|  آخر تحديث يناير 9, 2017 , 22:04 م

« ملهم الروح »


بقلم: صفاء نصيرات – ( الأردن )

« ملهم الروح »



صدفة هذا الشتاء عجيبه بينما اسير لوحدي مبتسمتا والجو ماطرا  والطرقات من حولي تشدوبلحنها شعرت  بطيفك في حنايا الروح عانقتني الطبيعه وقبلت الامطار وتغلل بين ثيابي كاحساس بروح اخترقت احلامي …. هناك ومن مكان بعيد بدأ بريق السعادة !.

نحن نألف كلماتنا ونصل لمرحلة أننا نتحدث بها، ونفكر بشيء آخر في حين الوقت، و في الأيام القريبة أو الفائتة تتالى إلى مسمعي وتطاول إلى بصري كلمة أرواح وروح ،، توقفت للحظة تأمل في معنى الروح وأثر الأرواح الإنسانية على بعضها ، وهل من الممكن أن تتواصل الأرواح رغم مسافة الأجساد .. وأنا في عمق تساؤلاتي تسلل إلى ذاكرتي كلام المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف ، وما تنافر منها اختلف) ،، ولكن ماذا عن الأرواح التي تفصل بينها مسافات بعيدة، وقد تكون بالفعل بعيده، وان صح التعبير ليست الروح البعيدة وإنما الأجساد فقط ،، فنحن قد نشعر بأرواح معينة ،، بأفكارهم ،، باهتماماتهم ،، بشعورهم في هذه اللحظات بالرغم من أن الاختلاف كان في الأفكار ولم يكن بين الأشخاص إلا أنه سرعان ما تدخلت العواطف وفرضت موقفها ورسمت لنفسها هاله محددة. وبما أن الله سبحانه وتعالى خلق لكل إنسان عقلا يفكر فيه ويعرف به الصواب من غير الصواب ويتخذ بناء عليه قراراته الشخصية والحياتية المختلفة التي تحدد اتجاه سيره الذي اختاره لنفسه بما يراه الأصلح لها، فإن من الطبيعي جدا وجود أختلاف كبير بين كل إنسان وآخر في مستوى التفكير العقلي كل على حسب قدراته العقلية والثقافية وتجربته وخبراته الحياتية التي تتبلور كقناعات داخلية تتولد من رحمها أفكاره وقيمه ومبادئها ، وبما أن الناس لا يزالون مختلفين فإنه منطقيا التي تقول بأن الناس لا يرتاحون لمن لا يتفقون معهم في الأفكار أن تكون مشاعر عدم الارتياح بين الناس هي الأصل وهي الأعم نظرا لاختلافهم الدائم في الأفكار وتباينهم المستمر في أكثر الأمور الناجم عن استقلال الأفراد بأفكارهم عن الآخرين انطلاقاً من تفكيرهم الخاص بعقولهم! وبناءً على اختلاف العقول فيما بينها اختلافاً كاملا .. تدلنا على امر مهم وهو ما يمكن ان نسميه حركة القلوب وهي اسرار اومن نمر بذات التجارب لا ندرك ما السر.. كل الذي نعلمه اننا نشعر ونحس ونعلم هذا من حالنا .. لكن كيف؟

فالقلب ابدا ودائما بين حركه وسكون .. فاليوم يتحرك لهذا الامر ويسكن اليه.. فهو السكون المتحرك .. اي انه سكن الى شخص من الناس اثر حركه سببها ما لمحه ورآه في الاخر من امر أناله اعجابه الداخلي ومن ثم تحرك نحوه.. وفي الاخير سكن اليه واستقر .. وغدا ربما يحدث تقلب في هذا القلب فيتحرك الى شيء اخر.. وربما تحرك القلب لامور كثيره فهو قد يحب امورا كثيرة في وقت واحد ..نحوه وبانجذابه وارادته .. فكما انك انت احببت شخص ما لسبب ادركته فيه وحركك. فانه هو ايضا يريد ذلك حتى يتحرك اليك.. تأثيره قوي وطويل وبعيد المدى .. فاذا سكن القلب مرة اخرى امكن تحريكه بحركه اخرى فان القلب المشغول لا يمكن التأثير عليه ولا الوصول اليه بسهوله.. ولهذا نسمع من يقول دوما لا ادري لماذا احب هذا وهو لا يحبني؟ ربما هو بسبب امور نجهلها.. اما ان قلبه لم يتحرك نحوك بسبب انه لم يجد صفة ولا سمة ولا امرا يشده اليك روحانيا او ظاهريا.. او انه وجد بك العكس وهي صفات يكرهها ولا يحبها.. او انه مشغول عنك بمحرك اخر يجذبه حتى وان كنت خاليا من العيوب ومتنزها مما يكرهه. فالحب حركه قلبيه تورث احساساً وشعوراً وانجذاباً الى اخرين بسبب امور ادركناها فيهم سواء روحيه او شكليه او كلاهما.. فالحب قد يكون بمدركات روحيه اذن ما من حب ولا حركه قلبيه نحو الاخر الا بسبب حركنا نحوه.. وبه انجذبنا اليه.. وانه اذا لم تدرك النفس هذه المعاني ايا كانت روحيه او تشابها في الطبائع او ألفة وتناغما في الافكار او ظاهريه معاينة فان القلب لا يتحرك ابدا ولهذا من اراد ان يحرك الاخر فعليه ان يهتم بما يريد الاخر لا العكس.

ما أروعه حينما يتولد التآلف.. وتتجدد المشاعر .. وتتحول الى روافد تصب في بحر المحبة.. وتصبح ينابيع متدفقة ترطب القلب.. وتزكي النفس.. وتغذي الروح.. وما أعذب أن نشم عبير الصفاء.. ونرتشف رحيق المحبة.. فتمتلئ القلوب بفيض محبة الله الذي من علينا بأن وهبنا أطيب مافي الوجود.


1 التعليقات

    1. 1
      سميا كريشان

      نعم ابدعتي صفاء من اراد ان يحرك الاخر فعليه ان يهتم بما يريد الاخر لا العكس.

      (0) (1) الرد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com