يتوجه يوم غدٍ نحو مليون طالب وطالبة إلى المدارس الحكومية والخاصة في أنحاء دولة الإمارات، إيذاناً بانطلاق العام الدراسي 2017-2018، في وقت أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم عن الانتهاء من كافة الاستعدادات اللازمة لتحقيق بداية مميزة للعام الدراسي، عبر التأكد من توفير كافة المتطلبات والمستلزمات التي من شأنها تأمين بيئة تعليمية جاذبة للطلبة.
وبلغ أعداد الطلبة في المدارس الحكومية ومجلس أبوظبي للتعليم 290.690 طالباً وطالبة بواقع 155.344 طالباً وطالبة في دبي والمناطق الشمالية و135.348 طالباً وطالبة في مجلس أبوظبي للتعليم.
ويشهد العام الدراسي 2017-2018 نقلة نوعية في حيثيات المنظومة التعليمية بالدولة، إذ أعلنت وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عن توحيد المنظومة التعليمية في الدولة.
وهو ما يعني الانتقال لآفاق أرحب وأوسع في عملية تطوير أداء الطلبة للمضي قدماً في تحقيق التنمية المرجوة في قطاع التعليم بما ينعكس بشكل إيجابي على مسيرة الدولة وخطاها نحو تحقيق التنمية المستدامة في كافة القطاعات.
وأطلقت وزارة التربية والتعليم خلال الإجازة الصيفية أكبر مشروع لتطوير وتحسين وصيانة المدارس التابعة لها، وشملت كافة المدارس التي يقل عمرها الإنشائي عن 15 عاماً عبر تهيئتها وإعادة توزيع بعض مرافقها بما يتماشى مع رؤية الوزارة بخلق بيئة تعليمية جاذبة وعصرية، كما طورت الوزارة 24 مدرسة و16 مركزاً لمرحلة رياض الأطفال.
وتركز خطة العام الدراسي الجديد على إكساب الطلبة مهارات عالية المستوى، خاصة فيما يتعلق بالمناهج العملية، إذ اهتمت الوزارة بإتاحة مساحة واسعة للتجريب ضمن المدرسة الإماراتية عبر تجهيز المدارس بمنظومة متفردة من المختبرات ومصادر التعلم، حيث جهزت 1150 مختبراً في مختلف المراحل التعليمية، وأنشأت 65 قاعة لمادة العلوم الصحية.
واستحدثت الوزارة 35 كتاباً ضمن خطتها للعام الدراسي الجديد، وبلغ عدد الكتب المطبوعة للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي نحو 332 كتاباً بواقع 4.250000 نسخة.
وبينت الوزارة أن أعداد الهيئات التدريسية التابعة للوزارة بلغ 22.282 معلماً ومعلمة بواقع 11.163 معلماً ومعلمة في دبي والإمارات الشمالية و11.119 معلماً ومعلمة في أبوظبي، فيما بلغت أعداد المدارس الحكومية 642 مدرسة منها 384 في دبي والإمارات الشمالية و258 مدرسة في أبوظبي.
واهتمت وزارة التربية والتعليم بتطوير البيئة التعليمية الذكية بالمدارس ما يتماشى مع أرقى المعايير العالمية الخاصة بمنظومة التعلم الذكي، إذ وفرت الوزارة ضمن استعداداتها للعام الدراسي 2017-2018 قرابة 42 جهاز حاسب آلي محمول للطلبة.
فضلاً عن توفير 1,350 لوحة ذكية في كافة المدارس، وتوزيع 4,343 للعام الدراسي، كما أنشأت الوزارة منصة إلكترونية باسم «الديوان» للمعلمين والطلبة بغية إتاحة المناهج الرقمية من خلالها.
وهيأت وزارة التربية والتعليم كوادر الميدان التربوي للتحسينات التي أدخلتها على البنية الذكية لمدارسها عبر توفير التدريب التخصصي لاستخدام أنظمة التعلم الذكي وتطبيقات ميكروسوفت والنضج الإلكتروني لـ 12,107 معلمين وإدارة مدرسية، بجانب إطلاق مبادرة تطوير نظام متكامل لبيئة تعلم وتعليم رقمي للمدرسة الإماراتية، حيث يشمل خواص تساهم في تعزيز العملية التعليمية باستخدام أحدث التقنيات وتوفير بيانات متكاملة عن المنظومة التعليمية والأداء التعليمي لجميع الجهات والأفراد.
كما أطلقت الوزارة تدريبا تخصصيا لقرابة 13 ألف معلم ومعلمة الأسبوع الماضي، يشمل معلمين واختصاصيي مختبرات ومصادر تعلم ومرشدين أكاديميين.
وأدخلت وزارة التربية تعديلات على برنامج العلوم المتقدمة لمسار النخبة، إذ يبدأ من الصف السادس وحتى التاسع، وقامت بتوسيع المسار عبر تعميمه على 23 مدرسة تغطي مختلف مناطق الدولة بطاقة استيعابية تصل إلى 4500 طالب، كما أجرت الوزارة إعادة توزيع لمواد العلوم لطلبة المسار العام.
وأدرجت الوزارة بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مادة التربية الأخلاقية، ضمن مقررات العام الدراسي الجديد في مختلف مناطق الدولة، إذ ستطبق المادة في كافة المدارس الحكومية والخاصة من الصف الأول إلى الصف التاسع، وباللغتين العربية والانجليزية، وهو ما من شأنه غرس قيم سامية ونبيلة في نفوس الطلبة وصقل شخصياتهم.
كما تعتزم وزارة التربية والتعليم ضمن خطتها للعام الدراسي تطبيق مبادرة تعليم اللغة الصينية للطلبة في الصف العاشر، إذ قامت الوزارة بتعيين مختصين بالمادة لتدريسها للطلبة ضمن عينة تجريبية طالت بعضاً من المدارس.
وطورت وزارة التربية والتعليم مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية للطلبة من الصفوف 1-9 بما يخدم الهدف من المادة وهو غرس قيم ومفاهيم الهوية الوطنية لدى الطلبة، كما طورت الوزارة مادة اللغة العربية في الصفوف من الأول إلى الخامس.
كما أولت وزارة التربية والتعليم ضمن خططها للعام الدراسي اهتماماً خاصاً بمرحلة رياض الأطفال، إذ صممت مناهج ومصادر تعلم مناسبة لأعمارهم بغية تطوير مهاراتهم في مادتي اللغة العربية واللغة الإنجليزية، كما نظمت برنامجا تدريبيا خاصا لمعلمي تلك المرحلة.