|  آخر تحديث ديسمبر 19, 2017 , 4:25 ص

الشيخة فاطمة: الإمارات بحكمة قادتها الأوفياء لديها إسهام فاعل للمرأة وانفتاح على العالم


الشيخة فاطمة: الإمارات بحكمة قادتها الأوفياء لديها إسهام فاعل للمرأة وانفتاح على العالم



أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن الإمارات بفضل قادتها الكرام الأوفياء.

وما يتسمون به من حكمة وبعد نظر، بل وحرص أكيد على تنمية المجتمع والإنسان، أصبح لديها إسهام كامل وفاعل للمرأة على كافة الأصعدة والمستويات في المجتمع، بما يحقق الرخاء والنماء والاستقرار، ويؤكد في الوقت نفسه على التزام الإمارات بالانفتاح على العالم، وتعميق التعاون والعمل المشترك مع كافة الأمم والشعوب.

 

ودعت سموها، إلى الالتزام المجتمعي والعالميّ بتوفير الفرصة أمام المرأة، للعمل من أجل السلام والأمن، دون تفرقة أو تهديد.

جاء ذلك في كلمة لسموها ألقاها نيابة عنها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح خلال افتتاحه أمس في أبوظبي، أعمال «قمة المرأة والأمن والسلام.. أبعاد التوازن بين الجنسين في مجال الأمن والسلم الدوليين»، التي تعقد في أبوظبي، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وينظمها الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي، ومنظمة المرأة في مجال الأمن الدولي، ومقرها واشنطن، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وقالت سموها: إن المرأة في الإمارات الآن، تتمتع بالمساواة القانونية والمجتمعية الكاملة، حيث تحظى الدولة حالياً بجهود وإنجازات مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في مجال تحقيق تكافؤ الفرص أمام الرجال والنساء على حد سواء.

وأوضحت سموها أن ما يسعى إليه مؤتمر «قمة المرأة والأمن والسلام.. أبعاد التوازن بين الجنسين»، هو أمر أقرب للغاية إلى فكري ووجداني، ويعتبر تجسيداً جيداً لقناعتي الكاملة بحقيقة واضحة، وهي المساواة بين الرجل والمرأة.. داعية سموها إلى الالتزام المجتمعي والعالمي بتوفير الفرصة أمام المرأة للعمل من أجل السلام والأمن، دون تفرقة أو تهديد.

وشددت سموها على ضرورة البحث في السبل الكفيلة بتوافر المعلومات الدقيقة عن أحوال المرأة، وبالذات في مناطق الصراع، واتخاذ ذلك أساساً لخطط عمل سريعة وفعالة لمواجهة كافة الحالات والتصرفات غير الإنسانية، أو تلك التي تحول دون تقدم المرأة وتوفير الفرص المتكافئة أمامها.

 

وقالت سموها: «إن موضوع هذه القمة، يتعلق بهدف إنساني نبيل، هو تعظيم الاهتمام العالمي بكرامة المرأة، انطلاقاً مما نشهده حول العالم من معاناة النساء بالذات في مناطق الحروب والأزمات، بل ومن إدراك متنامٍ بأن للمرأة دوراً محورياً في منع الصراعات، وفي تحقيق النجاح لجهود تسوية النزاعات، بما يعود على البلدان المختلفة والعالم كله بالسلام والأمن..

المرأة بما تحظى به من قدرات متنوعة وطاقات خلاقة، هي محور أساسي للحفاظ على سلامة المجتمع.. واجبنا ومسؤوليتنا في هذه القمة، أن نتدارس حول كيفية إطلاق هذه القدرات والطاقات، وتوظيفها بشكل كامل، لما فيه مصلحة الجميع».

وأضافت: «إننا في الإمارات، نحظى بحمد الله بتآلف قوي وتلاحم كبير بين القيادة والشعب حول قيم ومبادئ تمكين المرأة، وتحقيق مشاركتها الحقيقية في كافة مناحي الحياة.. القيادة والشعب في الإمارات، حريصان كل الحرص على تأكيد مكانة المرأة، باعتبارها وسيلة التنمية الناجحة في كافة ربوع الوطن..

