أكدت الإمارات أن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية تمثل عائقاً كبيراً أمام كل المحاولات الخيرة لإحلال السلام والأمن في المنطقة برمتها، مجددة موقفها الثابت والمبدئي في مساندتها لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وبضرورة الاعتراف الدولي الكامل بدولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في كلمة المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، السفير عبيد سالم الزعابي، في إطار أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الدولي لدعم السلام الفلسطيني – الإسرائيلي الذي احتضنته قاعة «الإمارات» في مبنى الأمم المتحدة بجنيف، ونظمته اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرّف.
وتوجه السفير الزعابي في مستهلّ كلمته بعبارات الشكر والتقدير للجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف لجهودها المخلصة والبناءة من أجل توسيع إدراك المجتمع الدولي بتطورات القضية الفلسطينية العادلة بشكل عام، ولتنظيمها هذا المؤتمر الهادف إلى دعم السلام الإسرائيلي الفلسطيني في الوقت الذي بدأت فيه بوادر مبادرات جديدة لمعالجة هذه المسألة الحساسة والمؤثرة على المستوى الإقليمي والدولي.
وأشار في هذا الصدد إلى مسلسل الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- لحقوق الإنسان الفلسطيني والسياسات الخطيرة التي تمعن في ارتكابها وممارسة المزيد من التحريض على الكراهية والقتل والاعتقال والتنكيل اليومي في القدس وفي المدن والقرى في الضفة الغربية المحتلة، وتنفيذها لمخططاتها الاستيطانية المنهجية للاستيلاء على المزيد من الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وطرد وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، إضافة إلى إبعاد الأنظار عن سياسة الحصار غير الإنساني الممتدة منذ عام 2006 لقطاع غزة.
وأكد مندوب الدولة أن كل هذه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية تمثل عائقاً كبيراً أمام كل المحاولات الخيرة لإحلال السلام والأمن في المنطقة برمتها، خاصة أن كل هذه الإجراءات ودون استثناء تعد باطلة ولاغية وغير قانونية، وتشكل خرقاً مادياً وقانونياً وسياسياً لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وقرارات الشرعية الدولية.
وجدد السفير الزعابي موقف دولة الإمارات الثابت والمبدئي في مساندتها لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وبضرورة الاعتراف الدولي الكامل بدولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً في هذا السياق بأن دولة الإمارات تدعم بكل قوة الجهود الرامية إلى تحقيق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية.
وحضّ الزعابي الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الفاعلين، اليوم وأكثر من أي وقت آخر مضى، على التصرف على نحو عاجل في إطار مبادئ الميثاق وقواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وحمل سلطة الاحتلال على احترام كامل التزاماتها تجاهه.
كما طالب مجلس الأمن بالتحديد واللجنة الرباعية وشركاءها الإقليميين بعمل كل ما في وسعهم لإنقاذ عملية السلام عبر إلزام إسرائيل بمعايير أساسية لمفاوضات جدية، وفقاً للقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادئ مدريد وأسلو ومبادرة السلام العربية.
وعبّر عن ترحيب دولة الإمارات بانضمام دولة فلسطين إلى العديد من الاتفاقيات الدولية خلال السنتين الماضيتين وتشجيعها على المضي قدما في هذا الاتجاه، باعتبار أن التمسك بالقانون هو أساس الشرعية الدولية والوسيلة المثلى للنضال السلمي.