تنطلق مساء غدا الثلاثاء من مسرح “شاطئ الراحة” بأبوظبي، أولى حلقات مسابقة “شاعر المليون” في موسمه الثامن.
وكانت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي نظمت اللجنة مؤتمرًا صحافيًا غدا الأحد للكشف عن تفاصيل المسابقة، بمشاركة معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر وعضو لجنة التحكيم في المسابقة، وبحضور السيد عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في اللجنة، وعدد من أعضاء لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية للبرنامج،وحشد من الشعراء وممثلي وسائل الإعلام.
وأعرب فارس خلف المزروعي في كلمته خلال المؤتمر، عن سعادته بهذا اللقاء مع وسائل الإعلام بمناسبة قُرب انطلاق الموسم الثامن من برنامج “شاعر المليون” في عاصمة الشعر العربي أبوظبي، ضمن أجندةٍ غنيةٍ للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية على مدار العام 2018، “عام زايد”.
وأكد أنّ هذا العام يُشكّل مناسبة هامة لاستذكار إحدى أهم الشخصيات التي ساهمت في بناء المنطقة والعالم، وفرصة لإبراز مُنجزاتها وعطاءاتها اللامحدودة. وذلك تنفيذًا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، باعتبار هذا العام مناسبة وطنية للاحتفاء بالقائد المؤسس، وتعزيز مشاعر الفخر والولاء للوطن والقيادة.
وذكر المزروعي أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زرع في الأجيال الجديدة عشق التراث والاعتزاز به، وحُبّ العادات والتقاليد الأصيلة.. وكان الشيخ زايد – رحمه الله – من أبرز مُحبّي وناظمي الشعر النبطي، باعتباره يُمثل وجدان الوطن، ويُعبّر عن هويتنا الوطنية وذاتنا الإنسانية.
وأكد أنه إدراكًا من القيادة الرشيدة، ومن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأهمية الاستثمار في الإنسان وتعزيز دوره في صون تراثه الثقافي، وفي عملية النهوض الحضاري والتنموي الشاملة فقد أطلقت أبوظبي العديد من المبادرات والمشاريع التراثية والثقافية، وذلك ضمن استراتيجيتها المُستقبلية الشاملة 2030.
وأشار إلى أن أجندة أبوظبي الثقافية تنطلق من إدراك المخاطر التي تواجه التراث الثقافي، وصونه في عالم يتغير بسرعة كبيرة وبما يهدف لتعزيز جهود الحفاظ على هوية وثقافة شعب الإمارات، ودعم وتشجيع الروح الإبداعية للشباب في كافة ميادين الثقافة.
ونوّه المزروعي إلى أنّ رؤية واستراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، تتمثل في تعزيز قيم الولاء والانتماء، ومشاعر الفخر والاعتزاز، عبر ممارسة التراث الإماراتي الأصيل وضمان استدامته، والعمل على ترسيخ قيم الموروث لدى الأجيال الجديدة.
وأضاف أنه على مدى السنوات الماضية، ومنذ عام 2006 تحديدًا، فقد تألق برنامجا شاعر المليون وأمير الشعراء في سماء الثقافة والإعلام، انطلاقًا من أبوظبي صوب الملايين من عُشّاق الشعر النبطي والشعر الفصيح، ونجح البرنامجان في تقديم 569 شاعرًا مُبدعًا للجمهور العربي في كل مكان.
وتابع حديثه قائلًا أن برنامج “شاعر المليون” نجح على مدى 8 مواسم ثقافية، في أن يُعيد الاعتبار إلى الشعر وفنون إلقائه باعتباره أحد أهم ركائز تراثنا الأصيل، يُساعده في ذلك ارتكازُه على قاعدة شعبية واسعة من حب الناس له في الجزيرة العربية على وجه الخصوص. وهو مشروع ريادي، نجح في إبراز 384 موهبة شعرية حقيقية في نظم وإلقاء الشعر النبطي، مؤكدًا في ذات الوقت على هوية مدينة أبوظبي كملتقى إقليمي وعالمي للأصالة والمُعاصرة.
وأشار المزروعي إلى أن الشعر النبطي أدب عريق، وهو وثيقة تاريخية تؤكد أصالة هذه الأرض الطيبة وجذورها العريقة.. وقد شكّل على الدوام ثروة أدبية ثقافية عبّرت عن واقع الحياة والمجتمع. وقد أصبح برنامج “شاعر المليون” ركيزة من ركائز الثقافة الخليجية والعربية، ويُساهم في توثيق مسيرة الشعر النبطي ودراسته ونشره.
ووجه الشكر والتقدير لأعضاء لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية لبرنامج “شاعر المليون”، ولكافة فرق العمل، ولكل من ساهم في إنجاح البرنامج.