إن قادة الإمارات، ممثلين في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبفضل ما يتسم به قادتنا الكرام والأوفياء من حكمة وبعد نظر.

بل وحرص أكيد على تنمية المجتمع والإنسان، أصبح لدينا بحمد الله إسهام كامل وفاعل للمرأة على كافة الأصعدة والمستويات في المجتمع.

. إسهام يؤدي إلى تحقيق الرخاء والنماء والاستقرار، ويؤكد في الوقت نفسه على التزام الإمارات بالانفتاح على العالم، وتعميق التعاون والعمل المشترك مع كافة الأمم والشعوب.. المرأة في الإمارات الآن، تتمتع بالمساواة القانونية والمجتمعية الكاملة، كذلك فإن الدولة تحظى الآن بجهود وإنجازات مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في مجال تحقيق تكافؤ الفرص أمام الرجال والنساء على حد سواء..

وقد أصدر هذا المجلس مؤخراً للشركات والمؤسسات والأفراد، قواعد واضحة لتحقيق التوازن بين المرأة والرجل في كافة المجالات، كما أنه يتابع بدقة كل ما يتحقق على أرض الواقع من إنجازات مهمة، ويقدم الجوائز والحوافز التي تجسد التزام الإمارات بالأهداف النبيلة المقررة في هذا الشأن..

إن وجودكم معنا في هذه القمة العالمية ورعايتي لها، هو كذلك تأكيد واضح على أننا في الإمارات، ملتزمون بشكل كامل بتمكين المرأة للعطاء والمشاركة والنبوغ في كافة المجالات».

 

وتابعت سموها: «إن نجاحكم في هذه القمة، سوف يتحقق حين تنجحون في توضيح الأهمية القصوى لتحقيق المساواة الكاملة، والمشاركة الفعالة في كافة المجالات أمام المرأة، كي يستفيد المجتمع من كل ما وهبه الله لها من طاقات وإمكانات، وحتى تكون المرأة.

وبالفعل، أداة للتغيير الإيجابي في المجتمع والعالم.. عنوان هذه القمة الذي يربط بين المرأة والسلام والأمن، يشير إلى منظومة مهمة في النشاط الإنساني، يتعين علينا جميعاً أن نتفهم أبعادها وآثارها المهمة.. إنني أتطلع إلى توصياتكم حول سبل تمكين المرأة بشكل حقيقي، كي تؤدي دورها المأمول في نشر السلام والأمن والأمان في كل دولة وفي العالم كله.

ولا بد في هذا المسعى، أن نلتفت إلى حقيقة صادمة، وهي أن المرأة تعاني بشكل كبير، وفي مناطق الصراع بالذات، من العنف والمعاملة السيئة.. تواجه المرأة في كثير من الأحيان تحديات لا إنسانية، وتعاني من ضعف فرص التعليم، وانخفاض مستويات الرعاية الصحية، كما أن أمورها لا تحظى في كثير من الأحوال بالاهتمام المطلوب في مرحلة ما بعد تصفية النزاعات..

إن اضطهاد المرأة، وللأسف الشديد، قد أصبح ظاهرة عالمية سيئة، نراه سلاحاً يستخدم في الحروب في كثير من الأحوال.. عليكم في هذه القمة واجب ومسؤولية في تقديم الخطط والمقترحات التي تجسد الرغبة والقدرة لدينا جميعاً في تحقيق المعاملة الكريمة للمرأة.

وفي تأكيد دورها في أن تكون وسيطاً ناجحاً مثل الرجل تماماً لحفظ السلام والأمن في المجتمع. وعليكم في ذلك أيضاً، التأكيد على أن المجتمع الناجح في هذا العصر، هو الذي يحقق الإفادة الكاملة من المرأة، يوفر أمامها فرص الاشتراك في اتخاذ القرار المجتمعي.

وعلى كل المستويات.. المجتمع الناجح في هذا العصر، هو الذي يوفر فرص التعليم والرعاية الصحية والمكانة الاجتماعية والمشاركة الاقتصادية للمرأة.. كل ذلك هو الطريق السليم إلى تحقيق إسهامها التام في مسيرة المجتمع، وتأكيد دورها الأساسي في حفظ السلام والأمن في العالم».

