وفرت لنا الشبكه العنكبوتيه (الإنترنت) ووسائل الاعلام والاتصال الحديثه الفرصة للتعبير ، ويمكن لأي شخص التنقل كما يشاء في هذا العالم الافتراضي الإلكتروني – لممارسة حرية التعبيراو للاتصال مع الافراد وعبرالعالم وخلال ممارسة التعبير . وهنا يمكن أن نكون ضحايا أو جناة من جراء اساءة التعبير وممارسة انتهاكات حقوق الإنسان – بما في ذلك ما يسمى (خطاب الكراهية) في أشكال مختلفة عبر الإنترنت ووسائل الاتصال والاعلام و هذا لا يعني أن عالم الانترنت يخلو من القيم والاداب والالتزام والاحترام، ويتمثل خطاب الكراهية في تسجيل أي تعبير يستعمله الشخص عن قصد أو غير قصد، تتضمن اساءة أو إهانة او اتهاما بالنقص والدونية او التحقير او تحريض على العنف المادي او المعنوي ضد الاشخاص والجماعات على أساس العرق أوالدين أو الانتماء السياسي أو الجغرافي أو بسبب اللون أو اللغة أو الجنس أو طبيعة المهنة أو المظهر. ومن حالات او اشكال خطاب الكراهيه ان يكون هناك دعوة للقتل اوالانتقام او الاقصاء او العنف او التحقير والمس بالكرامه.
ولا بد لنا للقضاء على خطاب الكراهيه او ( التعبير عن الحقد) والحد منه من تعزيز لغة الحوار المسؤول و العمل على احترام الراي والراي الاخر وتبادل الاحترام للاخرين وارائهم والاحتكام للقانون الذي يصون الحريات ويجرم اي انتهاك لها فهو الفصل بالنتيجه لاي موضوع . ومن مظاهر الكراهية وخطابها الداعي للعنف ضد الأفراد اوالجماعات او ضد المعتقدات او الافكاراو الاراء.
ولابد لنا لكي نحد من هذا الخطاب ان نمارس حريتنا بالتعبير بمسؤولية وان نحاكي اي مشكله (نتناول جوانبها) دون المس بحرية الاخر او معتقداته او ارائه وان نتقبل الاخر وارائه واستخدام لغة واسلوب الحوار البناء الهادف بمسؤوليه والبعد عن الغوغائيه والاحقاد و الغلو في تناول او معالجة اي موضوع ،و ان لاينصب الشخص نفسه حكما وخصما بمواجة اي راي او طرح او فكره او معتقد ولنحتكم للقانون وللقضاء عند حدوث اساءه وهو صاحب الكلمه الفصل وصاحب الولايه في ذلك . فالكل يناضل من أجل حرية التعبير وحماية الحق في التعبير عن وجهات النظر ، ولكن لا نريد خطاب الكراهية ولا نؤيده.
و انني اؤيد اي تناول مستقل للحفاظ على الحق في التعبير عن الآراء المختلفه والحريه في التعبير . لكن ادين أي حقوق مع خطاب الكراهية..
املا ان يسود احترام الاخر وان يكون الحوارمسؤولا بين الجميع.
بقلم الكاتب والمحامي: حسن الحطاب – ( الأردن )