آمال إيزة – الجزائر 

لبت نهاية الأسبوع المنصرم “صحيفة نبض الإمارات” دعوة “مجموعة شباب مبادرة تنوين إنسان” الداعمة والمشجعة للقراءة , والذين عقدوا لقاءا بالهواء الطلق مُقابل مكتبة الكاتيدرائية بعاصمة الغرب الجزائري وهران ,حيث لاحظنا شغف الشباب وكل من حضر اللقاء بالقراءة و حب المطالعة و الإكتشاف , كل واحد منهم كان يحمل كتابا في يده , كونوا حلقة بوسط الساحة , عرف كل واحد منهم بنفسه ثم شرع بقراءة ملخص عن الكتاب الذي بحوزته , وكانت القراءات متبوعة بنقاش وطرح بعض الأسئلة حول موضوع اللقاء و المتعلق بالقراءة و السفر.
حيث قدم الحضور بعض الأمثلة عن رحلاتهم ومدى علاقتها بالروايات و الكتب التي طالعوها و التي كونت لديهم فكرة مسبقة عن المكان أو البلد الذي زاروه فيما بعد لإكتشاف ثقافاته , هذا إلى جانب مناقشة فكرة تعلق الغرب بالكتاب بعكسنا نحن بالدول العربية ماعدى دولة الإمارات العربية المتحدة التي بدأت مؤخرا تهتم أكثر بالقراءة و المطالعة من خلال تنظيم مسابقة تحدي القراءة العربي و تخصيص أكبر مكتبة بالعالم بدبي و غيرها من المفاجئات بإمارة الشارقة التي يدعم حاكمها المثقف كل المبادرات الرامية إلى تشجيع القراءة و نشر الكتب الهادفة بمختلف اللغات فضلا عن تخصيص ميزانية معتبرة و جوائز مادية لتحفيز المبدعين على الكتابة أكثر وهذا ما لمسناه من خلال حضورنا فعاليات المعرض الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب و مهرجان الشارقة القرائي للطفل هذا إلى جانب تحصل إمارة الشارقة على العديد من الألقاب آخرها عاصمة عالمية للكتاب في غضون سنة 2019 .

كما ربط بعض الشباب سبب تراجع القراءة بالجزائر , بالمحيط الأسري و عدم تشجيعه لأبنائه على القراءة ناهيك عن إستعمال التكنلوجيات الحديثة و مواقع التواصل الإجتماعي التي أحدثت الهوة و التباعد عن الكتاب , لكن أنكر الشاب يوسف شعيب ذلك بدليل أنه مهندس متخصص بمجال المعلومات و متصفح للأنترنيت وكان قد استفاد من عدة دورات بمنصة إدراك التابعة للملكة رانيا بالأردن , و أضاف في سياق حديثه أن هناك كتب ومكتبات إلكترونية ومواقع تشجع على القراءة , كما ذكر بعض الأمثلة التي صادفها عن قرب وجربها مثل القراءة التفاعلية التي يتشارك فيها الكاتب مع القارئ في صياغة و تحديد المضمون , ودعا في سياق حديثه النخبة و الأساتذة و الأولياء إلى الإهتمام أكثر بالقراءة لما فيها من فوائد جمة لعقل وفكر و روح و حتى جسم الإنسان , و تأسف البعض من سلوكيات مجتمعنا الذي بات يخجل أو يضطر إلى إخفاء الكتاب و عدم مطالعته بالأماكن العمومية أو بوسائل النقل المختلفة عكس الدول الأوروبية التي تمنح تذاكر مجانية في الترامواي أو الميترو لمن يحمل كتابا و يطالعه , في حين يكتفي جل المواطنين ببلادنا بترديد عبارة “أمة محمد لاتقرأ”.
بذات الشأن أفاد عبدالجليل فريمهدي عضو بمبادرة تنوين أن القراءة بالنسبة له هي ضرورة , و قال لصحيفة نبض الإمارات : # فكما أن للجسد غذاءا لا يستطيع الإنسان أن يستغني عنه من أجل مواصلة حياته…فإن للعقل غذاءا ولا يجده الإنسان إلا في القراءة والمطالعة…هذه ماتُمثله القراءة بالنسبة لي.#
و بالنسبة لتنوين أشار ذات المتحدث أنه ذلك المنبر الذي سمح له بإثراء معارفه, و بتنويع قراءاته التي كانت تقتصر على نوعين من الكتب فقط…وهي ذلك المنبر الذي سمح له بالتعبير عن أرائه وسط أناس مثقفين يفهمون لغة الحوار ومنفتحين على الإختلاف.
ونوه أن فكرة تنوين كانت في فلسطين و انتقلت الى عاصمة الغرب الجزائري وهران و قام نادي انسان برعايتها و تبنيها لتشمل الولايات الأخرى.

هذا و تجدر بنا الإشارة أن تنوين هي : مبادرة ثقافية من تنظيم نادي “إنسان” , تأسست في 16 فيفري 2015 ,ترتكز في الأساس على دعوة عامة الناس إلى لقاء دوري, يقومون فيه بالقراءة لمدّة 30 دقيقة في مكان عام, يقرأ فيها كل شخص كتابًا من اختياره , و تكون متبوعة بنقاش بين القراء، لإثراء المعارف وتبادل الأفكار.
ومن أهداف المبادرة: تعويد المجتمع على وجود القارئ, إزالة الحواجز بين الناس والكتاب, كسر عزلة القارئ في مجتمعنا, زرع قيمة “كتابي صديقي” في كل مكان.