تجمع الناس يوم أمس، في مناطق مختلفة من العالم لمتابعة ظاهرة «القمر العملاق»، والتي رافقها نوع نادر من الخسوف، ومثلما هي الحال في كل خسوف كلي للقمر ألقت الأرض بظلال حمراء مظلمة على وجه القمر لكن عاملين آخرين اجتمعا لتحويل هذه الظاهرة تحديداً إلى حدث استثنائي.

ويحدث الخسوف الكلي خلال حدث نادر هو اكتمال القمر مرتين في شهر واحد وتعرف عادة باسم «القمر الأزرق الدامي» وخلال نقطة في مدار القمر سيصل فيها إلى أقرب موقع له من الأرض ومن ثم فسيبدو أكبر وأكثر إشراقاً في السماء من الطبيعي.

وفي الإمارات تابع العديد من الناس هذه الظاهرة، حيث قام مرصد الإمارات الفلكي المتحرك برصد الحدث منذ الساعة السادسة مساء أمام مركز المارينا مول في أبوظبي وشهد الحدث مجموعة من المهتمين والهواة والجمهور وذلك رغم صعوبة الرصد بسبب السحب الركامية التي غطت العاصمة أبوظبي.

وقال نزار سلام رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك: إن السحب الركامية حجبت عن الجمهور مشاهد رائعة لخسوف القمر الكلي ورؤية القمر الأزرق الدامي «القمر العملاق» والتمتع بمشاهدة الظاهرة حيث جمع الحدث بين 3 ظواهر للقمر في الوقت نفسه، وهو تمام البدر مع خسوف كلي للقمر ووجوده على أقرب مسافة له من الأرض.

وأضاف أن عملية رصد لخسوف الكلي للقمر تمت باستخدام تليسكوب فلكي حديث بقطر 14 بوصة وكاميرا فلكية متخصصة وشاشة عرض، حيث تمكنا من رصد بعض مراحل الخسوف الكلي رغم صعوبة الرؤية بسبب السحب الكثيفة.

وأوضح أن الخسوف يعني حجب الأرض لضوء الشمس عن القمر، حيث تكون الأرض بين الشمس ووقوع القمر في مخروط ظل الأرض فتلقي الأرض بظلها على سطح القمر، ويظهر القمر حينها باللون الأحمر القاني، ويعود سبب ذلك إلى سقوط انكسار أشعة الشمس على حافة الكرة الأرضية فيتحلل ويتشكل في صورة ألوان الطيف ولأن اللون الأحمر أطول ضوء موجي مرئي فيدخل في الغلاف الجوي وينعكس ويعود إلى القمر فيبدو إلى القمر منعكساً. وأرجع سلام اسم القمر الأزرق أو القمر «الخادع» لأنه يظهر كالبدر مرتين في الشهر.

وقال: إن دول آسيا تمكنت من مشاهدة الخسوف الكلي بصورة أوضح لأن الخسوف وقع أثناء الليل وفي ارتفاع عال عندهم، أما في الإمارات فإنه تم مشاهدة مراحل خروج القمر من ظل الأرض، ولفت إلى أن هناك حدثاً فلكياً قادماً في 28 يوليو المقبل، وهو خسوف كلي للقمر سيشاهد بكل تفاصيله ومراحله في أرجاء الدولة.