كشف عبدالعزيز عبدالله الغرير رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم أن المؤسسة تعتزم الإعلان عن عدد من البرامج والمبادرات خلال العام 2018، وأولاها التوجه إلى مضاعفة عدد المنح التي توفرها مع نهاية عام 2018 إلى 1500 منحة لطلبة من الإمارات والمنطقة العربية.
كما ستطلق المؤسسة مطلع العام المقبل برنامجاً ريادياً خاصاً بالشباب الإماراتيين، وسيركز على إعداد شبابنا في مقتبل عمرهم ليكونوا جاهزين لدخول الجامعة وسوق العمل، من خلال توفير المشورة المناسبة لطلبة المرحلة الثانوية والمراحل الجامعية الأولى بهدف تمكينهم من النجاح في دراساتهم الجامعية ومجال عملهم ما بعد ذلك. ويعد هذا البرنامج أول برنامج نطلقه لا يعتمد على المنح ليكون نقطة تحول استراتيجية في برامجنا وبما يتماشى مع رؤية قيادتنا الحكيمة لبناء مستقبل واعد لدولتنا.
وأضاف: نعمل مع مجموعة من رجال وسيدات الأعمال العرب الذين يديرون مبادرات عطاء خاصة بهم من أجل بناء بنك معلومات لتوثيق هذه المبادرات الخاصة واستخلاص الدروس والعبر المستفادة والتشجيع على التحول من العمل الخيري التقليدي إلى العطاء الاستراتيجي الهادف إلى معالجة التحديات الإقليمية من جذورها.
وأضاف الغرير: قمنا بزيادة عدد جامعاتنا الشريكة إلى 16 جامعة موزعة على 10 دول، على أمل أن نتمكن من أن نلبي أكبر قدر ممكن من الحاجة المتزايدة. نحن فخورون بما نقوم به، وعلى أمل أن نحقق لدولتنا ومنطقتنا جزءاً من الأمن الاستراتيجي الذي تسعى إليه قيادتنا الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة. واليوم 35% من طلبة المؤسسة جامعيون من الجيل الأول،
و73% من طلبة المؤسسة يتقنون لغتين والباقون يتقنون 3 لغات وأكثر، و17% من طلاب المؤسسة هم من اللاجئين أو المهجرين أو ممن يعيشون في مناطق النزاعات.
وأكد أنه مع نهاية عام الخير الذي شهد الكثير من المبادرات الإنسانية وممارسات العطاء ورد الجميل للمجتمع والوطن الإماراتي، كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رجل الأعمال وأحد أعلام الخير الإماراتيين، عبدالله أحمد الغرير الذي تبرع بنحو 4.2 مليارات درهم لدعم قطاع التعليم الإماراتي والعربي، لافتاً إلى أن والده آثر الاستثمار في التعليم كهدف لمبادرته الخيرية والتي كرس لها الكثير من الاهتمام وجزءاً لا يستهان به من ثروة عائلته.
وأوضح أن اهتمام والده بالتعليم ليس وليد اللحظة، بل هو منبثق من إيمانه العميق بأهمية المعارف بجميع فروعها لبناء مجتمعات قوية ومستدامة. فكان إنشاء أول مدرسة في منطقة مسافي من أولى مبادرات عطائه. واستمر في نهجه هذا ترجمة لتراث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال: «إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وإن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره».
وتابع: غرس والدي قيمة العطاء في جميع أبنائه، فمن وجهة نظري، يجب أن تحمل مبادرات الخير بعداً تنموياً مستداماً، أي أن يكون أثرها مستمراً لا ينقطع، تعليم فرد واحد قد يغير مصير أمة بأكملها. كما أؤمن بأن التعليم بما يعنيه من تمكين الأجيال بالقيم والمعارف والعلوم وأدوات البناء والتطوير، يشكل المدخل الأساس للتنمية المستدامة ولتحقيق أحلام الشعوب وطموحاتها، ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها الكثير من الدول، كما أؤمن بأنه وسيلة لتعزيز الهوية الإنسانية وبناء الثقافة الإيجابية وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
وإيماناً منا بتوجهات قيادتنا الرشيدة ولتحقيق رؤيتها الوطنية التي تتمثل ببناء اقتصاد ومجتمع يرتكز على المعرفة والسعادة وتعزيز مكانة الدولة وتميزها وتنافسيتها بين الدول الأخرى، قررنا مأسسة عملنا الخيري من خلال إطلاق مؤسسة متخصصة تركز على تنفيذ برامج استراتيجية تحقق العائد والفائدة الأكبر للدولة.
