|  آخر تحديث ديسمبر 19, 2017 , 4:31 ص

«فيتو» أميركي في مجلس الأمن يعزل واشنطن


«فيتو» أميركي في مجلس الأمن يعزل واشنطن



استخدمت واشنطن حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدعو إلى سحب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، في حين وافق أعضاء المجلس الأربعة عشر الباقون عليه، ما يعززعزل واشنطن دولياً. ولوّحت القيادة الفلسطينية باللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة رداً على «فيتو» أميركا ضد مشروع القرار الذي ينص على أن وضع القدس غير محسوم.

ويعكس استخدام الـ”فيتو” بشكل منفرد من سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي العزلة الدولية التي تواجهها واشنطن بخصوص نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعني فعلياً تجاهل مطالب الفلسطينيين في المدينة التاريخية العريقة.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنه سيتم اتخاذ «إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية» ضد القرار الأميركي. وقال، خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية برئاسته في رام الله، إن إعلان ترامب بشأن القدس «لا يحمل أي شرعية»، وأن واشنطن لم تعد راعية لعملية السلام. وأعلن عباس التوجه الفلسطيني لطلب عضوية كاملة لدى الأمم المتحدة، والتوقيع على الانضمام إلى 22 منظمة ومعاهدة دولية.

ووصفت الرئاسة الفلسطينية الفيتو الأميركي بأنه «استهتار» بالمجتمع الدولي. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «استخدام الفيتو الأميركي مدان وغير مقبول، ويهدد استقرار المجتمع الدولي، لأنه استهتار به».

وأعلنت الخارجية الفلسطينية، في بيان أمس، أن الفلسطينيين سيتوجهون للحصول على دعم من الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد (الفيتو) الأميركي في مجلس الأمن. وقالت نيكي هيلي، خلال جلسة مجلس الأمن، إن واشنطن تدعم جهود السلام من خلال التفاوض المباشر. وأفادت بأن الولايات المتحدة لديها التزام واضح للتوصل إلى سلام دائم مبني على حل الدولتين.

من جانبه، أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، نيكولاي ملادينوف، خلال الجلسة، وجود خطوات أحادية الجانب يمكن أن تهدد حل الدولتين، ودعا إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية.

وأعرب المندوب الفرنسي، فرانسوا دي لاتر، عن رفض بلاده القرارات الأحادية الجانب بشأن القدس. وقال إن المسودة المصرية جيدة، وتعيد تأكيد مرجعيات أسس القانون الدولي بضرورة التوصل إلى حل الدولتين، مؤكداً أن «حل الدولتين هو الطريق الأمثل لإنهاء الصراع».

وأكد وزير الخارجية رياض المالكي، في بيان، أن الفلسطينيين سيتوجهون إلى الجمعية العامة بعد استخدام السفيرة الأميركية نيكي هايلي الفيتو. وأشار إلى أن هايلي تعتبر أن «استعمالها هذا الامتياز الحصري بالفيتو مصدر فخر وقوة، وسوف نُظهر لها ونؤكد أن هذا الموقف هو موقف فردي انعزالي ومرفوض دولياً». وبحسب المالكي، فإنه في الجمعية العامة لن تتمكن الولايات المتحدة من استخدام حق الفيتو. ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة عامة، اليوم (الثلاثاء)، تشمل مناقشات عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

 

وأثار السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور هذا الاحتمال في تصريحات نشرتها صحيفة «آراب نيوز» السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية أمس. ونقلت عنه قوله إن الفلسطينيين والمصريين عملوا عن كثب مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أثناء وضع مسودة القرار لضمان الدعم الكبير له. وأضاف: «طلب منا الأوروبيون على وجه الخصوص الابتعاد عن كلمات مثل شجب وإدانة وعدم ذكر الولايات المتحدة بالاسم… امتثلنا إلى طلبهم، لكننا أبقينا على الفقرات الفعالة التي ترفض كل التغييرات في القدس، وتعيد تأكيد القرارات السابقة».

وأوضحت الصحيفة أن الفلسطينيين يملكون خيار تفعيل مادة في ميثاق الأمم المتحدة نادراً ما تُستخدم، وتدعو أطراف النزاع إلى عدم استخدام الفيتو، لكنها أضافت أن الفلسطينيين سيحيلون الأمر على الأرجح إلى الجمعية العامة بموجب القرار (377 إيه) الذي يعرف باسم قرار «الاتحاد من أجل السلام». وقال منصور إن الفلسطينيين لجؤوا إلى قرار «الاتحاد من أجل السلام» في تسعينيات القرن الماضي، بعدما بدأت إسرائيل بناء مستوطنة على جبل أبو غنيم بالضفة الغربية المحتلة إلى الجنوب من القدس، لكنهم علّقوا الجلسة. وأشار منصور إلى أن بوسع الفلسطينيين طلب استئناف الجلسة.

ونقلت «آراب نيوز» عن منصور قوله «إن الوفد الفلسطيني يمكن أن يبعث بخطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ويطلب منه استئناف الجلسة الطارئة».

 

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن هناك إجماعاً دولياً على رفض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأكد الحمد الله، خلال مؤتمر محلي في رام الله، أن «القرار الأميركي الأحادي لن يعطي أية شرعية لإسرائيل في القدس، أو في أي شبر من أرضنا، ولن يغيّر هوية القدس وطابعها وتاريخها». وشدد على أن القدس «مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، وعاصمة أبدية لدولة فلسطين، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون أن تكون القدس عاصمة لها، ودون ذلك لن يكون هناك سلام في المنطقة، أو في العالم بأسره». وأبدى الحمد الله تعويلاً فلسطينياً على «الإجماع الدولي المتنامي المناصر للقضية الفلسطينية والرافض لقرار ترامب الأحادي وغير القانوني بشأن القدس».

 

وقالت مصادر دبلوماسية إن أكثر من عشرة سفراء عرب طلبوا من الهند أن توضح موقفها من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، بعد أن أشار صمتها إلى تغير محتمل في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية. وأعلنت وزارة الخارجية الهندية، في بيان مقتضب، أن موقف الهند ثابت ومستقل عن مواقف أي طرف ثالث. ولم يُشر البيان إلى القدس، وأثار انتقادات في الداخل بأنه غير كافٍ وغامض ومناهض للفلسطينيين.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com