|  آخر تحديث نوفمبر 5, 2016 , 18:54 م

معرض الشارقة الدولي للكتاب يسلط الضوء على تجربة كتابة النثر والشعر


معرض الشارقة الدولي للكتاب يسلط الضوء على تجربة كتابة النثر والشعر



ضمن البرنامج الثقافي للدورة الـ 35 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، المقام حالياً في مركز اكسبو الشارقة، ناقش عدد من الخبراء والمختصين موضوع التجريب في كتابة النثر والشعر، وذلك خلال الجلسة التي شارك فيها كل من الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله، والناقد والباحث والقاص الإماراتي سلطان العميمي، وأدارتها الإعلامية صفية الشحي.
 
في بداية حديثه عن التجريب قال إبراهيم نصر الله: “لا يوجد كاتب يتجه إلى التجريب من أجل التجريب فقط، وذلك لكون أن هذا الفعل يعتبر في حد ذاته جزءاً أساسياً من العملية الإبداعية الفنية، فمثلاً محاولة التجريب في الرواية هي محاولة المساهمة في هذا الفن، وبالنسبة لي لا شئ يقلقني كالتكرار فمنذ البداية أنا أكره التكرار، وربما أنني وعيت لهذا الشئ منذ وقت مبكر، وتحديداُ حينما كتبت رواية “براري الحمى” والتي كتبتها كما فهمتها، وربما كتبتها تحت تأثير المسرح الأغريقي”.
 
 وأضاف نصر الله :”حينما صدرت هذه الرواية انقسم القراء والنقاد حولها، فكان السؤال هل يمكن أن تكون اللغة بهذه الدرجة، وأن يكون عدد الضمائر في أول ثماني صفحات فيها أربعة ضمائر فقط، حيث كانت هذه المسألة مغامرة كبيرة، كما أنه وفي الوقت الذي كان فيه العالم العربي يبحث في هل هذا العمل يعتبر رواية حداثة أم لا، كان العالم الغربي قد أكد أن العمل يعتبر رواية ما بعد الحداثة، وذلك لكون اللغة  فيها كانت عالية جداً، وأن الحدث فيها كان أشبه ما يكون بالأسطورة”.
 
 
وأردف نصر الله: “أما في رواية  “حارس المدينة الضائعة” فالحديث فيها كان عن شخصية مسحوقة ولكنها غائبة عن حاضرها، وكشفت الرواية أن هذه الشخصية تدرك الجزئيات وتغيب عنها الكليات، وفي رواية “طفل الممحاة” كانت الشخصية أكثر انسحاقاً، وكانت تعبر عن جندي عربي يذهب ضمن أحد الجيوش العربية لتحرير فلسطين، هذه الشخصية الغائبة تماماً والتي اتخذت فيها مسار السيرة الذاتية لأن السيرة الذاتية أعتبرها من وجهة نظري بنية ماحية، وقد كان هذا البناء أدق بناء يمكن أن يعبر عن الرواية، بعكس بناء رواية “مجرد اثنين فقط” التي كانت الشخصيات فيها تقوم باستحضار الماضي لتكون قوية به ولكي تتكثف وتحتشد لتقاوم لحظة الإبادة”.
 
واعتبر نصر الله أن روايته “شرفة رجل الثلج” كانت فريدة  لكونه كتبها بخمسة أشكال، كما أشار إلى أن روايته  “أرواح كليمنجارو” التي صاحب فيها أطفال فلسطينيين فقدوا بعض أطرافهم في رحلة إلى قمة جبل كليمنجارو، كاشفاً عن أنه لم يتوقع قبل الرحلة أنه سيكتب عمل روائي، وظن أنه يمكن فقط أن يكتب كتاب عن أدب الرحلات.
 
ومن جانبه قال سلطان العميمي:”الحديث عن التجريب أمر صعب جدا، والإمساك بتعريف قاطع له كمحاولة الإمساك بقطرة زئبق، وذلك لكون مفهموم التجريب يمتد إلى فضاءات شاسعة تشمل التجريب في اللغة وفي البناء وفي الجنس الأدبي نفسه، وأعتبر أن الوعي بما كتب من أشكال أدبية سابقة هي مسألة مهمة جداً بالنسبة للكاتب الذي يبحث عن التجريب، لأنه إذا لم يطلع على  الأشكال السابقة سيقع في التكرار بشكل أو بآخر”.
 
