|  آخر تحديث أكتوبر 10, 2016 , 0:54 ص

« التضحية السلبية »


« التضحية السلبية »



أمور الحياة متشعبة بأمانيها ومعاناتها وعطاءاتها وأخذها، أمور تجتمعفي  الذات الواحدة فتزداد وتنقص بأفراحهاوأحزانها، ومن سار فيها، ولكي يعيش المرء باطمئنان لابد له من التضحيات التي قد يتبعها مكاسب، أو تستمر من أجل الآخرين، وقد تسمىحالات منها بالتضحية السلبية، فماذا يعني ذلك؟، ومن هم أولئك الذين يتصفون بها ؟، وماذا يترتب عليهم حيالها ؟. البعض ممن تكون هذه التضحية السلبية جزءا أصيلا من شخصياتهم يرفضون هذاالمسمى، معتقدين بأن ما يفعلونه صحيحا، مستمرين على تحمل هذا الحال سنوات عديدة،وكثيرا ما يتعرضون لمواقف حادة يلومون معها ذواتهم، ويبالغون في جَلْدها، مع ندم شديد على كل ما بَدَر منهم من مواقف متفانية، وقد تبدر منهم تصرفات وأفعال مغايرة لِما كان معهودا منهم. هؤلاء وصفتهم  الكاتبة الدكتورة “هاريت بي برايكر” بأنهم مصابون بمرض يسمى” داء إرضاء الآخرين” ، وهو عنوان كتابها الذي أوضحت فيه بأن سبب ذلك المرض ؛ إنما يعود إلى القناعات السلبية المترسخة في العقل الباطن ، مبينة أن أغلب الحالات تظهر في أما وزوجة شعارها في الحياة ( أنتخدم الآخر) سواء كان زوجا أو ابنا أو حتى الوالدين أو الأهل أو زملاءالعمل على حساب رضا نفسها، واضعين في حسبانهم أن هذه التضحيات إنما هي نابعة من مفهومهم الديني، وتحقيق مبدأ الإيثار، ومقتفين بذلك أثر من سبقهم بذويهم، وهذا شيء جميل ومطلوب عند الأخذ به بطريقة سليمة لا إفراط فيها ولا تفريط، فمن حاد عن الوسطية فيها فستتجمع الشحنات السالبة لديه من حيث لا يشعر ليصبح بالونا جاهزا للانفجار حين يأتي ذلك الموقف البسيط فيكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير، فما يكون من حوله سوى الاستغراب من تصرف هذه الشخصية العاقلة الرزينة الحليمة بانتهاج هذا السلوك الغير متوقع، وما علموا أنما هي مشاعر تراكمت على مدى أشهر أو أعوام.

 

بقلم الكاتبة: أماني سالم سوّاد – ( الإمارات )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com