تعد الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بالجزائر، أحد أكبر المؤسسات العمومية للنقل، خاصة وأنها تقل حوالي 30 مليون مسافرا في العام، غير أن كثرة حوادث القطارات التي تحدث عبر السكك الحديدية تثير العديد من التساؤلات في ظل الأموال الضخمة المرصودة للمؤسسة.

في ظل العشرية الماضية لم تعرف حوادث القطارات توقفا، وذلك بمعدل حادث واحد في السنة على الأقل، ومن المؤسف أن يتم تسجيل قتلى وجرحى في كل حادث لاصطدام قطارين أو انحراف آخر عن السكة، آخرها ذلك الذي حدث بتاريخ 24 سبتمبر الماضي مخلفا قتيل واحد وأزيد من 100 جريح بمنقطة بودواو الواقعة 40 كلم غرب الجزائر العاصمة. والذي بلغت خسائره المادية كتقدير أولي ثلاثة (3) ملايير دينار جزائري.

ولتخفيض نسبة حوادث القطارات، تسعى للتقليص من نسبة التدخل البشري في تسيير القطارات عن طريق تطبيق ما يسمى بـ”النظام الإلكتروني لتسيير القطارات عن طريق القمر الصناعي”. وحسب آخر تصريح مسؤولي الشركة فإن هذا النظام سيطبق قريبا، حيث تم تجهيز القاطرات بالتقنيات الجديدة، غير أن الشركة لم تقم بعد بوضع و تثبيت السكك الحديدية التي يمكنها استشعار القطار حتى يتمكن القمر الصناعي من توقيف القطار بصفة إلكترونية لتفادي الحوادث. خاصة وأن النظام الحالي لتسيير القطارات لم يتمكن إلى حد اليوم من استيعاب العدد الهائل للمسافرين الذين يتوافدون يوميا على محطات القطار للجزائر العاصمة، والمقدر بـ30 مليون مسافرا في العام.

وحسب مسؤولي الشركة، فإن العديد من الحوادث القطارات ناتج عن الإهمال الذي لحق المؤسسة بسبب فترة التوترات الأمني التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، حيث تشير إحصائيات الشركة العمومية للنقل بالسكك الحديدية، أن الجماعات الإرهابية استهدفت قطارات بضائع ومسافرين بحوالي 500 عملية تخريبية. وبعد استتباب الأمن، شرعت الشركة في إجراء دراسات بهدف التطوير والتي تشرف عليها الوكالة الوطنية لدراسة ومتابعة إنجاز الاستثمارات “أنسريف”، للوصول بالشركة إلى مقاييس عالمية حديثة تمنح نقل البضائع والمسافرين حركية وديناميكية عالية، بعد أن تقرر زيادة سرعة القطارات بين 220 كلم إلى 350 كلم في الساعة وتجهيزها باتصالات سلكية ولاسلكية.

وإن كُتب لهذا المشروع النجاح فإن تطوير قطاع النقل بالسكك الحديدية الذي خصصت له الحكومة قرابة 40 مليار دولار، 30 مليار دولار منها لتطوير الشبكة، سيمدّد طول هذه الأخيرة إلى حدود 12500 كيلومتر، لتحتل بذلك الجزائر المرتبة التاسعة عالمياً من حيث تطور القطاع السككي. وقد عرف هذا المشروع تقدما ملحوظا، حيث يتم إنجاز 6561 كيلومتراً من خطوط السكك، وذلك للوصول إلى 10500 كيلومتر قريبا.

كرونولجيا حوادث القطارات بالجزائر :

05 فبراير 2003 : حادث اصطدام قطارين لنقل المسافرين بالعاصمة خلف 55 جريحا.

15 فبراير 2009 : اصطدام بين قطارين للمسافرين غرب العاصمة خلف 19 جريحا.

21 أوت 2011 : حادث اصطدام بين قطارين لنقل البضائع والآخر لنقل المسافرين 40 كلم شرق العاصمة خلف قتيلين و20 جريحا.

17 جانفي 2012 : اصطدام قطارين 50 كلم شرق العاصمة خلف هو الآخر عددا من الجرحى.

سنة 2014 : عرفت ثمانية حوادث انحراف للقطارات عبر شبكة السكة الحديدية للتراب الوطني.

04 نوفمبر 2014 : حادث انحراف قطار بالعاصمة تسبب في وفاة امرأة تبلغ من العمر 55 سنة وجرح 70 شخصا.

24 سبتمبر 2016 : أكثر من 100 جريح وقتيل واحد 40 كلم شرق العاصمة.

بقلم الكاتب: عبدالله ندور – ( الجزائر )