبيق 28 ألفاً و100 موظف. كما يبلغ عدد مرات الدخول على التطبيق 898 ألفاً و70 مرة، بينما يبلغ عدد مرات التحميل من متجر أبل وجوجل 40 ألفاً و667 مرة.
«راشد» المستشار الذكي لمدينة دبي
يعتبر مشروع راشد المستشار الذكي لمدينة دبي وتشكل هذه الخدمة جيلاً جديداً من الخدمات التي تعزز قدرة المتعامل في التعرف إلى الخدمات الحكومية، وتعتمد هذه الخدمة على الذكاء الاصطناعي، وتختص بالإجابة عن 5000 سؤال، حول المعيشة في إمارة دبي، بما يشمل خدماتها المباشرة والسكن والمواصلات والمرافق الترفيهية، بحيث يمكن أن توفر الإجابة الرسمية والموثوقة عن أسئلة الذين يريدون البدء بنشاط تجاري في دبي والاستثمار في المشاريع، إذ تشمل تعريف المتعاملين بالإجراءات والخطوات والوثائق المطلوبة والمتطلبات الضرورية لبدء استثمار جديد في دبي، أو تطوير استثمار قائم بالأساس وما يلزم لاستصدار الرخص التجارية، وذلك وفقاً لقاعدة بيانات دائرة التنمية الاقتصادية الشريك الأول في هذه الخدمة الذكية.
ويمكن لـ«راشد» أن يفهم المتعامل بلغته المحكية إلى جانب اللغة الرسمية في الأنشطة التجارية، كما يمكنه أن يتعلّم من التجارب السابقة للمتعاملين، ما يضيف خبرات جديدة ومحدثة بشكل دائم، يستطيع تحليلها والإفادة بصورة أدق مع متعاملين جدد. ويستطيع «راشد» خلال وقت قصير أن يوفر ويحلل معلومات هائلة ليجيب عن تساؤل المتعامل خلال وقت قياسي، وذلك على أساس البيانات الضخمة الدقيقة التي يتم تزويده بها.
ويجري التوجيه والتعليم الأساسي الذي تتلقاه خدمة «راشد» على أيدي خبراء في تحليل البيانات والتعلم منها، ومختصين في كل قطاع، ستتوافر فيه الخدمة، كما هي الحال بالنسبة لتوافره في إحدى خدمات اقتصادية دبي، إذ يشرف مختصون في تأسيس الأعمال والمشروعات الجديدة، على تغذية الخدمة بقاعدة البيانات اللازمة لها، التي تحقق مبدأ التفاعل السريع مع استفسارات وأسئلة الجمهور.
وفي أواخر العام الماضي، أطلقت دبي الذكية المرحلة الثانية لخدمة «راشد»، تحت مسمى «العيش في دبي» ليصبح هذا التحديث بمثابة المستشار الذكي للمدينة، والذي يعد أول خدمة حكومية من نوعها في الشرق الأوسط توفر لسكان وزوار إمارة دبي إجابات موثوقة حول متطلبات عيشهم في المدينة، حيث يمكنهم التحديث من الحصول على معلومات مباشرة وموثوقة حول الخدمات والإجراءات في معظم مجالات الحياة اليومية، بحيث يوفر التحديث الوقت والجهد على المستخدمين للبحث عن المعلومات المتعلقة بمختلف جوانب حياتهم.
وتشمل المعلومات التي يوفرها «العيش في دبي» مجالات متعددة تضم تفاصيل كل من: الحصول على التأشيرات والإقامة، استئجار أو شراء أو بيع عقار، خدمات المرافق المختلفة، خدمات الزواج والولادة، الخدمات التعليمية في دبي، الخدمات المصرفية، خدمات السائقين، خدمات تراخيص المركبات، الخدمات الصحية، الدوائر الحكومية وخدماتها، معلومات الصيد البحري، واستيراد وتصدير الحيوانات الأليفة. مع سهولة الوصول إلى التحديث من خلال عدة قنوات تضم: Rashid.ae أو dubai.ae وكذلك منصة ادبي الآن dubaiNow.
وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أكتوبر 2013 عن مشروع تحويل دبي إلى «مدينة ذكية»، بحيث يتم إدارة كل مرافق وخدمات المدينة عبر أنظمة إلكترونية ذكية ومترابطة.
وتوفير الإنترنت عالي السرعة لكل السكان في الأماكن العامة، وتوزيع أجهزة استشعار في كل مكان لتوفير معلومات وخدمات حية تستهدف الانتقال لنوعية حياة جديدة لجميع سكان، وزوار إمارة دبي، ويستهدف المشروع الجديد تحسين الحياة، وتسخير التكنولوجيا لصنع واقع جديد في مدينة دبي، ويرسخ المشروع طريقة جديدة في إدارة المدن.
في مارس 2014، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استراتيجية دبي للتحول لمدينة ذكية، وتتضمن الاستراتيجية ستة محاور أساسية، و100 مبادرة في النقل، والمواصلات، والبنية التحتية والكهرباء، والخدمات الاقتصادية، والتخطيط العمراني.
ووفقاً للاستراتيجية سيتم تحويل 1000 خدمة حكومية إلى خدمات ذكية خلال 3سنوات، في الفترة من الربع الثاني 2014 إلى الربع الثاني 2017، وتشتمل الاستراتيجية على 6 محاور هي: النقل، المواصلات، البنية التحتية، الكهرباء، الخدمات الاقتصادية، التخطيط العمران، واستطاعت دبي الذكية تحقيق تفوق لافت، حيث تجاوزت الهدف على مستوى القطاعات الـ 6 قبل الوقت المحدد أي في نهاية عام 2016.
شهد تطبيق «دبي الآن» منذ انطلاقه أكثر من 734 ألف تحميل ووصل عدد المسجلين فيه إلى 272 ألف شخص. وحاز التطبيق على جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول عن فئة التطبيق الشامل على المستوى الوطني في القمة العالمية للحكومات التي عقدت في فبراير 2016.
وكذلك جائزة أفضل تطبيق حكومي على الهاتف المحمول ضمن جوائز دوت جوف 2016 في دبي والإمارات الشمالية. كما حاز التطبيق على جائزة درع الحكومة الذكية عن تطبيق «دبي الآن»، إضافة إلى شهادة الأيزو 27001 واعتماد PCI-DSS.
وضعت دبي الذكية «أجندة السعادة» بهدف استقصاء وقياس مدى سعادة الناس بمستوى الخدمات المقدمة، وهدفت عبر الأجندة إلى قياس سعادة الناس والتأثير فيها إيجاباً من خلال إطار علمي مدروس، والاستفادة من التكنولوجيا وتوظيفها في تقديم خدمات لإسعاد الناس، تكون قائمة على منهجيات الفهم المشترك وتلبية الاحتياجات، وتحديداً احتياجات السعادة للمتعاملين، والتي تنقسم إلى 5 احتياجات، هي: الاحتياجات الأساسية والعميقة والمعرفية إلى جانب الاحتياجات الشعورية، والتمكينية.
كما تسعى دبي الذكية من خلال أجندة السعادة إلى نشر الوعي، وتنمية مهارات التفكير الذاتي، والتأثير في المدينة لجعل تحقيق السعادة في صدارة الأولويات لدى الجهات كافة.