استقبل إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في قصر الرئاسة بالعاصمة دوشانبيه، أمس الأول، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات السياسية والاقتصادية المشتركة، وأوجه تطوير آفاقها بما في ذلك تبادل الزيارات والخبرات وتعزيز وتعميق التعاون الاقتصادي، وكذلك في قطاعات النقل الجوي والطاقة والبنية التحتية.
ونقل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، إلى الرئيس الطاجيكي وتمنيات سموه للشعب الطاجيكي دوام التقدم والازدهار.
بدوره، حمل رئيس طاجيكستان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تحياته إلى صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز أواصر علاقاتها الثنائية مع دولة الإمارات، والتي توليها حكومة بلاده اهتماما خاصا، نظرا للمكانة المتميزة التي وصلت إليها الإمارات.
وعبر عن سعي بلاده للارتقاء بمستوى علاقاتها مع دولة الإمارات بالشكل الذي يخدم مصالح الجانبين، مشيداً بمسيرة التطور والنماء التي تشهدها دولة الإمارات في جميع المجالات.
وأشاد رئيس طاجيكستان بالعلاقات المتميزة التي تربط بلاده بدولة الإمارات، والتي تنطلق من مبدأ التعاون بين الدول الإسلامية والتضامن فيما بينها من أجل توفير فرص التنمية والاستثمار المشترك والسير بشكل مستمر في اتجاه الاستثمار الأمثل واستغلال الفرص المتاحة.
كما أشاد بالمستوى العالمي الذي وصلت إليه دولة الإمارات في شتى قطاعات التنمية والبناء والتحديث.
ورحب بسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والوفد المرافق له، متمنياً لزيارته التوفيق والنجاح، وعبر عن رغبته وتطلع بلاده للاستفادة من خبرات وتجارب دولة الإمارات والاستعانة بها في مسيرة التنمية في بلاده.
وعقب اللقاء عقد سموه مؤتمرا صحفيا سلط فيه الضوء على مضمون اللقاء مع الرئيس إمام علي رحمان.
وقال سموه: «نقلت تحيات وتمنيات صاحب السمو رئيس الدولة إلى الرئيس الطاجيكي وتمنياته له وللشعب الطاجيكي مزيدا من الرفعة والخير، واستمعت باهتمام كبير إلى توجيهاته حول ضرورة مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين، وهي التوجيهات التي سنأخذ بالكثير منها لتطوير العلاقة الثنائية في جوانبها السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والثقافية والشبابية».
وتقدم سموه بالشكر أيضا لحكومة طاجيكستان على قرارها المشاركة في إكسبو دبي 2020، مشيرا إلى أن هذه المشاركة لا شك ستبرز ليس فقط ثقافة وعلاقات وعلوم طاجيكستان وإنما العلاقة التي تربط بين البلدين أيضاً.
وشكر سموه الرئيس الطاجيكي على موقف بلاده القوي ضد التطرف والإرهاب ومواصلة نشر المفهوم الصحيح لديننا الحنيف.
ولفت سموه إلى أنه نقل إلى تهاني وتبريكات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بحلول شهر رمضان المبارك.
حضر اللقاء الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر سفير الدولة غير المقيم في جمهورية طاجيكستان.
إلى ذلك، التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أمس الأول، سيراج الدين أصلوف وزير خارجية جمهورية طاجيكستان في العاصمة دوشانبيه. وجرى خلال اللقاء – الذي عقد في إطار زيارة سموه الرسمية إلى جمهورية طاجيكستان وعدد من دول آسيا الوسطى – استعراض علاقات الصداقة القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية طاجيكستان وما تشهده من تقدم في مختلف المجالات منها قطاع النقل الجوي والطاقة والبنية التحتية.
وبحث الجانبان أوجه التعاون المشتركة وآليات تعزيزها في المجالات كافة، وتبادلا وجهات النظر تجاه عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والسبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها لما فيه خدمة المصالح المشتركة للبلدين.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان متانة العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية طاجيكستان وتميزها في العديد من المجالات في ظل حرص قيادتي البلدين على تطوير التعاون بما يحقق تطلعاتهما المشتركة.
من جانبه رحب سيراج الدين أصلوف وزير الخارجية الطاجيكي بزيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى طاجيكستان، وأكد الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، مشيدا بالنهضة الحضارية الكبيرة التي تشهدها دولة الإمارات على مختلف الصعد.
من جهة أخرى، زار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمس الأول جامع «حضرة الإمام» في طشقند على هامش زيارته الرسمية إلى جمهورية أوزبكستان، واطلع سموه خلال جولة شملت الجامع وأروقته الخارجية يرافقه عبد العزيز كاملوف، وزير خارجية جمهورية أوزباكستان ومحمد حارب المحيربي سفير الدولة إلى أوزباكستان، على بدايات تأسيس الجامع ومكونات هذا الصرح الديني الكبير والأساليب المعمارية المتنوعة التي استخدمت في بنائه والزخارف الإسلامية المرسومة والمنقوشة على جدرانه.
وتعرف سموه على مكونات الباحة الخارجية للجامع، وما تحتويه المكتبة من كتب قيمة ومخطوطات تاريخية نادرة.
واستمع سموه إلى إيجاز عن تاريخ الجامع والمرافق الأخرى الذي يعد أحد أبرز المعالم الإسلامية في مدينة طشقند وأبرز المعالم السياحية في أوزبكستان.
ويعتبر مجمع حضرة إمام، أهم المعالم الإسلامية الأثرية، وأعيد بناؤه في عام 2007 على الطراز المعماري الإسلامي، ومبنى الإدارة الدينية لمسلمي أوزبكستان، وتحتوي مكتبتها على 20 ألف كتاب و3 آلاف مخطوطة نادرة.
كما زار سموه قصر نوروز الثقافي في جمهورية طاجيكستان، وذلك ضمن زيارته الرسمية لعدد من دول آسيا الوسطى.
وفي مستهل الزيارة قام سموه بجولة في أقسام القصر الثقافي – الذي افتتحه رئيس جمهورية طاجيكستان في عام 2009 بوصفه منارة ثقافية تعرف بالبعد الحضاري لجمهورية طاجيكستان وإرثها الثقافي – ويضم قاعات خشبية ضخمة، وتتوزع على جدرانه زخارف مختلفة بأشكال جميلة وبديعة.
واطلع سموه على مكونات القصر وزخرفة الأحجار الكريمة والرخام المستخدمة في بنائه والمستخرجة من جبال طاجيكستان الذي يعد من أهم الصروح الثقافية في آسيا الوسطى إلى جانب التعرف على باحاته والروائع الفنية المرسومة على جدرانه.
وبلغ حجم الأحجار الكريمة المستخدمة في القصر 40 ألف متر، وشارك في تصميمه 4 آلاف فنان تشكيلي طاجيكي.
ورافق سموه خلال الزيارة الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر سفير الدولة غير المقيم لدى طاجيكستان.