|  آخر تحديث ديسمبر 8, 2017 , 1:34 ص

المزروعي: استيراد الغاز الأميركي «خيار متاح»


في ختام أعمال الاجتماع الوزاري لقادة حجز الكربون بأبوظبي

المزروعي: استيراد الغاز الأميركي «خيار متاح»



أكد معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة أن استيراد الإمارات للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة يعد «خياراً متاحاً» في الوقت الحالي بعد أن سمحت أميركا بتصدير غازها إلى الخارج.

وشدد في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع ريك بيري وزير الطاقة الأميركي في ختام أعمال الاجتماع الوزاري لقادة حجز الكربون بأبوظبي والذي استضافته وزارة الطاقة والصناعة، على أن احتياجات الإمارات للغاز الطبيعي تتزايد بسبب اعتماد محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه على الغاز بشكل رئيسي. وقال: وزارة الطاقة جهة تنظيمية وليست جهة لإبرام العقود، وسوق الإمارات مفتوح أمام الجميع، ولا نفرض على الشركات الاستيراد من جهات معينة، وأنا شخصياً قد آمل استيراد الغاز من أميركا لو كان سعره منافساً ومتميزاً.

ونوه بأن الشركات الإماراتية الكبرى المستثمرة في الولايات المتحدة مثل شركة مبادلة تشتري الغاز الطبيعي الأميركي وتستخدمه في صناعاتها البتروكيماوية، مشيراً إلى أن هذه الشركات تشكل إضافة للاقتصاد الأميركي كما تخلق وظائف كبيرة في السوق الأميركي.

وأكد أهمية تجديد اتفاقية الحوار الاستراتيجي للطاقة بين الإمارات والولايات المتحدة في قطاع الطاقة، مشيراً إلى رغبة الإمارات في الحصول على التكنولوجيا المتقدمة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70% بحلول عام 2050. وقال: إذا كانت مذكرة التفاهم للحوار الاستراتيجي للطاقة تتضمن عدة مشاريع للشراكة، فنحن نود أن يتضاعف عدد هذه المشاريع لتكون بالمئات في قطاع النفط والغاز وبلا شك هناك فرص كبيرة للتعاون المشترك بين الإمارات وأميركا.

وأوضح أن شركات أميركية جاءت مؤخراً لاكتشاف فرص تصدير الغاز المسال الأميركي للإمارات، مشيراً إلى أن هذه ليست الزيارة الأولى لهذه الشركات.

وجدد وزير الطاقة والصناعة تأكيده خلال المؤتمر الصحفي على أن الإمارات ودول الخليج بحاجة إلى كميات غاز إضافية بسبب ارتفاع الطلب على الكهرباء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لديها كميات غاز ضخمة وبدأت تصديرها مؤخراً. وقال: الغاز الأميركي المسال قد يجد سوقاً واعدة في الإمارات والخليج، وعلى أية حال سوقنا مفتوح للجميع وقراراتنا نبنيها على أفضل الأسعار لنا، وبلا شك فإن الغاز الأميركي له مستقبل في الإمارات نظراً لزيادة حاجتنا إلى الغاز.

 

 

من جانبه، أكد ريك بيري وزير الطاقة الأميركي أهمية توطيد العلاقات الاقتصادية مع الإمارات، مشيراً إلى أنه ناقش خلال زيارته الحالية للإمارات -التي تستغرق عدة أيام مع كبار المسؤولين الإماراتيين ومنهم معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)- مجالات التعاون المشترك في قطاع النفط والغاز خاصة أن هناك شركات أميركية كبيرة تعمل في هذا القطاع في الإمارات.

وقال: ناقشنا مع المسؤولين الإماراتيين والسعوديين تصدير الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى الإمارات والسعودية ولم نتوصل بعد لعقود محددة، وبكل تأكيد فإن الولايات المتحدة تسعى إلى شراكات طويلة الأمد في المنطقة بوصفها منتجاً موثوقاً فيه للنفط والغاز وتدرس كل الفرص الاستثمارية المتاحة أمامها، وعلاقتنا مع الإمارات قوية للغاية ورسالتي الرئيسية في زيارتي الحالية هي الشراكة والعمل معاً في الفترة المقبلة.

 

وكان وزير الطاقة والصناعة قد افتتح صباح أمس أعمال الاجتماع الوزاري لقادة حجز الكربون بأبوظبي الذي تستضيفه وزارة الطاقة والصناعة بحضور خالد الفاتح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي وعزيز رباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية وريك بيري وزير الطاقة الأميركي ومشاركة خبراء وباحثين في قطاع الطاقة واستخدام وتخزين الكربون في أبوظبي.