وقال: إن «مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم» مؤسسة إماراتية الهوية والثقافة والأهداف، ولأنها إماراتية فمن الطبيعي أن تتجاوز برامجها حدود دولة الإمارات، ونحن نفخر بأننا ننتمي لهذه الدولة التي كانت ولا تزال سباقةً إلى تقديم يد العون للمحتاج بغض النظر عن جنسيته، هذا هو التسامح الذي تسعى قيادتنا إلى غرسه في نفوسنا، تسامح ليس في المشاعر فقط، بل بالعمل والعطاء والتضحية.
وأعتقد أن من أهم أسباب نجاحنا كدولة هو التزامنا بالقيم والتراث الإماراتي الأصيل الذي تربينا عليه، حيث نستلهم من قيادتنا مساعينا لدعم الآخرين، فعلى سبيل المثال، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدة مبادرات رائدة لتمكين الشباب العرب من العلوم والمعرفة، منها: مبادرة تحدي الترجمة التي تهدف إلى توفير محتوى علمي عربي متاح لكافة الطلبة بمختلف تخصصاتهم وبالمجان، إلى جانب الأعمال الأخرى التي لا يتسع المجال لتعدادها. كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صندوق «بلوغ آخر ميل» بهدف القضاء والسيطرة على الأمراض المعدية في المجتمعات الأكثر فقراً حول العالم.
وأضاف: من هنا جاءت خطتنا في «مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم» والممتدة لعشر سنوات لتعليم 15 ألف شاب إماراتي وعربي. فعملت المؤسسة على بناء شراكات استراتيجية مع أفضل الجامعات في المنطقة والعالم لتمكين الشباب الإماراتيين والعرب من الوصول إلى أفضل الشهادات العلمية والتي لم يكونوا ليتمكنوا من الحصول عليها بسبب طبيعة ظروفهم. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن معايير اختيار الطلبة المشمولين بالمبادرة يتم وفق مقاييس لها علاقة بالتحصيل العلمي، والوضع المعيشي والظرف الاجتماعي، ولا تفرّق بين إماراتي وغير إماراتي.
وبالإضافة إلى ذلك، سنقوم قريباً بإطلاق برنامج ريادي ومبتكر يخدم خصيصاً أبناءنا الإماراتيين. حيث تم تصميم وتنفيذ هذا البرنامج بعد دراسات ونقاشات معمقة مع كافة الأطراف ذات الصلة بمجال التعليم في الدولة، وبهدف الوصول إلى الاستثمار الأمثل وذي العائد الأعلى على أبنائنا ودولتنا، في ضوء العطاء المتناهي في هذا المجال. وسيتم إطلاق برامج إضافية مخصصة للشباب الإماراتيين في المستقبل لتعمل بشكل استراتيجي على تكميل ما توفره الدولة والجهات الأخرى في مجال التعليم.
وأشار الى أنه تم إطلاق المؤسسة رسمياً في نهاية أبريل عام 2016، وخلال أقل من عامين وفرت ما يزيد على 700 منحة، ونحن نعمل على زيادة هذا العدد سنوياً لنتمكن من الوصول إلى هدفنا ضمن الفترة الزمنية المحددة.
وأما التخصصات التي سنساعدهم على دراستها فقد تم تحديدها من خلال جهد مشترك مع شركة ماكنزي للاستشارات لتحديد مجالات العمل الأعلى نمواً خلال السنوات العشر المقبلة في المنطقة العربية والإمارات على وجه التحديد، فوجدنا أن هذه المجالات تتركز في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ونحن نطمح إلى أن يكون بناء دولتنا ومنطقتنا العربية على يد أبنائها، وهذه خصلة نبحث عنها في الطلبة الذين نوفر لهم المنح. حيث إنهم جميعاً يتشاركون في رغبتهم في تطوير مجتمعاتهم وتحسين مستويات المعيشة فيها، بما يتماشى مع رؤيتنا الاستراتيجية وأهدافها، والتي تنسجم بشكل تام مع إرادة قيادتنا في الإمارات، وعلى الرغم من جميع الصعوبات التي مر بها طلبة مؤسستنا نحن على يقين بأنهم سيكونون من قيادات الدولة والمنطقة في مجالات الأبحاث والريادة والابتكار، وذلك من خلال تمكينهم من الوصول إلى أفضل الفرص التعليمية والتي استطعنا وبحمد الله توفيرها لهم.
