في تقدير دولي جديد لمنجزاتها بمجال ثقافة الطفل، أعلنت هيئة الشارقة للكتاب خلال مشاركتها في معرض المكسيك الدولي للكتاب، عن اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف الدورة السابعة والخمسين من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال، الأرفع من نوعه بين معارض كتب الأطفال، والمقرر إقامتها في شهر أبريل من العام 2020.
وجاء هذا الاختيار لما تقدمه الشارقة من اهتمام بالطفل وثقافته وفنه وكتبه، عبر تنظيمها العديد من الفعاليات والمهرجانات والمعارض التي تتمحور حول أجيال المستقبل، ضمن الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الداعمة دوماً للأطفال واليافعين في المجالات كافة.
وإلى جانب ما تقدمه الشارقة لأطفالها من رعاية صحية وفرص تعليمية ومنشآت ترفيهية، فإن الثقافة تظل هي الأبرز في منجزاتها المرتبطة بالأطفال واليافعين، إذ تنظم سنوياً العديد من الفعاليات الكبرى التي تهدف إلى تنمية معارف هؤلاء الصغار، وتعزيز ثقافتهم، وتنمية مهاراتهم، واستثمار مواهبهم فيما يعود بالنفع على أنفسهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم ضمن بيئة آمنة داعمة ومحفزة للإبداع والابتكار.
ومن أبرز هذه الفعاليات: مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومعرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، وبينالي الشارقة للأطفال، ومجلس شورى أطفال الشارقة، وجائزة اتصالات لكتاب الطفل، كما تحتضن الشارقة مقرات كل من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، ومؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، ومؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين.
وقال سعادة أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “يحظى الطفل في الشارقة بمكانة لا نظير لها على مستوى المنطقة، بفضل الرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي سخر إمكانات الإمارة ومقدراتها لصالح هذا الجيل الذي تنهض على يديه الأوطان، ولذلك جاء اختيار الشارقة ضيف شرف من قبل معرض بولونيا، تقديراً مستحقاً لهذا الاهتمام”.
وأكد العامري أنه منذ مشاركة الشارقة في معرض بولونيا لكتاب الطفل، وهي تشكل مصدر شغف وإلهام للمشاركين الآخرين، الذين طالما جذبتهم جودة كتب الأطفال التي تصدر من الشارقة أو حصلت على جائزة يقع مقرها في الشارقة، ويسعدنا أن نقدم المزيد عن تجربتنا ورحلتنا في الاهتمام بالطفل وثقافته خلال دورة العام 2020 التي ستكون بمثابة احتفالية كبرى بالثقافة الإماراتية وبالتراث العربي المرتبط بالطفل”.
من ناحيتها قالت إيلينا باسولي، مدير معرض بولونيا الدول لكتب الأطفال: “يعدُ معرضنا واحداً من أهم المنصات المتخصصة في الكتاب على المستوى العالمي، حيث يجمع أجود وأفضل الكتب، ويستقطب نخبة من أبرز الرسامين والمؤلفين الذين يستعرضون خبراتهم وممارساتهم في مجال أدب الطفل على المستوى العالمي، وخلال مسيرته الممتدة عبر أكثر من نصف قرن، قدَّم المعرض العديد من الجوائز والمعارض والبرامج الأدبية المرموقة، ليصبح بذلك الوجهة الأدبية الأكثر أهمية في العالم بالنسبة لمجتمع النشر، لا سيما للمتخصصين في مجال كتب الأطفال”.
وأضافت: “يحرص معرض بولونيا على اختيار ضيوف الشرف بعناية، ويركّز في اختياره على الدول والمناطق التي تتميز بتراثها الثقافي العظيم، أو تلك التي لديها منصات جديدة لإنتاج الكتب التي تستهدف الأطفال والشباب، وتسهم في تغذية عقولهم، وتوسيع مداركهم الفكرية بما يؤهلهم لمستقبل أفضل. ومن هنا جاء اختيار إمارة الشارقة، لما تمتلكه من مميزات، وغنى على مستوى التجربة والريادة، ونحن سعداء بهذا الاختيار ونرحب بهم كضيوف شرف، ونتطلع لاستضافة برنامجهم في معرض بولونيا لكتب الأطفال عام 2020”.
