|  آخر تحديث أبريل 25, 2017 , 2:31 ص

سهام الخير والألم


بقلم: بدر صالح الدوسري - ( السعودية )

سهام الخير والألم



في كل يوم تسمع وتقرأ الكثير من العبارات في حياتك اليومية وفي مختلف المجالات وتجري كذلك الكثير من المحادثات للتواصل مع الآخرين عبر العديد من الوسائل. وحيث أن الله سبحانه وتعالى وضع لكل شي في هذا الكون نظام ودستور نتبعه،

فكذلك لطريقة الكلام والتواصل مع الآخرين دستور محدد.
وقد يحمل أي حديث سهام خير أو سهام شر، فما هي السهام التي تود أن تصلك من خلال تواصلك مع الآخرين؟
هل ترغب بسماع الكلمات التي تسعدك وتريح قلبك وتحفزك أم تريد أن تسمع مايحزنك ويؤلم قلبك ويغضبك ويهبط من معنوياتك؟
هل تحب الأخبار الساره أم تنتظر الخبر المحزن؟

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} .. صدق الله العظيم

إذ قد يكون لديك القدرة على أن تضحك الآخرين على شخص معين ولديك كذلك القدرة على معايرته بشيء ما، ولكن هل فكرت بالنتيجة قبل القيام بذلك؟
هل تأملت في الآية الكريمه؟
هل تود أن تكون سببا لظلم إنسان؟
هل تعلم عن ظروف هذا الشخص ومالديه من آلام وهموم!؟؟
هل تود أن تكون مصدرا لزيادة همه وسببا لزيادة حزنه وزوال ابتسامته التي قد تكون أمور كثيره في حياته تقلصها ؟ !!!
هل ستشعر بالسعادة الحقيقية عندما تكون كلماتك سهام شر وحزن ومصدر إكتئاب للآخرين؟
لنفكر ألف مره قبل التواصل مع الآخرين بكافة الوسائل، فليس أجمل من أن تحمل عبارات تواصلك سهام الخير والسعادة للجميع محملة بحسن الكلام ورقي العبارة أينما أصابت.

ولنتأمل قبل أن نخط أي عبارة في قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}.. صدق الله العظيم

ولنقتدي في حديثنا برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : ((ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)).

وقال:((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء))

فلتكن كلماتنا أحبتي حين نتواصل مع الآخرين كالشجرة الطيبة لا فروع خبيثة فيها…. أينما حلت أزهرت النفوس ونثرت السعادة والطمأنينة على القلوب.. وأعتبروا كلماتكم الطيبة صدقة ألسنتكم ومن حقوق الآخرين عليكم… عملا بقول نبينا الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلِق “وجه ضحك مستبشر”)).
لتكن سهامنا التفاعلية مع الآخرين سهام خير وفرح لتصبح أجمل عادة ندخل فيها السعادة على كل من نتواصل معه.
*سورة الحجرات آية《11》
** سورة إبراهيم آية《24، 25، 26》
***رواه الترمذي
**** رواه مسلم عن أبي ذر.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com