وأضافت سموها: «لتحقيق كل ذلك، فإنني أدعوكم اليوم لبحث السبل الكفيلة بتوافر عدد من العوامل المهمة، وذلك في كل دولة من دول العالم: العامل الأول، هو توافر المعلومات الدقيقة عن أحوال المرأة، وبالذات في مناطق الصراع، واتخاذ ذلك أساساً لخطط عمل سريعة وفعالة لمواجهة كافة الحالات والتصرفات غير الإنسانية، أو تلك التي تحول دون تقدم المرأة وتوفير الفرص المتكافئة أمامها.

والعامل الثاني، هو تحديد الأطر المؤسسية، سواء الوطنية أو العالمية، وما يرتبط بها أو ينشأ عنها من مستويات ومعايير حول دور المرأة في تحقيق السلام والأمن.

والعمل على تحقيق هذه المستويات والمعايير على أرض الواقع.. اشتراك المرأة في منع النزاعات، وفي فرق المفاوضات، وفي إدارة الأوطان، والاستماع إلى وجهات نظرها في كافة هذه الأمور، مثل الرجل تماماً، قد أصبح الآن أمراً مهماً وأساسياً، وإلى أبعد غاية. والعامل الثالث، هو أهمية التعاون الوثيق والعمل المشترك مع جمعيات ومنظمات المرأة في الوطن والعالم.

وتأكيد دور مؤسسات المجتمع المدني في تمكين المرأة وحمايتها وزيادة إسهاماتها في مناطق الصراع بالذات. والعامل الرابع، لا بد أن نؤكد باستمرار على الالتزام المجتمعي والعالمي بتحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة..

إن هذه القمة العالمية دون شك، مثال على التزامنا جميعاً بدور أكبر للمرأة، وبتوفير الفرصة أمامها للعمل من أجل السلام والأمن، دون تفرقة أو تهديد. والعامل الخامس، لا بد لنا كذلك أن نحتفي بإنجازات المرأة في مجال السلام والأمن، وبما يترتب على ذلك من آثار إيجابية واضحة وملموسة..

علينا أن نوفر الشروط اللازمة للاحتفاء بإنجازات القيادات النسائية الناجحة على مستوى العالم، وكي تكون هذه القيادات نماذج رائدة نعتز بها، وتحتذي بها النساء جميعاً في كافة الدول والأقطار». وحضر القمة معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي.

ومعالي الشيخة لبنى القاسمي رئيسة جامعة زايد، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، والدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة، عضو المجلس التنفيذي.

ولانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، ومنى غانم المري نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، ونورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، والريم عبد الله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة، وعدد من المسؤولين.

 

من جانبه، أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك، أن ما يسعى إليه مؤتمر قمة المرأة، الذي بدأ أعماله في أبوظبي، هو أمْرٌ قريبٌ لِلغاية إلى فِكْر ووجدان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ويُعتبر تجسيداً جيداً، لِقناعتها الكامِلة، بِحقيقة واضِحة، وهي المساواة بين الرجل والمرأة. وقال: إن سمو الشيخة فاطمة، تمثل للعالم كله المثال الرائد للمرأة في كل مكان، بفضل ما لها من رؤية واضحة للمستقبل، تنبع من ثقافتها الوطنية والعربية والإسلامية الأصيلة، ومن إحاطتها الذكية بشؤون العالم.

وأشار إلى أن هذه القمة، تأتي امتداداً طبيعياً لما تقوم به سموها دائماً من أعمال وجهود ومبادرات، باعتبارها نموذجاً وقدوة للقيادات النسائية في مجال تعزيز مكانة المرأة ودورها في مجال السلام والأمن على مستوى العالم كله.

وأضاف سموه، أن أم الإمارات كانت هذا العام على رأس الفائزات من القيادات النسائية المرموقة في العالم بجائزة «Agent of Change»، أي «رائدة التغيير الإيجابي» في العالم، التي تقدمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وقال معاليه: إننا في الإمارات نعتز غاية الاعتزاز بما ورد في براءة تقديم تلك الجائزة إلى سموها، والتي أشارت إلى دورها العظيم في تمكين المرأة في الإمارات وفي المنطقة وفي العالم كله، ودورها الأساسي في تعميق العلاقة بين الأمم المتحدة والإمارات.