وأشار رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، إلى أن المؤسسة بصدد دراسة جملة من المشاريع التي ستضاف إلى برامج ومبادرات مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وسيتم الإعلان عنها في حال إقرارها لتنفذ داخل الدولة وفي المنطقة العربية.
من ناحية أخرى، نعمل حالياً مع مجموعة من رجال وسيدات الأعمال والذين يعدون من أهل العطاء في الإمارات والمنطقة لإيجاد أفضل الوسائل لجمع المعلومات ودراسة المبادرات التي يتم تنفيذها على مستوى المنطقة العربية بهدف توثيق الدروس والعبر المستفادة والتشجيع على التحول من العمل الخيري التقليدي إلى العطاء الاستراتيجي الهادف إلى معالجة التحديات الإقليمية من جذورها.
ونأمل أن تتحقق هذه المساعي وأن تبقى إماراتنا رائدة لأعمال الخير على المستوى الإقليمي، وأن تبقى منارةً للإنسانية والعطاء، ونموذجاً يمنح الأمل للملايين من شعوب المنطقة.
ونعمل مع مجموعة من رجال وسيدات الأعمال العرب والذين يديرون مبادرات عطاء خاصة بهم من أجل بناء بنك معلومات لتوثيق هذه المبادرات الخاصة والدروس والعبر المستفادة.
وذلك بهدف إنشاء حيز ومساحة للتعاون والحوار حول هذه المبادرات الخاصة وإمكانيات توجيهها وتشاركها، كل حسب خصوصيتها، لإحداث أعلى المستويات الممكنة من الأثر الإيجابي في مختلف المجالات الحياتية لشعبنا العربي. ونحن على أمل أن نتمكن من مشاركة بعض نتائج هذا التوثيق والدراسة خلال الأشهر القادمة.
استثمار في مستقبل المنطقة عبر تمكين الشباب العرب
قال عبدالعزيز الغرير: لا يمكن لأي دولة أن تطمئن إلى تقدمها واستقرارها وسط محيط مضطرب كالذي نعيشه حالياً. غالبية النزاعات التي يذهب الشباب العرب ضحيتها اندلعت بسبب اليأس وضيق فرص التعليم والتوظيف وغياب أي أمل بحياة كريمة. فالتعليم استثمار طويل الأجل لتغيير هذا الحال ولتمكين الشباب العرب من استكمال مسيرة التنمية في بلدانهم.
وتابع: ساهم الجهل إلى جانب البطالة والفقر في انتشار الفكر المتطرف. والتعليم ينير المساحات المظلمة في الوعي الإنساني، ويساعد الفرد على فهم هويته ومسؤولياته في الحياة تجاه أهله ومجتمعه، ويمنحه الثقة والدافع لبناء علاقات طبيعية مع محيطه ومع الشعوب التي تنتمي لثقافات أخرى. التعليم يعزز الهوية الوطنية ويضعها في مكانة متكافئة مع الهويات الأخرى وهذا يسهل عملية التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب ويقلص من مساحات العداء.
كما أن الصراعات الإقليمية أفرزت أعداداً هائلة من اللاجئين العرب الذين حرموا من أي مصادر للتعليم، ماذا سيكون مصيرهم إذا فاتتهم فرصة التعليم، وماذا سيكون عليه مستقبل بلدانهم بل مستقبل المنطقة العربية عندما يصبح هؤلاء الشباب فريسة سهلة للجماعات الإرهابية التي تستغل ظروفهم وعجزهم؟ ونحن نفخر بأن دولة الإمارات العربية سباقة في توفير الدعم للاجئين، ونفخر بأننا جزء من هذه المساعي التي تهدف ليس فقط إلى حماية مستقبل هؤلاء الشباب، بل حماية أمن المنطقة بأسرها.
وهذه النقاط بمجموعها تهدف إلى تعزيز الأمن الاستراتيجي للدولة في عمقها العربي، وتعمل على بناء جيل من الشباب الإماراتيين والعرب متسلحين بالعلوم ومتنورين بالمعرفة وقادرين على قيادة الدولة والمنطقة العربية نحو المستقبل المنشود.