كما تتصدر الإمارات في الكثير من الإنجازات والمراتب الأولى في العالم، كذلك تتصدر الدولة في العطاء الإنساني، وتسمح نسبة المساعدات التي تقدمها الإمارات كنسبة من الناتج القومي للإمارات بالتصدر على عرش الدول الأكثر عطاء حول العالم.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، شدد فيما قاله عبر حسابه الرسمي على تويتر على أهمية قضية اللاجئين، واعتبرها “الأكثر إلحاحا .. وبخاصة اللاجئين من سوريا”، حيث أشار إلى أن الإمارات قدمت “2.6 مليار درهم، وسنستمر”.
إلا أن هذا العطاء مبني على أسس ثابتة، تبرز في استضافة الإمارات لأكبر تجمع من المؤسسات الدولية الانسانية الإغاثية، الموجودة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، فيما تعمل المؤسسات الإماراتية المختصة بالمساعدات الإنسانية في “أكثر من 70 دولة”.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أكد على أن “العمل الإنساني هو لغة مشتركة للتراحم بين البشر .. لا تعرف عرقا أو دينا أو هوية .. هو ما يجعل الانسان انسانا .. وما يجعل أي شعب شعبا متحضرا”.
بدوره أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تمضي قدما لترقية وتطوير مجالات العمل الإنساني والإغاثي وتأصيل مضامينه والانتقال به من مجرد انفعال لحظي مع كارثة معينة أو حدث طارئ إلى برامج تنموية دائمة تلبي حاجة المجتمعات الضعيفة والساحات الهشة.
وشدد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف التاسع عشر من أغسطس من كل عام، على اهتمام الدولة بتعزيز جهودها الإنسانية حول العالم والمضي قدما في ذات النهج الذي غرسه فينا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أجل صون الكرامة الإنسانية.
وأشار سموه إلى جهود الدولة الدائمة لتقليل حدة الفقر والجوع وسوء التغذية والحد من وطأة المعاناة في الدول الأقل نموا من خلال توفير متطلبات الحياة الأساسية لمستحقيها خاصة الغذاء الذي يعتبر الحصن الواقي من الأمراض والأوبئة والتشرد والحرمان.
فيما أكدت معالي ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي أن لدى الإمارات أكثر من 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية وخيرية تمد يد العون لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم.
وأضافت “هناك 3 محركات رئيسية لنهج الإمارات الإنساني هي: حماية المدنيين في حالات الطوارئ الإنسانية ولا سيما النساء والأطفال والعمل بشكل وثيق مع المنظمات المحلية والدولية لأنها الأقدر على تقديم المساعدات على نحو فعال، وتعزيز جهود النظام الإنساني العالمي من خلال التعاون الهادف”.
وقالت “إنه وتنفيذاً للتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعم جهود العمل الإنساني الدولي فقد بلغت مساعدات الدولة الإنسانية 6.97 مليارات درهم /1.89 مليار دولار/ بين 2011 و2016 وذلك للمساعدة في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وصيانة وحماية كرامة الإنسان أثناء وبعد حالات الطوارئ بما في ذلك المساعدة على المدى الطويل للاجئين والنازحين”.
واستعرضت معاليها ملامح من التزام الإمارات بالاستجابة للأزمات الإنسانية التي تمر بها شعوب المنطقة خاصة الشعبين السوري واليمني، حيث “قدمت الإمارات مساعدات إنسانية طارئة للأزمة السورية بين الفترة من عام 2012 وحتى يوليو 2016 بنحو 2.65 مليار درهم /720.7 مليون دولار/ شملت اللاجئين السوريين في العراق والأردن ولبنان وتركيا وكذلك النازحين داخليا في سوريا”.
وتابعت “وفي اليمن قدمنا 1.5 مليار درهم كمساعدات إنسانية /404 ملايين دولار/ على مدى العامين الماضيين”، معربة عن الفخر بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعم الحاجات الإنسانية الأساسية في عدن والمحافظات اليمنية وتوفير الغذاء في حالات الطوارئ والمساعدة في مجال الصحة وكذلك دعم نظام التعليم والتي تضمن الاستمرارية في التعليم خلال هذا الوضع الإنساني.
ولفتت إلى عدد من المشاريع التي توضح أثر مساعدات الإمارات الإنسانية ومنها : تمويل برنامج إدارة خدمات المياه والصرف الصحي للاجئين السوريين بمخيم الزعتري في الأردن لمساعدة 3000 أسرة من سكان المخيم من خلال الاستعانة بتوظيف المهندسين السوريين الذين يعيشون في المخيم في تنفيذه والذي كان له الأثر في تحسين معارفهم بطريقة مباشرة وكانوا قادرين على إحداث زيادة في كفاءة المشروع لسبعة أضعاف عندما ارتفعت إنتاجية المشروع من وحدة إنتاج أسبوعياً إلى وحدتين انتاج يوميا.
ونوهت إلى دعم الإمارات للاستجابة الإنسانية متعددة الأطراف من خلال “الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ” التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ” أوتشا” الذي يقدم التمويل الأولي السريع للمساعدات المنقذة للحياة في بداية الأزمات الإنسانية والدعم النقدي لتمويل عمليات الاستجابة الإنسانية الضعيفة.. وأوضحت أن الدولة ممثلة في اللجنة الاستشارية للصندوق مؤخرا زادت المساهمات السنوية للصندوق إلى واحد مليون دولار سنويا.
ونوهت معالي ريم الهاشمي إلى أن ديسمبر المقبل سيشهد استضافة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي الاجتماع الأول للمنتدى الإنساني العالمي الذي يتزامن مع اجتماع أهم 10 قيادات دولية تعمل في مجال العمل الإنساني والذي يهدف نحو جمع العاملين في مجال العمل الإنساني لتبادل الخبرات وبناء العلاقات ومناقشة التحديات والحلول اللازمة لها.
وأفادت بأن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ساهمت في أن تجعل الإمارات مركزا حيويا للخدمات اللوجستية في الاستجابة لحالات الطوارئ مع وجود تمثيل من 60 منظمة دولية ومؤسسة إنسانية تضم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة والشركات الخاصة، ووصفت المدينة بأنها أكبر مستودع للمساعدات الإنسانية الطارئة للأمم المتحدة في العالم الذي يسمح بوصول مواد الإغاثة لما يقرب من ثلث العالم في غضون 3 ساعات وثلثي العالم في غضون 7 ساعات.