وتأسيس مكتب الأمم المتحدة للتواصل حول شؤون المرأة في دول الخليج هنا في أبوظبي، إلى جانب إنجازات سموها الهائلة والمتواصلة من أجل مستقبل أفضل للإنسان في هذا العالم، ومن أجل بناء علاقات الحوار والتفاهم والتعايش السلمي بين جميع الأمم والشعوب.

وأضاف معاليه: «إننا نفتخر ونعتز بدور سموها الكبير في تحفيز وإلهام الأجيال الجديدة، وبحرصها القوي على تحقيق التنمية البشرية الناجحة في كل مجال».

عقدت جلسة حوار شاركت فيها منى المري مدير المكتب الإعلامي لحكومة دبي ونائب رئيس مجلس التوازن بين الجنسين والدكتورة شنتال دي جونج – رئيسة منظمة المرأة في الأمن الدولي، تم خلالها التأكيد على أهمية تمكين المرأة وحمايتها أثناء النزاعات، كما تم التأكيد على ضرورة إشراكها في الإعمار والتنمية في بلادها.

وأشادت المري بجهود سمو الشيخة فاطمة في دعم وتمكين المرأة في كافة المجالات. وتناولت الجلسة الأولى (أبعاد وانعكاسات مقاربة النوع على سياسات الأمن الوطني) ورأس الجلسة بروك سنجي – المدير المساعد لمنظمة المرأة والأمن الدولي.

وقد عالجت هذه الجلسة أهمية دور المرأة في أجندة السلم والأمن الدوليين وركزت أساساً على تشخيص دور هذه الأجندة في ضمان المجتمعات الآمنة في العالم ومحاولة الإجابة عن التساؤل المحوري: كيف نستطيع المناصفة والتوازن بين الجنسين وتوطيد ودعم السلم والأمن الدوليين.

 

كما سلط المتحدثون الضوء على أهمية السياسات والتشريعات المؤسساتية لتطوير عمل الأجندة والارتقاء بها إلى مستوى أفضل، ثم تحدثت السفيرة مارا ماريناكي – المستشارة الرئيسية لشؤون المساواة بين الجنسين لدى مكتب العمل الخارجي التابع للاتحاد الأوروبي المسؤول عن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1325).

وكذلك البروفيسور مايكل براون – أستاذ الشؤون الدولية والعلوم السياسية في كلية آليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية.

وتناولت الجلسة الثانية برئاسة ليا شيرود – نائب مدير إدارة البحوث والاستشارات بمركز ترندر للبحوث والاستشارات، أبعاد مقاربة النوع والتوازن بين الجنسين على صعيد العمليات العسكرية والأمنية.

كما تطرقت هذه الجلسة إلى النقاط الأساسية لمسارات التنفيذ الأمثل لأجندة المرأة في الأمن والسلم الدوليين، وشارك في هذه الجلسة دانيال دي – المدير المساعد ورئيس شعبة مراقبة النوع والأمن لمركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة.

وكذلك فوزية عبدي علي – مديرة فرع شؤون المرأة في الأمن الدولي بمنطقة القرن الأفريقي والدكتورة عائشة سلطان الظاهري – العقيد الركن طبيب – نائب قائد سلاح المصالح الطبية بالقوات المسلحة بدولة الإمارات، وإيرين فيلين – رئيسة مكتب منظمة المرأة للأمن بإيطاليا ومنسقة لشبكة وسطاء النساء المتوسطيات.

وأبرزت الجلسة الثالثة دور تجربة دولة الإمارات في تطوير مفهوم القيادة لدى المرأة، فيما عقدت الجلسة الختامية بعنوان (التصورات المستقبلية لمساهمة التوازن بين الجنسين أو مقاربة النوع في تحقيق الاستقرار والأمن الدوليين).

 

 

منال بنت محمد: دور متنام للإمارات في تحقيق التوازن بين الجنسين

قدّمت حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».

بمناسبة نجاح قمة «التوازن بين الجنسين في مجال الأمن والسلم الدوليين»، التي نظمها الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات في أبوظبي، ومنظمة المرأة في مجال الأمن الدولي ومقرها واشنطن، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم (الاثنين 18 ديسمبر) بالعاصمة أبوظبي.