وشدد المزروعي في كلمته على أهمية استضافة الإمارات للاجتماع، مشيراً إلى أن الإمارات من الدول السباقة في الاهتمام بتقنيات حجز واستخدام الكربون التي تتوافق مع استراتيجية الطاقة 2050 وتسهم في تحقيق مؤشرات الأجندة الوطنية المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون بصورة ابتكارية ورائدة لتحويل التحديات إلى فرص والمحافظة على جوده الهواء.

وقال: إن الاجتماع الوزاري يأتي في إطار تعزيز الاهتمام العالمي بهذه التقنيات التي من شأنها أن تساهم أكثر في استدامة قطاع الطاقة وإبراز الفرص الاستثمارية المتوفرة فيه وتبادل الخبرات والتجارب.

 

 

ونوه بأن استضافة الإمارات لهذا الاجتماع رفيع المستوى والذي يشارك فيه وزراء الدول الأعضاء في المنتدى وأبرز الخبراء والباحثين في قطاع الطاقة وتحديداً في مجال استخدام وتخزين الكربون من 26 دولة تأتي لتؤكد مكانة الإمارات ودورها المحوري في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة واستخدام التكنولوجيا المبتكرة في مجال الطاقة. وأشار إلى أن الإمارات تركز على دمج التقنيات النظيفة في قطاع الطاقة التقليدية لزيادة الكفاءة وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد لفتح مجال في توفير إيرادات محتملة في القطاع الصناعي.

وأكد الوزير في تصريحاته للصحفيين على هامش الاجتماع أن الإمارات تميزت باستراتيجية متكاملة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لافتاً إلى أن الإمارات أسست أول مشروع في المنطقة لالتقاط الكربون من مصانع الحديد (مشروع ريادة بالتعاون مع شركات أدنوك ومصدر وحديد الإمارات)، موضحاً أن المشروع هدف إلى خفض انبعاثات 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون أي ما يماثل انبعاثات 170 ألف سيارة تسير في السيارة وإعادة استخدامها في حقن حقول النفط مما يوفر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي.

وأوضح أن مشروع ريادة هو أكبر مشروع تجاري في المنطقة لافتاً إلى أن المستفيد الأكبر منه حالياً شركة أدنوك، معرباً عن أمله في استفادة القطاع الخاص منه خلال الفترة المقبلة.

 

 

من جانبه، أشاد الدكتور مطر حامد النيادي وكيل وزارة الطاقة والصناعة بالدور الذي تلعبه شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في مجال التقاط واستخدام وتخزين الكربون إذ تعد أول شركة تطبق هذه التقنية بصورة تجارية في المنطقة، حيث يتم الحصول على الكربون باستخدام أحدث التقنيات من مصنع الإمارات للحديد وإعادة حقنه في حقول النفط البريه على نحو من شأنه أن يزيد من استخلاص النفط المعزز ويساهم في توفير كميات من الغاز الذي كان سيستخدم في الحقن، إضافة لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء على نحو من شأنه أن يساهم في المحافظة على جودة الهواء والبيئة في الدولة.

 

كان معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة وريك بيري وزير الطاقة الأميركي وقعا مذكرة تفاهم تجدد التزام الطرفين بالحوار الاستراتيجي للطاقة. وأكدت الإمارات والولايات المتحدة التزامهما المشترك بعلاقات ثنائية قوية في مجال الطاقة بين البلدين. واتفق الجانبان على المضي قدماً في الجهود المشتركة من أجل توسيع التعاون فيما يتعلق بالتنمية والتجارة في النفط والغاز والفحم التقليدي وغير التقليدي بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال والتكنولوجيات المتعلقة باحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه والطاقة النووية السلمية وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة.

 

 

وأكد الجانبان خلال حوار الطاقة الاستراتيجي التزام الدولتين بالتنمية النووية الآمنة والمسؤولة وفقاً للاتفاقيات والالتزامات الدولية بالتنسيق مع الإطار الدولي للتعاون في مجال الطاقة النووية.

وأكد الوزير الأميركي تعاون الولايات المتحدة مع برنامج الطاقة النووي السلمي في الإمارات. وتطرق الوزيران إلى التعاون مع «مصدر» على محطات تجريبية لتحلية المياه الموفرة للطاقة ومع هيئة كهرباء ومياه دبي خلال ورشة العمل الدولية الأولى للمسابقة العالمية للجامعات لتصميم الأبنية المعتمدة على الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط التي ستعقد في نوفمبر 2018.

وناقش الوزيران خلال حوار الطاقة الاستراتيجي بين الإمارات والولايات المتحدة أهمية معالجة تحديات أمن الطاقة من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص والاستثمار لدعم تطوير ونشر جميع أشكال الطاقة والتقنيات، والمبادرات المتعددة الأطراف.