ومن جانبة قال عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات إننا: “نحرص في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، على تحقيق المزيد من التميّز والإبداع للبرنامج، من خلال تطوير تقنيات الإخراج والمسرح والتصويت، وتقديم الفقرات التراثية والثقافية المُصاحبة للبرنامج، وتتزامن انطلاقة البرنامج مع احتفاء دولتنا بعام زايد، وهي مناسبة هامة للتأكيد على الدور الذي لعبه الشيخ زايد في الحفاظ على الشعر النبطي”.
وتابع حديثه قائلًا إننا “نعمل على توثيق و الحفاظ على إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، استجابةً لتوجيهات القيادة الرشيدة بإعلان العام 2018 عام زايد، ونسعى بخاصة إلى إحياء منجزه الشعري والاحتفاء بروائع قصيده، إدراكًا منّا بأنه رجل الثقافة الأول وراعي وحامي تراثنا، زايد الوالد والقائد والحكيم والشاعر الذي قدّم إلى الساحة الأدبية في الإمارات طوال العقود الماضية أروع الأشعار، التي لامست عقول ومشاعر جمهور الشعر حتى أصبحت تجربته الأدبية في الشعر النبطي علامة فارقة بأصالة صياغتها وعمق معانيها وصورها الإبداعية الفنية”.
ومن جهه أخرى قال سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر وعضو لجنة التحكيم في البرنامج إنّ “برنامج شاعر المليون أصبح منصّة جاذبة للشعراء المبدعين في مجال الشعر النبطي، وكما قلنا فقد كانت مشاركات هذا العام مميزة جدًا، وكالعادة فقد نظمنا اختبارات لمرحلة المائة والخمسين شاعرًا للمساعدة في الكشف عن مزيد من المهارات الشعرية لدى الشعراء، وبالتالي اختيار قائمة الـ 48 شاعرًا الذين تمكنوا من الوصول بجدارة لهذه المرحلة الأهم في ظل منافسة شديدة، مما يُبشّر بموسم شعري ثامن غني بالإبداع. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعراء المترشحين قد استفادوا من مسيرة البرنامج التي شكّلت لهم على مدى المواسم السابقة مدرسة نقدية في تقنيات وأساليب ومضامين الشعر النبطي على مستوى الوطن العربي على اختلاف لهجات الشعراء وقدراتهم الإبداعية”.
وحول آلية تقييم الشعر ذكر العميمي أن هناك آلية معروفة، لم تتغير خلال السنوات الماضية، وتم الثبات عليها بعد الاستفادة من تجربتنا في المسابقة في المواسم الأولى، وتعتمد على تقييم المستوى الشعري للشعراء في المراحل الأولى من المسابقة، بناء على تقديم كل شاعر قصيدة محددة له مسبقًا بعدد من الأبيات، لا يقلّ عنها ولا يتجاوزها، مع ترك حرية الكتابة له في الغرض الذي يريده، ويدخل في التقييم مختلف الجوانب المتعلقة بالنص من بناء وتصوير وحضور. أما في المراحل التي تلي المرحلة الأولى، فيضاف معيار إضافي إلى جانب المعيار الأول، وهو معيار سيتم الكشف عنه قبل بداية كل مرحلة جديدة. وهناك أيضًا جانب التصويت الذي يسمح لجمهور الشعر من خلاله الاشتراك في تأهيل شاعره المفضل، وذلك في حال لميحظَ بفرصة الصعود إلى المرحلة التالية باختيار لجنة التحكيم مباشرة.
وكشف العميمي عن أسماء الشعراء المشاركين في أول حلقة من شاعر المليون حيث سيتنافس في الحلقة الأولى وهم نبهان الصمتي- سلطنة عمان، و عمي الغياث- الاردن، ومساعد بن عريج العجمي- الكويت، و نواف التركي الظفيري- السعودية، و تهاني التميمي- السعودية، و عبيد بن خصيف الكعبي- الإمارات.
يُذكر أنّ قائمة الـ 48 شاعرًا تضمّ للموسم الثامن، 5 شعراء من دولة الإمارات، 16 شاعرًا من المملكة العربية السعودية، 9 شعراء من دولة الكويت، 3 شعراء من مملكة البحرين، 3 شعراء من سلطنة عُمان، 5 شعراء من الأردن، 3 شعراء من سوريا، شاعران من العراق، وشاعر واحد من كل من مصر واليمن.
وجاء إعلان القائمة من أصل الآلاف من الشعراء الذين تقدّموا للمشاركة في المسابقة الشعرية الأكبر من نوعها، ويحدوهم الطموح للحصول على لقب المسابقة التي باتت تمثل حُلم شعراء النبط لما تحظى به من اهتمام إعلامي ومتابعة جماهيرية كبيرة من عشّاق الشعر.
ويمنح البرنامج جوائز ومكافآت قيّمة للشعراء الخمسة الفائزين بالمراتب الأولى تصل إلى 15مليون درهم إماراتي، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على لقب شاعر المليون إضافة إلى بيرق الشعر و 5 ملايين درهم إماراتي، بينما يحصل الفائز بالمركز الثاني على 4 ملايين درهم، والثالث على 3 ملايين درهم، والرابع على مليوني درهم، والخامس على مليون درهم إماراتي.