من هناك ، من البلد السعيد ، حيث أمطار الرصاص والصواريخ ، جنودنا البواسل يناضلون ، صامدون ، يجاهدون …
يؤدون واجبهم الديني والوطني بكل حب …
وبينما هم هناك ، بين الجبال وأصوات المدافع والصواريخ ، شاء الله أن يكتب لأبنائنا شرف الشهادة …
ولكن ؛ أي شهادة تلك ؟! وبأي طريقة ؟!!!
إنها فاجعة ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
أبنائنا يزفون إلينا أموات ، هم بالدنيا أموات ، ولكنهم عند الرحمن شهداء …
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169].
كانت فاجعة لنا ، لحظات صمت خيمت على الجميع ..
كان العدد كبير ، لم يكن بالهين علينا أن نستقبل هذا الخبر المفجع ، لم يكن سهلاً أبداً …
لقد زف شهدائنا إلى مثواهم الأخير ، وقلوبنا تتفطر دماً ، كل بيت إماراتي وخليجي ، كان حزيناً هذا اليوم …
لا تحزني يا أم الشهيد ، فإبنك اليوم بين الحور عين ، هو عريس يزف بثوبه الجديد إلى عالمه الجميل .
لا تحزني يا أم الشهيد ، فهو ليس أبنك أنتي فقط ، هو إبن الإمارات والخليج .
لا تحزني يا أم الشهيد ، قلبك يتفطر دماً وحزناً له ، وهو في الجنة سعيد .
لا تحزني يا أم الشهيد ، وأرفعي رأسك عالياً ، بكل فخر وتباهي ، فهو شفيع لك ولسبعون من أهله .
لله درك يا أم الشهيد ، فإبنك رجل ، قدم روحه فداءاً لهذا الوطن ، وهذا التراب ، وهذه الأرض الغالية.
لا تحزني يا أم الشهيد أكرمك رب العباد بمنزلة هو أعلم بها منك .
لا تحزني يا بلادي ، لا تحزن يا خليجي ، لا تحزني يا أمة رسول الله ، فمن أجل راية لا إله إلا الله محمدا رسول الله ، نقدم الغالي والنفيس.
رحم الله شهدائنا رحمة الأبرار، وأسكنهم فسيح الجنان ، وجعل الفردوس الأعلى مستقراً لهم يارب العالمين.