وجاء الإعلان عن هذا الاختيار خلال مشاركة هيئة الشارقة للكتاب في معرض المكسيك الدولي للكتاب، والذي يعد من أهم معارض الكتب في أمريكا الشمالية، ويشكل أكبر سوق في العالم للكتب الصادرة باللغة الإسبانية، حيث كانت الهيئة الممثل الوحيد للعرب، لتواصل التعريف بالثقافة العربية بين المشاركين والزوار، الراغبين في اكتشاف المزيد عن دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص والدول العربية عموماً.
واختارت إدارة المعرض هذا العام العاصمة الإسبانية مدريد ضيف شرف، واستضافت العديد من الكُتاب والناشرين والفنانين والمشاهير من هذه المدينة العريقة، وهو ما شكل فرصة أمام هيئة الشارقة للكتاب للتواصل مع هذه الشخصيات، ودعوتها إلى زيارة الشارقة والمشاركة في فعالياتها، إلى جانب تنظيمها العديد من اللقاءات مع ناشرين وخبراء ومختصين من الأرجنتين، والبرازيل، وكولومبيا، وتشيلي، وغواتيمالا، الذين عبروا عن سعادتهم بالحضور العربي في المعرض وبتواجد إمارة الشارقة الداعمة للثقافة والمعرفة في هذا الحدث الأكبر للأدب الإسباني.
والتقى سعادة أحمد العامري خلال مشاركة الهيئة في معرض المكسيك، بهوغو سيتزر، نائب اتحاد الناشرين الدوليين، حيث بحث معه سبل تطوير العلاقات بين هيئة الشارقة للكتاب والناشرين في الدول الناطقة باللغة الإسبانية تحديداً، وأكد العامري ترحيب مدينة الشارقة للنشر، المشروع الأحدث للهيئة، بالناشرين الدوليين لافتتاح فروع ومكاتب إقليمية لهم، تخدم قراء إصداراتهم في العالم العربي والمناطق المجاورة، مشيراً إلى أن الشارقة تتطلع إلى المساهمة بدور أكبر في تعزيز الحوار بين الثقافات، واستثمار صناعة الكتاب في إثراء التواصل وتحقيق التقارب بين الشعوب والبلدان.
وإضافة إلى حرص الهيئة على التعريف بمدينة الشارقة للنشر، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومعرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، وغيرها من المبادرات والمعارض والمشاريع التي تقدمها، فقد شكل اختيار الشارقة ضيف شرف معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال 2020 مناسبة مهمة، لتسليط الضوء على المسيرة الطويلة والمستمرة لاهتمام الإمارة بكل ما شأنه الارتقاء بالإنسان، وثقافته، ومعرفته.
ويشكل الكتاب المحور الأساس في توجهات الشارقة الثقافية ومشاريعها ومبادراتها المعرفية، وخصوصاً كتاب الطفل الذي تقدم له كل إمكانيات الدعم، لتسهيل إنتاجه ونشره وتوزيعه، فتنظم الورش التدريبية لتنمية قدرات المؤلفين والرسامين من خلال مشروع “ورشة” التابع لجائزة اتصالات لكتاب الطفل، وتخصص الجزء الأكبر من الكتب المدعومة من قبل مشروع “ألف عنوان وعنوان” لصالح إنتاج كتب مميزة للأطفال واليافعين.
وتلتقي الشارقة وبولونيا على شغفهما المستمر بالكتاب واحتفائهما الدائم بالثقافة، إذ تعتبر الشارقة العاصمة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، واختيرت عاصمة للثقافة العربية عام 1998 وعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2014، بالمقابل تعد بولونيا العاصمة الثقافية لجمهورية إيطاليا، وعاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2000، والمدينة الأكثر اهتماماً بالكتاب في أوروبا من خلال متاجر الكتب والمكتبات العامة المنتشرة فيها.