 

وأكدت سموها أن استضافة أبوظبي هذه القمة المهمة بما شملته من مشاركة إماراتية ودولية رفيعة المستوى تعد دليلاً على الدور المتنامي لدولة الإمارات في مجال تحقيق التوازن بين الجنسين في إطاره العالمي، والدور المؤثر لدولتنا في هذا المجال في ضوء الإنجازات الطيبة المتحققة ضمنه على أرض الإمارات، بفضل الدعم والتشجيع الكبيرين من جانب قيادتنا الرشيدة،.

والعناية والتحفيز المستمرين من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي يعود إليها جانب كبير من الفضل فيما وصلت إليه المرأة الإماراتية من موقع متميز، بصفتها شريكةً في مسيرة التنمية الإماراتية، علاوة على إسهامات سموها الكبيرة في دعم المرأة على المستوى العربي، وتعزيز مستويات التوازن، وإتاحة الفرص المتساوية للمرأة والرجل على حد سواء، لتأكيد نجاح شراكتهما في ترسيخ أسس رفعة شعوبنا العربية.

وقالت سمو الشيخة منال بنت محمد: «إن انعقاد هذه القمة على أرض الإمارات يعكس اهتمام الدولة بالعمل الجاد والهادف مع المجتمع الدولي في ريادة عملية توسيع دائرة مشاركة المرأة وتحقيق التوازن بين الجنسين في شتى المجالات، في ضوء المقررات والمواثيق الدولية التي تؤكد قيمة هذا التوازن وأثره في دفع مسيرة التطوير الإنسانية في مختلف أبعادها وضمن قطاعاتها كافة.

كما تبرهن القمة على مدى اهتمام دولة الإمارات بتهيئة المناخ الداعم للحوار العالمي في هذا الموضوع المهم، والسعي وراء استحداث مزيد من الرؤى والأفكار التي تصب في تحقيق سلسلة من الأهداف الاستراتيجية، من أبرزها زيادة الوعي بالصلة بين مقاربة النوع والسلام والأمن.

وإيجاد فهم واستيعاب أفضل لأبعاد التوازن بين الجنسين في هذا المجال، تحديداً لدى عموم الناس، علاوة على إلقاء الضوء على دور دولة الإمارات في تعزيز دور المرأة في حفظ السلم والأمن الدوليين.

وأكدت سموها أهمية موضوع القمة في شقيها، الأول المختص بموضوع التوازن بين الجنسين، والثاني المعني بمسألة إقرار الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ منطقتنا وما يعتريها من نزاعات وصراعات، وفي ضوء الجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة الإمارات .

وفي شتى المحافل الدولية، من أجل ترسيخ أسس الأمن والسلم في مختلف ربوع المنطقة والعالم، تأكيداً للقواعد التي أرساها مؤسس دولة الاتحاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومثلت المنهاج الذي سارت عليه من بعده القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.

ونوّهت سموها بقيمة القمة وأثرها، وقالت: «إن الأحداث التي باتت اليوم تعصف بالعالم من حولنا مع تنامي ظواهر العنف والإرهاب والتطرف وانتشار الأفكار المضللة، بما لها من تأثيرات سلبية بالغة الخطورة في أمن المجتمعات وسلم الشعوب، تمنح هذا اللقاء قيمة خاصة، لكونه يناقش سبل التعرض لكل تلك الظواهر.

والبحث في كيفية إسهام المرأة إلى جوار الرجل في التصدي لتلك المتغيرات الخطرة، وتداعياتها المدمرة التي من شأنها تقويض جهود التنمية، وعرقلة طموحات الشعوب في النماء والتقدم، في حين جاءت القمة لتؤكد القيم النبيلة التي طالما دعت إليها دولة الإمارات، وعكفت حتى اليوم على تنفيذها على أرض الواقع من إفشاء السلام بين الناس.

ونشر روح المحبة والتسامح والتكافل فيما بينهم، وتتضح ثمار هذا النهج جلية وبصورة عملية في كل جنبات مجتمع الإمارات.