وحول محاولته في التجريب أكد العميمي أن لديه محاولتين في التجريب كانت الأولى على صعيد الرواية بينما كانت الثانية على صعيد القصة القصيرة، ففي مجال القصة القصيرة كانت المحاولة في عمله الأخير “غربان أنيقة” التي ظهرت فيها ثلاث محاولات، الأولى ظهرت في تعدد أصوات الرواة، وهذا موجود فقط في الروايات، ولا يسمح به في القصة القصيرة، والمحاولة الثانية هي خلق الحدث في الظلام، والثالثة صناعة قصة أشبه بالكولاج مقتبسة من عدة عناوين أدبية، أما على صعيد الرواية أشار العميمي إلى أن التجريب فيها كان نابعاً من عدة أسباب أهمها البعد عن التكرار.
 
وحول تجاربه الشعرية المتنوعة واستخدام التجريب فيها قال إبراهيم نصر الله: “الاختلاف دائما شئ مهم، وأنا أؤمن بأهمية التنوع داخل التجربة، فالكاتب الذي لا يهتم بالتنوع يكون مصير أعماله النضوب، وحول تجربتي الشعرية فقد كانت لدي ثلاثة دواوين قائمة على القصيدة المتوسطة، التي تقع في ثلاث أو أربع صفحات، كديوان “نعمان يسترد لونه” الذي تضمن شخصيات وأزمنة ومدن تدور فيها أحداث، وهذا الديوان أشبه ما يكون إلى نصف رواية، ثم توجهت إلى القصيدة الدرامية الطويلة في ديوان “الفتاة النهر والجنرال” التي يصل عدد أبيات بعض قصائدها إلى ألف بيت”.
 
وأضاف نصر الله: “بعد ذلك حدث تحول غريب في تجربتي الشعرية وذلك عندما اتجهت من القصيدة ذات الألف بيت إلى القصيدة ذات الأربعة أو الثلاثة أبيات، والتي نجدها في ديوان “عواصف القلب” الذي أحدث صدمة عند قرائي، واعتبر أن هذا الديوان وبرغم الانتقادات التي وجهت إليه في بداية الأمر، أنه قد فتح باباً واسعاً في اتجاه القصائد العربية القصيرة جداً، حيث صدرت بعده مباشرةً مجموعة كبيرة من الدواوين المشابهة له، وقد  كان حجمه صغير جداً (9 × 13 سم)، وكان هذا الحجم لا يستخدم عادةً، ولكن بدأنا بعد ذلك نرى كثير من الدواوين تصدر بهذه القطع”.
 
وأشار نصر الله إلى أنه بعد ذلك توجه إلى القصيدة السيرية، وحدث ذلك في ديوان “الأم والأبن” الذي تضمن كتابة سيرة ذاتية لأم من لحظة ميلادها وزواجها والبيوت التي تنقلت فيها وبقية مراحلها، كما أشار إلى ديوان “مرايا الملائكة” الذي كتب كل قصائده عن الشهيدة إيمان حجو الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الأربعة أشهر”.
 
وفيما يخص محاولاته التجريبية في القصة القصيرة أكد سلطان العميمي أن القصة القصيرة كانت موجودة في الأدب العربي قديماً، وقد تم التوثيق لها من خلال سرد النوادر، لافتاً إلى أنها بدأت مؤخراً تحتل مكانة أكبر وبدأ الكتاب يلتفون حولها، وأشار العميمي إلى أن محاولات التجريب في القصة القصيرة بدأت من خلال اختصارها في حوالي التسعة أسطر، ومن ثم في سطر واحد، إلى أن وصلت في بعض الأحيان إلى ثلاث كلمات، وكشف عن أنه كتب قصة قصيرة من ثلاث كلمات وأنه لم ينشرها حيث يقول نصها “اشتعلت لتطفئ اشتعالها” وقال: “تركت تأويلها للقارئ”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com