نقل معالي الدكتور المهندس عبد الله بلحيف النعيمي، وزير تطوير البنية التحتية، توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بضرورة توحيد الجهود كافة، والعمل المشترك بين فرق عمل الحكومة الاتحادية والمعنيين في الحكومات المحلية للتغلب على أضرار الأمطار والحالات الطارئة، وتحقيقاً للهدف القائم على تطوير البنية التحتية والطرق، بما يتناسب مع المكتسبات التي حققتها الدولة في هذا المجال، وذلك خلال جولة قام بها لتفقد الأضرار الناتجة عن مياه الأمطار في المنطقة الشرقية، بهدف تقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة دعماً لجهود الحكومات المحلية.
وكشف معاليه عن جملة المبادرات التي تتعلق بالمرافق الحيوية في المنطقة الشرقية، تمثلت في الإعلان عن بدء صيانة 40 سداً بالمنطقة الشرقية بداية الشهر المقبل، وستشمل أعمال الصيانة تنظيف بحيرات تلك السدود، وتثبيت الصخور في منحدرات ومفيض وحوض التهدئة، وكذلك صيانة المحابس الميكانيكية للبوابات، وتأهيل مساطر القياس، فضلاً عن توسعة بعض البحيرات إذا ما استدعى الأمر ذلك، خصوصاً في مواسم سقوط الأمطار.
وقال معاليه إن البنية التحتية للسدود في المنطقة الشرقية أدت دوراً كبيراً في الصمود أمام الكميات الغزيرة من مياه الأمطار التي تجمعت فيها، مما جنب المباني والشوارع الأضرار الكبيرة.
ومن جهة أخرى، خصصت وزارة تطوير البنية التحتية ملياراً و583 مليون درهم لتنفيذ تصاميم 22 مبنى حكومياً في عدد من الإمارات، وراعت الوزارة في تصاميمها الهندسية احتياجات الجهات المالكة والمجتمع لهذه المشاريع، بما يتلاءم مع الظروف البيئية والمناخية، مع حرصها على تطبيق معايير الاستدامة ومتطلبات الأجندة الوطنية ضمن رؤية الإمارات 2021.
وتفقد معالي عبد الله النعيمي طريق يبسة الذي تم تنفيذه وفق المعايير العالمية من حيث الميول، واطلع من المهندس عبد الرحمن المحمود، رئيس قسم التنفيذ في إدارة الطرق، على جهود فرق الوزارة في التخلص من آثار مياه الأمطار والسبل التي تم التعامل معها خلال الأيام الماضية، وخطط الوزارة لرفع معايير السلامة لمستخدمي طريق يبسة، ووجه برفع كفاءة طريق يبسة العابر المخصص للشاحنات.
وتفقد معالي وزير تطوير البنية التحتية سد سكمكم، واطلع على كفاءته وقدرته خلال الموسم على حماية المنطقة، في ظل ما شهدته البلاد من أمطار غزيرة، ومن جانبه أشار مدير دائرة الأشغال بإمارة الفجيرة سالم المكسح إلى إنشاء قناتين مائيتين جديدتين في منطقة سكمكم في شمال وجنوب إمارة الفجيرة، وقناة أخرى عند مجرى سد وادي حام، لتسهم في تفريغ الأحواض المائية.
ووجه معالي النعيمي بالإسراع في إنجاز مخططات وتصاميم مشروع الطريق الدائري الغربي لمدينة خورفكان بطول 5.1 كيلومترات، وطرحه على المقاول خلال المرحلة المقبلة، على أن يبدأ العمل بالمشروع نهاية العام الجاري، ويستمر العمل بالمشروع عامين.
ولفت إلى أن المشروع سيشكّل طريقاً التفافياً ينقل حركة الشاحنات بشكل كلي، وذلك تجنباً للمرور داخل المدينة، ما يساعد على تخفيف حدة الازدحام المروري، حيث إن غالبية المركبات المتجهة إلى المنطقة الشمالية ودبا ستسلك هذا الطريق، وإلى جانب ذلك سيساعد الطريق الجديد على تخفيف أثر الفيضانات على المناطق المجاورة 70%.
وعلى هامش الجولة، ناقش معالي وزير تطوير البنية التحتية، بحضور عدد من مسؤولي الحكومات المحلية الذين رافقوه بالجولة، سبل تعزيز التعاون المشترك بين الوزارة والجهات المحلية، بهدف تقديم الوزارة الدعم اللازم لتلك الجهات خلال الحالات الطارئة.
رافق معاليه في الجولة الإعلامية المهندسة زهرة العبودي وكيل الوزارة، والوكلاء المساعدون، وسالم المكسح، مدير دائرة الأشغال والزراعة في حكومة الفجيرة، والمهندسة فوزية القاضي، مديرة بلدية خورفكان، وعبد الله الصم النقبي، رئيس المجلس البلدي في خورفكان، والمهندس يوسف العثمني، مدير دائرة التخطيط والمساحة في خورفكان.
واطلع معالي عبد الله النعيمي كذلك خلال جولته على كفاءة وسلامة أداء القنوات المائية التي نفذتها الوزارة وفقاً لأفضل المعايير والممارسات، والأخرى قيد التنفيذ التي بدروها أسهمت بشكل كبير في الحفاظ على المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم، ومن ضمنها قناة القادسية المائية الجاري العمل بها حالياً بنسبة إنجاز تجاوزت 83%، ويبلغ طول القناة كيلومترين، وقد تم استغلال أجزاء منها لتصريف مياه الأمطار التي هطلت على خورفكان أخيراً، وأسهمت إسهاماً فاعلاً في وقف تدفقات المياه من أعلى جبال القادسية إلى المناطق المجاورة.
واعتمد معالي عبد الله بلحيف النعيمي مبادرة «هب ريح»، وهي عبارة عن فريق موسمي جديد معني بالتعامل مع الحالات الطارئة وموسم الأمطار، بحيث تكون مهمته إزالة الآثار الناتجة عن الأمطار، وفتح الطرقات أمام حركة السير، وضمان انسيابيها، وغيرها من الأعمال ذات العلاقة.
ويتكون الفريق من 200 عامل، من بينهم مهندسون وفنيون ومراقبو طرق، إلى جانب عدد من المتطوعين الراغبين في المشاركة في الفريق.