أتذكر يوماً كنا نتفق معاً على انتقاء بعضاً من الحروف لنصيغها معاً ونشكل كلمات عن مايسمى الوطن ..
وعن هضابه …وجباله .. وأنهاره …وحتى هوائه؟
أعلم أنك تذكر ….
أتذكر عندما يحين الوداع كنت دوماً ترمقني بنظرة استحواذ على الوقت كاملاً دون أن يحق لي الغياب ولو لدقيقة بعيدة عنك ؟؟
أعلم بأنك تذكر ……
أتذكر حين كنت تسهب بالكلام معلناً الغوص مع امواج البحر المتلاطمة وتوصف كبر مشاعرك وكبر كل أحلامك
وكنت عندما تحب التحليق عالياً تأتي كي نحلق معاً
أعلم بأنك تذكر ….
أتذكر حين نجلس على شرفة بيتنا لنرتشف قهوة الياسمين معاًونتجادل على بيتاً من الشعر يوفي بحق الشعور أكثر
أعلم بأنك تذكر …..
أتذكر عندما يرتفع صوت ضحكاتنا عندما نخلوا معاً للتعلم والكثير من القصص المعتادة دون ملل …
أعلم بأنك تذكر ….
أتذكر تلك الجمل التي قد خلقت لنقولها ونحددها كلمة سر حياتنا دوماً …أهو حلم قد زال ؟؟
أم هو كذب وافتراء محتال؟؟
أعلم بأنك تذكر ….
وأعلم بأنك تحاول الرحيل بشكل لائق أكثر
تجاهل مقيت …وغياب غير مبرر …واستهانة بكل حرف يستجديك بالقدوم …وفقدان للذاكرة قد أتى
أعلم بأنك نسيت …
كل صدق ودسته متناساً قلباً قد علقته بك ورحلت ….
نسيت كل شيء وجعلت الهروب حلاً جباناً لطريق حياتك
لن أسامح قلباً ظلمني يوماً ..ولن أسامحك على الهروب علناً …….واستمر .. وارحل .. وأنا لأمر ربي من المنتظرين …
#وتستمر_الحياة
بقلم : منال عبدو جمعة – (سوريا)