وأوضحت سمو رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين أن الاهتمام الذي أولاه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والدعم المستمر من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لملف التوازن بين الجنسين، كركيزة أساسية للسلام والاستقرار في المجتمع، تم ترجمته عملياً بتمكين المرأة وإتاحة الفرص المتكافئة لها مع الرجل.

في حين جاء دستور دولة الإمارات العربية المتحدة ليضع إطاراً واضحاً لاحترام الحقوق دون تفرقة بين رجل وامرأة، ما أسهم بفاعلية في تلاحم المجتمع وتماسكه، لتقدم دولة الإمارات بذلك تجربة يحتذى بها عالمياً في هذا الشأن.
إنجازات عملية

واختتمت سمو الشيخة منال بنت محمد بتأكيد مواصلة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين لجهوده الرامية إلى ترجمة رؤية القيادة الرشيدة إلى إنجازات عملية ملموسة على الأرض، مشيرةً إلى مضي المجلس في تحقيق أهدافه وفق خطة عمل واضحة، واستراتيجية تعتمد في جانب منها على توسيع دائرة التعاون الدولي.

وتعميق قنوات التواصل مع مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية والأجهزة الحكومية وشبه الحكومية المعنية، بهدف التعرف إلى أفضل الممارسات، واستحداث معايير جديدة تؤكد بها دولة الإمارات ريادتها في تأكيد توازي الفرص بين الرجل والمرأة في إرساء أسس مستقبل حافل بالفرص والنجاح.

 

 

ريم الهاشمي: ١٢٠ مليوناً المُهجّرات في العالم

قالت معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في كلمتها بالقمة: إن تمكين المرأة له أكبر الأثر في تعميم الأمن والسلام والمسؤولية الاجتماعية، والقضاء على مظاهر العنف، وأضافت انه يجب أن يظهر التمكين تفاعلياً في الصراعات التي شهدها العالم، مشيرة إلى أن عدد المهجرات في العالم بلغ نحو 120 مليون شخص.

في حين بلغ عدد اللاجئات نحو 10 ملايين لاجئة، وهو رقم كبير جداً، وشددت على أنه يجب علينا التحرك بكل الإمكانات في المجتمع الدولي، لوضع حد للفقر والتدهور الاقتصادي، ومساعدة المرأة العاجزة عن فعل شيء عندما تجتاح بلدانها النزاعات والكوارث، ما يؤدي إلى النزوح والهجرة.

وأوضحت أنه يجب الاعتراف بقدرة المرأة على تولي كل المناصب وعدم إقصائها عن المناصب الأمنية والضرورية بالذات، ما يؤكد أن المرأة يجب أن تشترك أيضاً في عملية الإعمار، ويجب أن نتمسك بهذا الموضوع ونؤكد عليه، لأن له أهمية في السلام والتنمية.

وأكدت أن دولة الإمارات، أصبحت أول دولة تنجز عملية التمكين للمرأة، وقد دخلت في اتفاقيات مع الأمم المتحدة بهذا الشأن، كما أنشأت مجلس التوازن بين الجنسين. وقالت إن الإمارات محظوظة بقيادة رشيدة، أيدت تمكين المرأة بلا تحفظ، وفي ختام كلمتها، دعت جميع الدول إلى نشر الأمل في صفوف النساء.

مـــــوزة الشحـي: هــــدفنا مجتمعات وأجيال سليمة

استعرضت الدكتورة موزة الشحي مديرة مكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في دولة الإمارات، دور المكتب في تنفيذ جدول الأعمال العاملي للمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت: إن الإمارات منذ البداية، لا تزال مناصراً قوياً لتحقيق مهمتنا منذ إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2010، وفي شهر أكتوبر من عام 2016، تم بجهود وبدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، افتتاح مكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، لحشد الدعم لتنفيذ استراتيجية الهيئة في مجال المساواة بين الجنسين .

وتمكين المرأة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يعد هذا المكتب الأول من نوعه في دول مجلس التعاون، وهو واحد من ستة مكاتب اتصال تابعة للأمم المتحدة حول العالم.

وأوضحت أن الهيئة تلتزم التزاماً تاماً بتعزز أهمية السلام والأمن وترسيخ التسامح، وبناء مجتمعات وأجيال سليمة لضمان مستقبل مستقر ومستدام، وهي تعتبر ذلك أولوية رئيسة في جميع برامجها.

