اعتبر الكثيرون أن المنتخب الألماني هو المرشح الأكبر للفوز بأمم أوروبا في فرنسا، غير أن الأمر تغير بعد الهزيمة أمام إنجلترا، وهي الرابعة في ست مباريات ودية. وهناك مخاوف تدب الآن في نفوس الألمان بسبب حالة دفاع المانشافت.
في مطلع تسعينات القرن العشرين قال أسطورة كرة القدم الإنجليزية، جاري لينكر مقولته الشهيرة “كرة القدم لعبة سهلة: 22 رجلا يجرون خلف الكرة لمدة 90 دقيقة، وفي النهاية تفوز دائما ألمانيا.”
تم ترديد تلك الجملة مع كل فوز حققه المنتخب الألماني، لكن الآن وبعد الخسارة المريرة لألمانيا أمام إنجلترا مساء السبت الماضي في ملعب برلين الأوليمبي (2-3) وضع لينكر (55 عاما) نهاية لهذه المقولة من خلال تغريدة له على موقع تويتر، حيث كتب المهاجم الإنجليزي السابق: “كرة القدم لعبة سهلة. 22 رجلا يركلون الكرة لمدة 90 دقيقة، وفي النهاية تضيع ألمانيا تقدمها بهدفين.”
وتقول مجلة “شبورت بيلد” الألمانية إن كلمات جاري لينكر “تتضمن الشماتة والغمز والفكاهة. وإذا أصبح لها أثر طويل الأمد مثل مقولته الأصلية (في التسعينات) فستكون ألمانيا مقبلة على أوقات صعبة.”
هل مازالت ألمانيا الأوفر حظا للفوز بأمم أوروبا؟
في مباراة السبت (26 مارس) وأمام 71 ألف متفرج تقدم المنتخب الألماني بهدفين لصفر سجلهما توني كروز (الدقيقة 43)، وماريو غوميز (الدقيقة 57)، وبعدهما أضاع لاعبو الفريق فرصا حقيقية لمضاعفة النتيجة والرفع من معاناة المنتخب الإنجليزي، لكن أبناء انجلترا “مهد كرة القدم الحديثة” استفاقوا فجأة فأفسدوا الليلة على المنتخب الألماني وجماهيره وسجلوا ثلاثة أهداف متتالية في الدقائق: 61 و 75 والأولى من الوقت الضائع.
وتساءل المحرران تورستن رومف وهايكو أوستندورب بمجلة “شبورت بيلد”: “بعد الخسارة أمام إنجلترا هل مازالت ألمانيا المرشحة الأولى للفوز بكأس أمم أوروبا؟” وكانت الإجابة لا، فالمنتخب الألماني لم يطور نفسه منذ فوزه بمونديال البرازيل 2014.
ونتائج المباريات بعد المونديال تثير المخاوف فعلا فقد كانت الخسارة أمام انجلترا هي السادسة للمانشافت مقابل ثمانية انتصارات من بينها الفوز على جبل طارق مرتين.
ومن جديد أظهرت مباراة إنجلترا أن أهم مشكلة لدى المنتخب الألماني هي مشكلة الدفاع.
فخط الدفاع يفتقد حاليا وبشدة للمصاب بواتينغ، وكذلك باد شتوبر.
لذلك فخط الدفاع هو صاحب العدد الأكبر من الوافدين الجدد على المنتخب الألماني مثل أنطونيو روديغر، ويوناس هيكتور، وجوناتان تاه، ومعهم لاعب خط الوسط المدافع إمرى جان، ولم يقدم أيهم في المباراة مستوى كبيرا في الدفاع يمكن اعتباره مستوى عالميا عاليا.
ويرى متابعون ومن بينهم مدرب ألمانيا السابق بيرتي فوغتس أهمية كبرى في عودة نجم الدفاع المعتزل دوليا وقائد ألمانيا السابق فيليب لام إلى صفوف الفريق للمشاركة في أمم أوروبا.
بيد أن المدرب يواخيم لوف أصر حتى الآن على أن هذه المسألة “ليست خيارا” بالنسبة له، ولكن ومن يدري فربما يغير رأيه!
فشل واضح للمانشافت في المباريات الودية
غياب الدافع المحفز لدى اللاعبين الألمان في المباريات الودية هو أيضا سبب آخر يفسر به المهاجم توماس مولر الهزيمة أمام انجلترا.
وقال مولر “في المباريات التجريبية يكون من النادر وجود ضغوط علينا (نحن اللاعبين) حتى نقدم ما لدينا مائة في المائة. فيكتشف الواحد منا أنه لم يؤد الخطوة الأخيرة بشراسة كافية.”
والحقيقة أن المنتخب الألماني خسر أربع مباريات ودية وفاز في واحدة فقط من بين ست خاضها حتى الآن بعد كأس العالم.
فقد خسر أمام الأرجنتين 2-4 وأمام الولايات المتحدة 1-2، وأمام فرنسا صفر-2 ثم الآن أمام انجلترا 2-3.
وفي المقابل تعادل مع أستراليا 2-2. وهذه نتائج مخيبة للآمال بالنسبة لفريق بطل العالم الذي يحلم بالفوز بأمم أوروبا بعد نحو شهرين ونصف شهر من الآن.
وكان معظم نجوم المنتخب الألماني بعيدين عن مستواهم في مباراة انجلترا سواء توماس مولر، أو مسعود أوزيل، أو ماركو رويس أو حتى سامي خضيرة، الذي حمل في تلك المباراة شارة القيادة بدلا من مانويل نوير (30 عاما) وفي ظل غياب القائد الأصلي شفاينشتايغر بسبب الإصابة.
ومن خلال هذه الملاحظات، التي تدعو للقلق يأتي تألق ماريو غوميز (30 عاما)، العائد لصفوف المنتخب ليمنح قوة جديدة للمنتخب الألماني.
فقد كان نجم هجوم بشكتاش التركي في منتهى الحماس واستغل الفرصة التي منحها له المدرب لوف، فتمكن من تسجيل الهدف الثاني لألمانيا من رأسية رائعة.
غوميز استعاد لياقته البدنية من جديد ليكون عونا قويا لزملائه في المنتخب الألماني مثلما يفعل في ناديه التركي. وهو ما دعا بالمدرب يوآخيم لوف للقول “ماريو لديه بشكل ملحوظ المزيد من الثقة بالنفس. لقد عاد إلى سابق عهده.”