|  آخر تحديث يونيو 30, 2017 , 23:54 م

“أشجار متساقطة الأوراق”


“أشجار متساقطة الأوراق”



(1)

تميل الشمس إلى المغيب مع نسمات الهواء الدافئه، جلست أتأمل أمواج البحر نظرت إلى
أبعد نقطة من الممكن أن ترى، كانت تشبهك بعيده جداً
كان الحلم أكبر من تحقيقه، كانت المسافات بيننا أبعد مما أظن، الأيام تجرى وقلبى مازال متوقف عند آخر لقاء جمعنى بك
تمنيت وقتها أن أُمسك يدك، أن أخبرك عن حبى لك، أخبرك عن أمنياتى فى أن أكمل حياتى معك، وأن تكون لى
أن أستيقظ لأراك بجوارى كل صباح، نتشارك ونتقاسم ذكرياتنا ولحظاتنا
أريدُ أن يشيبَ شعري وأنت بجوارى، أن أستند عليك حين تميل بي الدنيا، أن يكون لنا طفلاً يشبهك، اريدهُ بملامح مُصغرة من تفاصيل رجُولتك
لكنك لست لي، أنت لها بكل ما تملك من مشاعر، وأنت لي فقط حلم..
كم هي محظوظه جداً بك..

 

(2)

حين نسافر نترك كل شيء وراءنا ونعتاد على الغربه، تمضي بنا السنين بأفراحها وأحزانها، وتسرق منا الذكريات
نقابل يومياً العشرات من الوجوه، ونرى مدن أخرى غير التي أعتادنا عليها، نفقد من أحببناهم فى الوطن وكل منا بعيد عن الآخر
للحظه نشعر أننا لا ننتمى لأي مكان، لا نعرف هل هذا ثمن الغربه أم ثمن الأختيار
نصبح وحيدين فى غربه لا تنتهي
تسمع نبأ وفاة أقرب الأقربين إليك مثل الغرباء، دون أن تشاركه لحظاته الأخيره، دون أن ترى ملامحه لآخر مره
تتذكر لحظات طفولتك، وأحلامك الصغيرة، ورائحة طعام جدتك ودفء ملامحها المليئه بالحَنين والحُب
تتذكر إفطار صباحات المدرسة، والألفة التي تنمو بين الأرواح
ولكن من يعيد لنا الذكريات؟

 

 

(3)

جلست تراقب تساقط اوراق الشجرة الواحدة تلوّ الأخرى، كانت رغم ذلك متينة وعميقة في الأرض
كانت تشبه الإنسان الذى يعيد ترميم ذاته من جديد، البعض منا يرحل مغلوب ليعود منتصر، والبعض الآخر لا ينهض أبداً
ولكن من منا يعلم كم فقدنا في تلك الحروب الصغيره.

 

 

 

بقلم: نرمين عباس – ( مصر ) 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com