وقالت إن مكاتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تركز في عملها على خمسة مجالات ذات أولوية بالنسبة للمرأة، وهي تعزيز قيادة المرأة ومشاركتها، وإنهاء العنف ضد المرأة، وإشراك المرأة في جميع جوانب عمليات السلام والأمن، إضافة إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، وجعل المساواة بين الجنسين محوراً رئيساً في تخطيط التنمية الوطنية ووضع ميزانيتها.

سمعة طيبة
قالت السفيرة لانا نسيبة مندوب الإمارات الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمة خلال القمة إن الإمارات لها سمعة طيبة على المستوى الدولي في رعايتها للمرأة، وأشارت إلى أن ذلك فتح المجال للمرأة بأن تتولى مناصب عدة في القطاعين العام والخاص بالدولة.
فيلم قصير

تخلل القمة، عرض فيلم قصير عن المرأة، أعده الاتحاد النسائي العام، ويظهر الكثير من التقدم الذي أحرزته المرأة الإماراتية في مجالات التمكين بكافة أنواعه، منذ عهد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حتى يومنا هذا.

منى المري: كلمات «أم الإمارات» منحتنا التفاؤل بمستقبل المرأة

أكدت منى المري مدير المكتب الإعلامي لحكومة دبي ونائب رئيس مجلس التوازن بين الجنسين أن القمة مهمة جداً لأنها تعكس الوضع القائم في المنطقة، حيث نحن اليوم نعيش في منطقة أزمات والمرأة اليوم تلعب دوراً أساسياً في حل أي صراع ولها دور في المفاوضات.

وقالت المري في تصريحات صحفية: إن كلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، خلال القمة كانت ملهمة لنا وللحضور من مختلف الجهات والهيئات ومنظمات الأمم المتحدة لأنها أعطتنا الأمل والثقة والتفاؤل في مستقبل المرأة ودورها المحوري في كل مكان وبشكل خاص المرأة العربية والإماراتية.

وأضافت: «إننا كسيدات إماراتيات نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته ابنة الإمارات وبأننا نعيش في ظل قيادة ملهمة وداعمة للمرأة في كافة المجالات وهو الأمر الذي يشكل دافعاً قوياً لنا لتحقيق أهداف وطموحات دولتنا ونعمل على أن تكون إنجازات دولة الإمارات دائماً في المقدمة».

وقالت المري: إن المرأة الإماراتية تشكل اليوم نحو 46,6% من قوة سوق العمل، كما أن الإمارات تتصدر المؤشرات فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين؛ فهي تتصدر أبرز 10 دول في العالم لعام 2016 ولدينا نحو 23 ألف رائدة أعمال مسجلة في الدولة يدرن مشاريع بقيمة تتجاوز 50 مليار درهم.

وأوضحت أن النساء في الإمارات يشكلن أيضاً نسبة كبيرة من الخريجات حيث إن 60% من خريجي الجامعات بتخصصات العلوم والفيزياء من النساء.
معايير

وأضافت أن مجلس التوازن بين الجنسين أصدر دليلاً يقدم المعايير الأساسية للجهات الحكومية والخاصة لتوفير بيئة عمل متميزة لعمل المرأة وأن المجلس ركز عل دور القطاع الخاص فيما يتعلق بدعم التوازن بين الجنسين.

وأكدت أن الإمارات تمثل نموذجاً للأمل والسلام والتسامح والرفاهية ولدينا العديد من المبادرات التي تعتبر قصة نجاح يمكن أن نشارك بها المجتمعات.

وقالت: إن المرأة الإماراتية تعتز بقيادتها التي تدعم دور المرأة مما قلدها المناصب القيادية وهنالك برامج خصصتها الدولة لتأهيل المرأة لتولي الأدوار القيادية الأمر الذي يؤكد تفرد الدولة فيما يتعلق بتمكين المرأة. وختمت المري: «دورنا كبير ومهمتنا صعبة ولا ننسى دور القيادة الداعم الرئيسي لنهضة وتنمية المرأة في دولة الإمارات».


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com