 

وأطلق الوزيران مسار عمل جديداً في سياق هذا الحوار بهدف تبادل المعلومات المتعلقة بمكونات الفحم النظيف ضمن استراتيجية الإمارات للطاقة 2050. وأشار الوزيران إلى أن الصادرات الأميركية المتزايدة من الغاز الطبيعي المسال يمكن أن توفر خياراً لمصدر إضافي لتوريد الغاز للمنطقة. وفي ختام الحوار، أكد المزروعي وبيري أن حوار الطاقة الاستراتيجي بين البلدين أمر مهم لزيادة التعاون في مجال الطاقة ويمثل عنصراً أساسياً في الشراكة الأوسع بين الدولتين، وعرض وزير الطاقة الأميركي استضافة الحوار المقبل في واشنطن العام المقبل.

 

 

من ناحية أخرى، توقع خالد الفالح وزير الطاقة السعودي إقامة شراكات قوية بين شركات إماراتية وسعودية للاستثمار في الإمارات والسعودية والأسواق الدولية. وقال الفالح في تصريحات للصحفيين: هناك شركات نفط إماراتية أبدت نيتها الدخول إلى قطاع النفط والغاز في المملكة، وسوق التجزئة أهم القطاعات المستهدفة. وقال: إن هناك محادثات مع أدنوك ومبادلة لاستثمارات كبيرة في السعودية والإمارات والأسواق الدولية.

وأوضح أن السعودية تنفذ حالياً مشاريع عملاقة في النفط والغاز، مشيراً إلى رغبتها في زيادة استثماراتها الداخلية والخارجية. وذكر أن تنافسية السوق السعودي تمثل فرصة مواتية للشركات الإماراتية لضخ استثماراتها والاستفادة من ارتفاع الطلب.

وتوقع دخول شركات سعودية أخرى سوق التجزئة، موضحاً أن أرامكو تعتزم دخول هذا السوق المهم بعد أن طرحت أسهمها للاكتتاب العام، الأمر الذي يزيد من انسيابية رؤوس الأموال. وبين أنه ناقش مع وزير الطاقة الأميركي وشركات أميركية تصدير الغاز المسال الأميركي للسعودية، مؤكداً أن الموضوع مازال قيد المفاوضات.

 

 

رفعت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمس الأول أسعار جميع خاماتها الثلاثة لشهر نوفمبر. وحددت الشركة بأثر رجعي سعر البيع الرسمي لشحنات نوفمبر من خامها القياسي مربان عند 63.65 دولاراً للبرميل بزيادة 5.55 دولارات حسبما ذكرت أدنوك في بيان. وبهذا يزيد سعر مربان لنوفمبر 2.83 دولار للبرميل فوق متوسط الأسعار المعروضة لخام دبي لذلك الشهر وهي أكبر علاوة سعرية منذ مايو 2016 وفقاً لما تظهره بيانات رويترز.

 

 

أعرب معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة عن تفاؤله بالآثار الإيجابية لقرار دول منظمة الأقطار المصدرة للبترول «أوبك» بتمديد خفض إنتاج النفط لعام 2018، مؤكداً أن القرار سيساهم في دعم استقرار أسواق النفط العالمية ويدفعها للتوازن. وشدد في تصريحات للصحفيين أمس على أن الاتفاق الجديد على تمديد خفض إنتاج النفط لعام آخر، الذي تم نهاية الشهر الماضي بين دول منظمة أوبك والمنتجين من خارجها، من شأنه أن يسهم في استعادة توازن السوق.

وقال: متفائل بردة فعل إيجابية بالسوق تماثل تلك التي حدثت في النصف الأول من العام الماضي، حيث ننتظر المزيد من التصحيح والتوازن.

ونوه بأن الدول الموقعة على الاتفاق أظهرت التزاماً مميزاً خلال العام الماضي وهو ما يتوقع أن يحدث حالياً إضافة إلى زيادة الطلب بما يعني عودة الاستثمارات في قطاع النفط والغاز مرة أخرى. وقال: آمل أن يكون هناك إطار عمل ملزم لكل الدول الموقعة والتي وصلت إلى 30 دولة وبما يشجع دول أخرى على الانضمام.

وأضاف أن كل المؤشرات توضح أن الطلب الحقيقي على النفط يتزايد. وأشار إلى أن استثمارات الإمارات في قطاع النفط والغاز ستتزايد خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى رصد مجموعة أدنوك لـ 400 مليار للاستثمارات الجديدة. وقال: إن استثمارات الإمارات خلال السنوات الماضية استمرت وتزايدت أخيراً، ونأمل من كافة الدول أن تزيد استثماراتها.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com