|  آخر تحديث نوفمبر 9, 2016 , 21:58 م

« أنا اخطأ .. إذن أنا أتعلم »


بقلم الكاتبة: روان سالم - ( مصر )

« أنا اخطأ .. إذن أنا أتعلم »



من أجمل القصص التي تحضرني في علم الادارة والتي تنسب لمصادر مجهولة حسب الكتب والمواقع الادارية المتعددة , ان احد المراسلين الصحفيين سأل مدير بنك كبير عن سر نجاحه , فأجابه مدير البنك قائلا : سأجيبك بكلمتين , ” بالقرارات الناجحة ” , فقال له الصحفي , وكيف تمكنت من الوصول الى هذه القرارات الناجحة يا سيدي ؟ فأجابه المدير قائلا : سأجيبك بكلمة واحدة ” بالخبرة ” فقال له الصحفي وكيف تمكنت من اكتساب هذه الخبرة ؟ فقال له ” بالقرارات الخاطئة ” , قد ينظر البعض الى هذه القصة على انها قصة عادية , مليئة بكلام نظري لا يمت للواقع الحقيقي بصلة, ولعلنا سمعناها كثيرا في برامج ومقالات التنمية البشرية , ولكن في حقيقة الأمر ان هذه القصة القصيرة تحمل في كبدها معاني أعمق من ظاهرها بكثير , فحياة الانسان هي سلسلة من القرارات سواء أكانت قرارات خاطئة أو صائبة, ومن ناحية أخرى ان كل حياة الانسان بشكل عام بمجمل تفاصيلها وصولا الى دقائقها , تشكلها تلك القرارات, فإن تطور حياته وارتقاؤه على سلم الحياة عبر هذه الخريطة التي يرسمها هو بنفسه من خلال قراراته الصغيرة والكبيرة, رهين بمقدار ما يتحصل عليه من خبرات يكتسبها عبر قراراته التي ستعود عليه بنتائج سلبية , وهي الاهم في رأيي, لأن نتائج تلك القرارات الخاطئة تصنف ضمن أقوى الدروس التي تؤثر في شخصية الفرد , فهي بمثابة درس حقيقي يتعلم من خلاله الفرد خبرات وامور حياتية مختلفة , لكن المفارذية قة الإنسانية الجميلة ان العديد من الناس لا يلقون لهذا بالا فتسير حياتهم بالدفع الذاتي , وكأنهم ريش في مهب الريح ولا يبالون على أرض وقعوا وفي أي ناحية صاروا , لذلك فإن أحد الأمور الأكثر أهمية هي عدم الندم على أي قرارات خاطئة يقوم بأخذها الفرد , فهي فرصة ليتعلم منها أمور لم يكن ليتعلمها دون تلك القرارات على أي حال. ان حياة الانسان هي ملك يديه , وان ظهر لي من سيقول ان حياة الانسان محكمومة في نهاية المطاف بقدر الله , فسأقول له بالطبع نعم , ولكن بقرارات الانسان وحسن اختياره وتعلمه من تجاربه سيفر من قدر الله الى قدر الله, كما قال يوما الفاروق عمر بن الخطاب . فمقدار القرارات الخاطئة التي يتخذها الانسان في حياته هي التي تشكل حياته المستقبلية , بل وتشكل تلك التغذية الراجعة التي يعود لها الانسان ليعيد النظر في قراراته وحياته المستقبلية , فأن لم تصب في اتخاذ قرار ما لا تحزن , وتفاؤل , وحاول الخروج من تلك التجربة بدروس مستفادة بغية عدم تكرارها مرة أخرى , فمن لا يخطئ لا يتعلم , ومن لا يتعلم لا ينجح , فلم يخطئ باالمرة من شبه هذه الحياة بالمدرسة ! . احسنوا اتخاذ قراراتكم , فكروا جيدا , وكونوا علي يقين لا يشوبه شائب ان حياتك بيدك انت , وانت فقط من سيعيشها وسيتحمل كل ما يحدث فيها عاجلا أم آجلا , فشكل حياتك حسبما تريد , لا حسب ما يريده الآخرون.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com